اتهم المرشح للرئاسة الايرانية محمد خاتمي الرئيس الايراني أحمدي نجاد بأنه أدى إلى تشويه صورة إيران في المجتمع الدولي بسبب اصراره على مواصلة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل. قال الرئيس الإيراني السابق، اليوم الأربعاء، إن التغييرات السياسية مطلوبة لتجنب المزيد من الإضرار بصورة إيران أمام المجتمع الدولي .
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية ” إسنا ” عن الرئيس الايراني السابق خاتمي قوله” إن وضع إيران السياسي ليس مناسبا وينبغي تغييره وتعديله وإلا فسيلحق بصورة إيران الدولية المزيد من الضرر والتشويه” .
وهذا هو أول تصريح عقب ترشح خاتمي رسميا لخوض انتخابات الرئاسة في إيران والتي ستجرى في الثاني عشر من حزيران/ يونيو المقبل “
واتهم خاتمي الرئيس الإيراني نجاد بأنه لم يفشل في تحقيق وعوده فيما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية فحسب بل أدى إصراره على مواصلة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل إلى فرض الأمم المتحدة عقوبات مالية على بلاده.
وقال الرئيس السابق إن هجوم خصمه المستمر على إسرائيل دفع بإيران إلى الدخول في عزلة دولية .
وأضاف خاتمي في اجتماع مع الجماعات الإصلاحية ” إن واجبنا الإصلاحي خلال الموقف الراهن يتمثل في الدخول إلى المشهد”.
وانسحب خاتمي (65 عاما) من الحياة السياسية بعد انتهاء ولايته كرئيس، 1997- 2005، لكنه انتقد أحمدي نجاد في أكثر من مناسبة منها هجومه على إسرائيل وانكاره حدوث المحرقة اليهودية “الهولوكوست “.
وتحاول الدوائر الإصلاحية والمعتدلة في إيران حاليا الدفع بخاتمي باعتباره مرشحهم الوحيد وتحويل السباق الرئاسي إلى منافسة بين خاتمي و احمدي نجاد.
إلا أن الجناح الإصلاحي في إيران لديه الآن مرشحان، فبالإضافة إلى خاتمي هناك رئيس البرلمان الايراني السابق مهدي كروبي والذي أعلن ترشحه برغم ان الكثيرين يعتقدون أنه لا يتمتع بنفس بريق الشخصية الذي يتمتع به خاتمي ومن ثم فإن فرصه للتغلب على نجاد أقل.
وأعلن الاصلاحيون أنهم يخشون من تزايد فرص فوز احمدي نجاد حال عدم انسحاب كروبي من السباق وانقسام أصوات الجناح الإصلاحي.
وفي إشارة إلى استعداده للتعاون مع كروبي قال خاتمي:” يمكننا مواصلة العمل سويا برغم اختلاف وجهات نظرنا”.
تجدر الإشارة إلى أن كلا من خاتمي وكروبي يريدان تحقيق الإصلاحات في إطار النظام الإسلامي غير أن بعض دوائر الإصلاحيين تذهب أمالهم إلى ما هو أبعد من ذلك ويسعون لإرساء منهج علماني.
لكن السلطات الدينية المتحفظة في إيران وقوات الحرس الثوري الإيراني تعتبر أي توجه علماني تهديدا للنظام الإسلامي وواجهت الجناح الإصلاحي بإغلاق مقار الصحف واعتقال المنشقين.
وقال خاتمي ” إن الاصلاحيين جزء من النظام ونقر بالدستور لذا ينبغي ألا ينظر إلينا كمعارضة”.
وقال خاتمي الذي تتلخص رؤيته النهائية في إقامة ديمقراطية إسلامية في إيران:”إننا نعتقد في الثورة والديمقراطية المتوافقة مع الدين”.
ويرى محللون أن ارتفاع نسبة مشاركة الناخبين في انتخابات حزيران/ يونيو المقبل من شأنها زيادة فرص خاتمي في الفوز بالرئاسة وبالعكس سوف تتزايد فرص نجاد في الاستمرار في الحكم لفترة رئاسة ثانية مع انخفاض نسبة المشاركة.