تبدو العلاقة بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين الإسلاميتين، ظاهرياً، في أحسن صورها، لكن الحقيقة تؤكد أن الأوضاع مغايرة، خصوصاً في قطاع غزة، معقل الحركتين.
ورغم اتفاق الحركتين سياسياً على كثير من القضايا، وحصولهما على الدعم من الأطراف نفسها، فإنهما لاتزالان بعيدتين عن الاتفاق والتوافق على جميع الملفات، سواء خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، أو بعدها.
واستبعدت مصادر مطلعة أن تصل العلاقة بين «حماس» و«الجهاد» في يوم من الأيام إلى الاتفاق.
وبيَّنت أن «الدعم القطري المالي والإعلامي لـ«حماس» الذي نالت «الجهاد» أخيراً حصة منه، أجبر قادة «حماس» في الخارج على الشكوى لأمير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) خلال الاجتماع التشاوري الذي عُقِد في الدوحة الشهر الماضي»، وأشارت الى ان قادة «حماس» أبلغوا الأمير أن «مسؤولين في قناة الجزيرة يفضّلون أمين عام «الجهاد» رمضان شلح على رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل».
وأوضحت المصادر أن «حماس تواصل التحريض على «الجهاد» ملمحة إلى نزعة شيعية لديها، لاعتمادها في التمويل والدعم على إيران، وحاولت من خلال ذلك إبعاد بعض المتبرعين عنها وخصوصا في قطر والسعودية»، مشيرة إلى ان «حماس عاقبت «الجهاد» بحرمان عناصرها المتضررين من الحرب على غزة، من مستحقاتهم المالية وطالبتهم بطلب المساعدة من فصائلهم، كما فعلت مع عناصر حركة فتح».
وكشفت المصادر أن تصريحات شلح خلال مهرجان النصر في دمشق قبل أيام «زادت من الخلافات مع حماس وعمّقتها»، وكان شلح أعلن خلال المهرجان الذي شارك فيه مشعل أن «حركة فتح لا يمكن أن تكون خارج الصف الوطني ولا يمكن أن يتم الاستغناء عنها ضمن المشروع التحرري».
وقالت المصادر انه عقب المؤتمر «تحدث مشعل بحدة مع شلح، الذي تمسّك بموقفه ورفض مواقف «حماس» من «فتح»، وطالب مشعل بتغيير التعاطي السلبي مع «فتح» التي قدمت عشرات الشهداء وافتتحت الثورة الفلسطينية».