د. عوض السليمان
دكتوراه في الإعلام – فرنسا
اتخذ المؤتمر الإسلامي الثاني للوزراء المكلفين بالطفولة الذي عقد في الخرطوم غرة هذا الشهر، قراراً، بناء على توصية الوفد السوري، بتسمية الكيان الصهيوني كياناً إرهابيا أينما ورد ذلك في المناهج الدراسية والإعلام..
كل التحية والتقدير للوفد السوري الذي قدم هذه التوصية، وكل الاحترام للدول التي وافقت عليها.
إن إطلاق التسمية الجديدة على الكيان الصهيوني هو أقل ما يجب أن تفعله الدول العربية والإسلامية بل والدول التي تدعي الحضارة، بعد أن عرف العالم كله ورأى بأم عينيه الإرهاب الصهيوني الذي ينصب حميماً وفوسفورَ أبيضَ على رؤوس الأطفال في فلسطين السليبة.
نعم، ليس هناك دولة اسمها “إسرائيل”. رغماً عن أنوف كتاب الخارجية الصهيونية العرب، ورغماً عن أنوف حكومات دول الاعتلال. هناك كيان إرهابي دموي، قام على الجريمة والتلذذ بقتل الأطفال، وسفك الدماء. إنهم مجموعة من المنبوذين شذاذ الآفاق الذين جاوؤا بلادنا بمباركة حكومات الفساد والشذوذ الغربية ليستوطنوا فلسطين ويقتلوا أهلها ويشردوا أبنائها. لم يكن يوماً في فلسطين صهاينة كانت أرض العرب، من النهر إلى البحر، وليخسأ كتاب الواقعية ومن ورائهم ومن يدفع لهم.
فلسطين كانت وما تزال عربية، غزة كحيفا، وخان يونس كعسقلان، والضفة كيافا واللد والرملة. ليس هناك قرية واحدة فلسطينية ستكون يوماً للصهاينة، ولن تكون، وسيزول هذا الكيان اليوم أو غداً وتعود الأرض إلى أصحابها الحقيقيين.
لماذا لا نسمي الصهاينة بالكيان الدموي الإرهابي ، وهم الذين قاموا أساساً على ذبح غيرهم أينما كانوا، حتى كُتب في التلمود “مال الأجنبي ودمه وعرضه كالرمال المتروكة في الصحراء من وضع يده عليها أخذها.”
كيف يكون الكيان الصهيوني دولة، ولا حدود له إلى اليوم، وليت أبو الغيط أو الحكومة المصرية يخبرنا عن حدود هذا الكيان، أو على الأقل لتقول لنا هذه الحكومة و أخواتها المعتدلات، لماذا يمتنع الكيان الإرهابي عن رسم حدوده، وماذا يقصد من هذا، وليخبرنا هؤلاء عن معنى العلم الصهيوني الذي يحده نهران أزرقان، الفرات والنيل.
إن غدر السادات ومعاهدة الخيانة والذل التي وقعها مع الكيان الصهيوني كانت هي العامل الأول في قبول لفظة” إسرائيل” في بعض مناهج دول الاعتلال، وللأسف سرعان ما انتشرت هذه اللفظة , التي تسيء أولاً إلى نبي الله يعقوب عليه السلام وبنيه، في المناهج الدراسية والإعلام لكثير بل لمعظم الدول العربية.
وها نحن اليوم ننتبه إلى هذا الخطأ الذي وقعت فيه حتى بعض دول المقاومة. حيث أصبحت وسائل إعلامها تظهر صور المجرمين الصهاينة على شاشاتها، فيتقبلها المواطن العربي. وشيئاً فشيئا بدأنا نصدق نحن العرب، أن هناك دولة اسمها” إسرائيل” وأن عندها حكومة وقيادة، وأنه يجب علينا أن نتفاوض معها ونتسول السلام منها.
قام الكيان الصهيوني الغادر، باغتصاب أرض فلسطين، وشرد عدة ملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، ثم نركض خلفه قائلين له، لك نصف فلسطين وارضَ عنا وتعال ندخل في محادثات سلام، ثم في صحبة وعلاقة حمية ولننس الماضي بما فيه.
فكيف يعقل أن نسالم من أخذ أرضنا. فالأصل أن تعود الحقوق إلى أصحابها قبل إجراء أية محادثات سلام مع العدو. وحقوقنا لم تكن يوماً الجولان ومزارع شبعا فقط، بل هي كل حبات التفاح والبرتقال في فلسطين، وكل شبر من أرض فلسطين، وفلسطين هذه ملك لكل عربي ولكل مسلم، ولا يحق لأحد من حكام العرب أو المسلمين أن يتنازل عن أرضها ولا عن ذرة من ترابها. وليس معنى أننا اليوم نعيش في ضعف عسكري و سياسي أن نتنازل عن فلسطين ولا عن بعضها. وكيف يكون لإنسان كرامة وقد تنازل عن أرضه وبيته وبيارته.
إن الخطوة التي أقدمت عليها القيادة السورية بوصف هذا الكيان بالكيان الإرهابي تحتاج كل التقدير، ولكنها بنفس الوقت ت
حتاج كل التفعيل، فلا بد للدول العربية والإسلامية أن تبدأ باستخدام هذه اللفظة منذ اللحظة، والتوقف عن التغني بأمجاد” إسرائيل”. وما يجب على الدول العربية يجب على كل الصحفيين والكتاب الشرفاء، الذين نذروا أنفسهم للدفاع والذود عن فلسطين، وعليهم ألا يستهينوا بأهمية هذه التسمية وأن يتذكروا دوماً كيف نشأ هذا الكيان الدموي في أرض فلسطين.
حتاج كل التفعيل، فلا بد للدول العربية والإسلامية أن تبدأ باستخدام هذه اللفظة منذ اللحظة، والتوقف عن التغني بأمجاد” إسرائيل”. وما يجب على الدول العربية يجب على كل الصحفيين والكتاب الشرفاء، الذين نذروا أنفسهم للدفاع والذود عن فلسطين، وعليهم ألا يستهينوا بأهمية هذه التسمية وأن يتذكروا دوماً كيف نشأ هذا الكيان الدموي في أرض فلسطين.
إنني أدعو هنا حصرا كتاب الحقيقة المدافعين عن فلسطين، ولا أدعو كتاب الخارجية الصهيونية على الإطلاق أصحاب ثقافة الهزيمة، المهزومين نفسياً الجالدين لذواتهم، أصحاب حضارة الواوا وجمعيات اللواطيين والسحاقيات.
بالمقابل وإن كنت لا أخفي سعادتي بتوصية الوفد السوري، وقبول ست وثلاثين دولة بها، إلا أنني لا أزال أحلم بذلك اليوم الذي تقوم به هذه الدول برفض التعامل مع كل ما يمت للكيان الصهيوني الإرهابي بصلة، وتجميد محادثات السلام مع العدو الغاصب والاستعداد للحرب ضده، حتى تحرير الأرض العربية كلها بالقوة والجهاد.
إن على دول المقاومة اليوم، نشر ثقافة المقاومة وفقه الحرب والجهاد، وعليها التوقف فوراً عن التساهل مع ثقافة مهند ونور وفضائيات العري ونشر الرذيلة.
أعتقد، أن توصية الوفد السوري وقبول دول عديدة بها، سيحرض دولا عربية معتدلة على اكتشاف اسم آخر للكيان الصهيوني تحدياً للفريق الأول، وقد يسمّون هذا الكيان” إسرائيل الشقيقة” ولله في خلقه شؤون.