للشاعر حسين حرفوش
حين تَـطُـلـِّينَ بِوَجْهٍ سَكَنَتْ فِيهِ طَهَارَةُ شَـرْقِ الـشَّـرْقِ
عَلَىَ الجَبْهَةِ بَلْقِيسَ .. أراها.. تَتَبَاهَىَ بإِبَـاءْ..
في الخَدَّيْنِ ..وفي الشَّـفَـتَيْنِ ..وفي غَابَاتِ الشَّــعْرِ الأَسْـــوَدِ ..
تَتَفَجَّـرُ للفُـلِّ عُطُورٌ ..
تتعانقُ أزهارُ الصَّنْدَلِ فيها .. وزُهُــــــورِ الحِنَّــــاءْ
وفي العَيْنَيْنِ السَّوْدَاوَيْنِ…أَرَاكِ جَمَعْتِ مَحَاسِنَ لَيْلَىَ .. بُثَيْنَةَ ..عَزَّةَ..عَبْلَةَ..هِنْدٍ.. دَعْدٍ..
ودَلاَلَ البَتْرَاءْ….
يَــا مَنْ في طُـــهْــــرِ العذراء
حينَ تَقُولِينَ …تتسابقُ أحْرُفُ لُّغَتِي ..تَتَجَمَّعُ فوقَ شِفَاهِكِ
كعصافيرَ اشتاقتْ للنَّبْعِ .. لتسْكَـرَ مِنْ شَهْدِ رُضَـابِكِ
تتعانقُ أزمنةُ الأفعَالِ .. وتَـبْتَـسِــــمُ الأسْـــمَـاءْ
كم تُشْرِقُ في نفسي كَلِمَاتُكِ..شَـمْـسًا.. كَشُـمُـوسِ الصَّـحْـراءْ…
من خَـيْطِ ضِـياهَا أَنْـسُــجُ.. شَـالاً..ووِشَـاحـًا.. لبناتِ بلادي الحَسْناوات
و حين تَطُـلِّينَ ..عيناكِ يَنبُوعَا حنانٍ.. وأمَانٍ.. يُنْـبُـوعَــا صَـــــــفَاءْ..
غَيْمَاتٍ تُمْطِرُ بِشْـراً ..فوقَ خُدُودِ التُّعَسَاءْ ..
خيْماتٍ تستُرُ عُرْيَ الجَـسَـدِ الـْمَكْـدُودِ مِنَ الإعْـيَــــاءْ..
أَشْـجَـاراً مُـورِقَـــةً .. تَحْتَضِنُ الشُّــطْــآنَ ..وتَحْنُو ..
تمسحُ حبّاتِ العرقِ المالِحِ من فوقِ جِبَاهِ البُسَطاءْ ..
ونخيلاً ممشوقَ القامةِ.. وارِفَةَ الظِّلِ.. حَـنَّ … يَجُـودُ على فقراءِ بِلاَدِي …
وعَنَاقِيدَ ضِـيَاءْ..
يامن في طهر العذراء… يأخذني الحلمُ بعيدًا جدًا فأرَاني
أغْتَسِلُ في بحر السِّحرِ الشَّرْقِيِّ المُتـَفَجِّرِ في عَـيْنَيْكِ
وتغتسلين بشوقٍ شرقيٍ في عينيَّ
أراني مَجْنُونًا شَـرْقِيـاً… يَـشْـــــتَاقُ لِـيَـسْـمَعَ منكِ… أُغـنيَةً شَـــرْقِـيـَّةْ…
مجنونا يَتَمَنَّى أنْ يُصْبحَ حَرْفًا مُخْتالا في شفَتَيْكِ يُعانِقُها
كي يشربَ منها لونَ بلادِي .. طَعْمَ بِلادِي ..العَرَبيَّةْ
أشتاقُ لِسِحْرِ الجِـنِّـيَاتِ السَّـاكنِ في الكلماتْ..
أشتاقُ اللَّونَ الأَسْـمَـرَ فَوْقَ خُدُودِكِ .. لَوْنَ الحِنْطَـةْ
أشتاقُ لِطُهْر مَلائِكَةِ النُّورِ السَّــاكِنةِ الأحداقْ
أشتاقُ لِعِزَّةِ نَفْسٍ .. جَاءَتْكِ.. ميراثـًا شَـرْعِـيَّـا..
ألمحُها في سّمْتِكِ .. رَسْمِكِ .. وأراها حياءً في بَسْمَتِكِ ..
وَدَلاَلاً في اللَّفَتَاتْ..
يامن في طهر العذراء..أَوْقَفْتُ قصيدةَ شِعْرِي عَلَيْكِ..لتكتبَ
عن كيفَ اختزلَ سوادُ عُيونِكِ.. سحرَ عيونِ نساءِ العالمِ
في الكرةِ الأرضيَّة..
عن كيف يكونُ الحبُّ ..جريحاً..؟!
كيف يكونُ الحبُّ .. عفيفاً..؟!
كيف يعيشُ الحبُّ .. فَـتِـيـَّـا..؟!
كيفَ نَعِيشُ الطُّـهْـرَ ..غَـرَامًا..
كيفَ نعيشُ غَرَامَ الطُـهْرِ إلىَ الأَبَـدِيَّـةْ..
الشاعر حســين حرفوش
الدوحــة ــ قــــطــــــر