لم يسلم الفضاء من حمى التصادمات التي تزايدت مؤخراً، سواء بين المركبات على الأرض، أو السفن في البحر، أو حتى الطائرات في الجو، ليشهد أول حادث تصادم من نوعه بين قمرين صناعيين، أحدهما أمريكي والآخر روسي. وقع التصادم، الأول منذ بداية عصر “غزو الفضاء” منتصف القرن الماضي، بين قمر تابع لشركة “إيريديوم” الأمريكية للاتصالات، وقمر روسي آخر، يبدو أنه كان قد توقف عن العمل، على ارتفاع حوالي 800 كيلومتر (500 ميل) فوق سيبيريا.
ونقلت وكالة “إيتار تاس” الروسية للأنباء ومحطة تلفزيون “روسيا اليوم” أن القمر الروسي كان قد أُطلق عام 1993، وقد اعتبرته وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” خارج نطاق العمل.
أما القمر الأمريكي فقد تم إطلاقه في عام 1997، حسبما نقلت وسائل الإعلام الروسية عن مسؤولين بوكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية “ناسا”، ويتبع شركة “إيريديوم”، التي تمتلك أسطولاً من أقمار الاتصالات، يصل عددها إلى 66 قمراً.
وأوضح المتحدث باسم “ناسا” كيلي هامفريز، أن تصادم القمرين، اللذين يبلغ وزنهما حوالي 455 كيلوغراماً، خلف سحابتين كبيرتين من الغبار ناجمتين عن حطامهما.
وأضاف قوله إن “الأمر يتطلب أسابيع على الأقل لمعرفة العواقب التي قد تنجم عن هاتين السحابتين”، وسط مخاوف من أن ترتطم أجزاء من القمرين المدمرين باالمحطة الفضائية الدولية، أو بأقمار أخرى.
ولكن المسؤول الأمريكي أعرب عن أمله في أن يتم احتراق حطام القمرين في الغلاف الجوي للأرض.
وتدور المحطة الفضائية، والتي يوجد ثلاثة رواد فضاء على متنها، في مدار على ارتفاع حوالي 435 كيلومتراً حول الأرض.