كشفت مصادر فلسطينية واسعة الإطلاع أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قام بزيارة إلى دمشق الأسبوع الماضي، التقى خلالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلّح وهنأهما بانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأوضحت المصادر التي رفضت الإشارة إليها بالاسم أن البيان الصادر عن “حماس” و “الجهاد” حول الاتصال المطول بين نصر الله ومشعل وشلّح، هو في الحقيقة لقاء حصل في العاصمة السورية بعيداً عن الإعلام لأسباب أمنية وبقي طي الكتمان.
وأكدت المصادر أن نصر الله بيّن لمشعل وشلّح أهمية ودلالات الانتصار في غزة التي فاقت نصر المقاومة في لبنان عام 2006.
وحدد الأمين العام لحزب الله هذه الدلالات، وفقاً لما ذكرته المصادر، بأن المقاومة الفلسطينية لم تضطر إلى التفاوض من أجل وقف إطلاق النار إذ نفذه الاحتلال الصهيوني من جانب واحد، كما لم تنشر قوات دولية لا داخل القطاع ولا على حدوده على خلاف ما جرى في لبنان، بحيث عززت قوات الـ “يونيفيل” برياً جنوب منطقة الليطاني واستحدثت القوات البحرية لمنع تهريب السلاح.
ونوّه نصر الله بالقدرة الهائلة لصمود المقاومين وتصديهم في مساحة جغرافية ضيقة وحصار محكم وأسلحة تقليدية ومنعهم جيش الاحتلال قصف منصات إطلاق الصواريخ.
ودعا حماس والجهاد إلى الاستفادة من نتائج الانتصار وتقدم محور الممانعة والمقاومة أمام تراجع محور الاعتدال، وذلك في وقف مسار التسويات والتنازلات في مقابل استعادة الحقوق وفي مقدمها الإفراج عن الأسرى طالما أن جيش الاحتلال لم يتمكن من تحرير جلعاد شاليط.
ووفق المصادر أيضاً، فإن مشعل وشلّح أعرباً لنصر الله عن كل شكرهما وامتنانهما لدعم الحزب والمقاومة الإسلامية على كل المستويات للمقاومة الفلسطينية، لافتين إلى أن الانتصار في غزة ما كان لولا النصر في حرب تموز وتبادل الخبرات والتجارب بين المقاومتين الشقيقتين.
ورداً على سؤال حول الاتهامات لمشعل بالتفرد في القرار داخل حركة حماس وبخاصة في رفض الاستمرار بالتهدئة، نفت المصادر الفلسطينية صحة هذا الكلام جملة وتفصيلاً، موضحةً أن لا أحادية داخل الحركة، إذ أن القرارات الكبرى تؤخذ بعد التشاور بين أربع مرجعيات شورية، في غزة والضفة الغربية والمعتقلات والخارج.
وأشارت المصادر إلى صحة ما أعلنته كتائب القسام لجهة عدد الشهداء، عازيةً سبب تدني الرقم المعلن لاعتماد التكتيك العسكري الذي اعتمد في حرب لبنان. ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يستطع استدراج عناصر القسام إلى أماكن مكشوفة وأن المقاومة كانت منظمة ومنضبطة إلى أقصى الحدود، مشددةً على مدى التزام الوحدات القتالية بأوامر القيادة العسكرية.
وبيّنت المصادر الفلسطينية أن الخطة الموضوعة قضت باستدراج جنود الاحتلال إلى الأحياء حيث يلقاهم المقاتلون القاطنون أصلاً في هذه الأزقة وهم على دراية بتفاصيلها الجغرافية.
وأكدت المصادر أن مجاهدي حماس هم طلاب شهادة لكنهم لا يفرطون بأرواحهم ولا يرمون أنفسهم بالتهلكة، لافتة إلى أن إصرار الشهيد الدكتور نزار ريان على البقاء في منزله كان لأسباب جوهرية، خاصة وأن الاحتلال الصهيوني في مرات سابقة كان يتصل بالناس ويهددهم بقصف منازلهم، فكان ريان يطلب من السكان وعائلاتهم الصعود إلى السطح منعاً لقصفه وهو أسلوب نجح في مرات كثيرة، لكن الاحتلال لم يتردد في اغتيال ريان هو وعائلته في العدوان الأخير. ولفتت المصادر المقربة جدا من حركة حماس إلى أن اغتيال القادة وعلى رأسهم قائد الجبهة الداخلية سعيد صيام سيزيد حماس صموداً وعزيمةً ويسرع من تطور القيادات الشابة لتولي المسؤوليات المنوطة بها على مختلف الأصعدة. ـ رصد الحقيقة)