حلقة جديدة من مسلسل انتقام الصحافة الحكومية المصرية من الذين انتقدوا موقف نظام مبارك خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. الحلقة هذه المرة تجاوزت السياسة لتستهدف الفن، وبالضبط الفنان السوري مجد القاسم، المستقر منذ سنوات في القاهرة، وذنبه، حسب أبطال الحملة الإعلامية، هو انه سوري وشقيق مذيع قناة “الجزيرة” فيصل القاسم.
وذهبت الحملة بقيادة رئيس تحرير صحيفة الجمهورية السابق إلى المطالبة “بفتح تحقيق في أمر استضافة الفنان في التلفزيون المصري، واصفة الحدث بـ المؤامرة.”
و كان البرنامج التلفزيوني “القصر” لشافكي المنيري، الذي استضاف المطرب السوري منذ أيام، القطرة التي أفاضت غيظ “أبواق” الصحافة الحكومية وهي التي وقفت مدهوشة أمام رد الفعل الإسلامي العربي من موقف مصر خلال العدوان الإسرائيلي على غزة تائهة بين الدفاع عن شعب اعزل يُقصف بالفوسفور وبين بركة ورضى مبارك وهي المحسوبة عليه.
رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” المصرية سابقا رفض أن تفصل السياسة عن الإعلام، خاصة إذا تعلق الأمر بالتلفزيون الذي من المفروض أن يحرص على عدم الإساءة إلى الدولة وشعبها، ووجه الملامة والعتاب لمؤسسة التلفزيون المصري لأنه استضاف الفنان السوري مجد القاسم المحسوب -حسب مقالته- على مواقف أخيه مذيع قناة “الجزيرة”، وأضاف ” أيضاً.. “مجد القاسم هذا.. مطرب سوري -كما أشرت-.. وقد نهجت بلاده في الآونة الأخيرة.. نفس النهج الذي تسير عليه قناة الجزيرة “القطرية”.. ومعها من تحت ذات العباءة كل من ملالي إيران.. وحزب الله اللبناني بزعامة حسن نصر الله..”
و تابع رجب قائللاً ” إذن بالله على التلفزيون المصري.. هل ضاقت به الدنيا بحيث لم يجد ضيفاً يتحدث من خلاله.. سوى مثل هذا الفنان الذي لا بد وأنه حقق مكسباً يفوق خياله من جراء ظهوره عبر شاشة القناة الأولى”.
ولم يفوت رئيس تحرير جريدة “الجمهورية” السابق الفرصة ليلغم كلامه بتقزيم لمستوى القائمين على التلفزيون المصري وخاصة القناة الأولى قائلا -حسب ما نشر له- “بصراحة.. لا أعرف.. هل ما حدث ينم عن خواء سياسي.. أو تخلف إعلامي.. أو يستهدف مصلحة ذاتية بحتة.. حتى ولو جاءت -للأسف- على حساب مصالح الوطن العليا..؟؟ عموماً.. في جميع الأحوال.. لا ينبغي أن تمر حلقة “القصر” التي أذيعت مساء يوم السبت الماضي.. هكذا مرور الكرام”.
وفي نفس السياق، طالب بفتح تحقيق في أمر استضافته، مذكرا ببرنامج شقيقه في قناة “الجزيرة” ومواقفه من مصر “بل لا بد من تحقيق فوري حول ملابسات إذاعتها.. ومبررات اختيار ضيفها الذي تحدث من خلال أهم وأشهر قنواتنا بينما شقيقه في نفس الوقت.. يوجه لنا القذائف.. وكأن هناك “تنسيقاً” مشبوهاً ومتعمداً بين تلفزيوننا الحكومي.. وتلفزيون “الجزيرة” الذي تعبث فيه أصابع ماكرة.. وشريرة”.