استبعد مسئول بارز بالإدارة الامريكية السابقة أن يواصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما التركيز على قضية الديمقراطية والحريات في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وهي قضية كانت تمثل أحد أعمدة سياسة إدارة الرئيس السابق جورج بوش في المنطقة. ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” اليوم الاثنين عن إليوت أبرامز نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق لاستراتيجية الديمقراطية العالمية قوله خلال حوار في مركز شاليم للأبحاث في القدس :”هناك خطر من أنه تحت شعار الرغبة في عدم التشبه بالإدارة السابقة سيكون هناك اهتمام أقل بأجندة الحرية وتعزيز الديمقراطية”.
وقال أبرامز الذي أصبح عضوا في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن إنه من الصعب على الادارة الامريكية الجديدة أن” تعيد عقارب الساعة للوراء” فيما يتعلق بالديمقراطية في العالم العربي وما وراءه.
وأشار أبرامز فى الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا وقعتا في خطأ كبير بعدم التأكيد على حقوق الانسان في إيران بينما يعملان على وقف البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وشدد أبرامز على أنه كان يتعين على الولايات المتحدة ألا توافق على مشاركة حركة المقاومة الاسلامية حماس في الانتخابات التشريعية لعام 2006 إلا بعد موافقة الحركة على نزع سلاحها.
وكان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش قد أولى اهتماما بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخارج، ولا سيما في الشرق الأوسط، لكنه واصل سياسة بعيدة تماما عن أقواله وتعرضت ادارته لانتقادات بسبب سعيها في تغيير المنطقة من خلال القوة العسكرية.
ومن المتوقع ان ينشغل الرئيس الامركي الجديد بالحرب في افغانستان و العراق، وان تخرج قضية الديمقراطية من اجندته للسياسة الخارجية، كما ستسعى الادارة الجديدة الى الابتعاد عن كل الافكار والسياسات التي طرحتها الادارة السابقة عليها وهي سياسات اكتسبت سمعة سيئة وأغضبت الدول الحليفة للولايات المتحدة الامركية في المنطقة.
كما ان اوباما سيواجه سخطا اذا حاول التحدث عن الاصلاح السياسي في الوطن العربي نظرا للقناعات التي تنظر دائما نوع من التشكك في تلك الدعوات وتعتبرها تدخلا في الشؤون الداخلية للدول.
والواقعية التي يتحلى بها أوباما ستفرض عليه عدم اغضاب الدول العربية التي يحتاج الى دعمها لفرض الاستقرار في العراق ولمواجهة النفوذ الايراني وفي دعم عملية السلام .