قال باحثون بريطانيون إن ممارسة الحب قد تكون إحدى المتع القليلة المتبقية لنا في الحياة, وأكدوا أن فوائده النفسية والجسدية تكاد لا تحصى. وبينت دراسة أعدها باحثون في جامعة نوتنغهام البريطانية أخيراً أن الرجال الذين يمارسون الحب بانتظام في الخمسينات ينخفض لديهم احتمال الاصابة بسرطان البروستات بشكل ملحوظ, لكن باحثين آخرين حذروا من أن الافراط في ذلك, أي أكثر من 20 مرة شهرياً للفئة العمرية في العشرينات والثلاثينات قد يزيد خطر الاصابة بهذا المرض.
كما بينت الدراسة أن الرجال, خصوصاً العجائز منهم, هم الاكثر استفادة من ممارسة الحب من الناحية الصحية, مشيرة إلى النواحي الايجابية الاخرى لذلك, هي تحسن المزاج والنظر بتفاؤل إلى الحياة, مشددة على أن الفوائد الصحية القصوى لذلك تكون عبر ممارسة الحب بانتظام , وهو ما يتطابق مع تحذير أطلقه علماء فنلنديون مؤخراً نصحوا فيه الرجال الكهول بممارسة الحب بانتظام بالقول ” استخدمه… وإلا ستفقده”.
وتبين للباحثين من خلال متابعتهم حوالي ألف رجل اعمارهم ما بين 55 سنة و 75 سنة لمدة خمس سنوات أن أولئك الذين مارسوا الحب لاقل من مرة اسبوعياً عند البدء في الدراسة عانوا من متاعب جنسية أكثر مرتين من نظرائهم الذين فعلوا ذلك مرة على الاقل اسبوعياً, وأما الذين مارسوا الحب ثلاث مرات أو أكثر اسبوعياً انخفضت لديهم المتاعب الجنسية بحوالي 4 مرات.
وعددت الدراسة فوائد ممارسة الحب بالنسبة إلى القلب, مشيرة إلى اعتقاد خاطئ وهو أن نوبات القلب تحدث للرجال خلال هذه الفترة, وهو ما نفاه البروفيسور بيتر وايزبيرغ وهو مدير لجمعية القلب البريطانية إذ أشار إلى إنه ليس هناك أدلة على أن الرجال في الاربعينات والخمسينات من العمر الذين يمارسون الحب بانتظام يمكن أن يزداد خطر إصابتهم بالنوبة القلبية أكثر من غيرهم.
من جانبه, قال الدكتور غراهام جاكسون المستشار في طب القلب بمستشفى غايز ومستشفى سانت توماس في لندن إن ممارسة الحب شكل من أشكال الرياضة, مشيراً إلى أنه مثل المشي لحوالي ميل وصعود السلالم والنزول منها. أضاف “إذا كان لديك لياقة جسدية للقيام بذلك لن تتعرض للخطر خلال ممارسة الحب”.
وبينت دراسة أعدتها كوينز يونيفرسيت في بلفاست أن ممارسة الحب ثلاث مرات اسبوعياً يمكن أن تخفض خطر الاصابة بالنوبة القلبية والجلطة الدماغية بمعدل النصف, مشيرة إلى أنه إذا كنت فوق الخمسين وبديناً وغير لائق جسديا فقد تتعرض للاصابة بأمراض القلب.
كما بينت الدراسة أن ممارسة الحب تخفض خطر الاصابة بسرطان البروستات, لا سيما وان مادة التستوستيرون (الهورمون الذكري) يزداد خلال ممارسة الحب, بحسب ما قالت الدكتورة سارة برويار, وهذا ما يوفر بعض الحماية للرجال من الاصابة بمرض هشاشة العظام, فيما ذكرت دراسات أخرى أن ممارسة الحب توفر المناعة للاصابة بالزكام ونزلات البرد.