علق مفتي مصر الدكتور علي جمعة الحكم الشرعي في العمليات التفجيرية التي تنفذها المقاومة داخل إسرائيل على موقف كل جهة من إسرائيل، وإذا ما كانت تعترف بها كدولة أو تعتبرها عصابات احتلال، معتبرا أن هذا يحدد بالتالي إذا ما كان منفذو هذه العمليات “منتحرين” أم “شهداء”.
وقال د. جمعة: إن “المقاومين الفلسطينيين الذين يفجرون أنفسهم في أماكن إسرائيلية يتوقف كونهم شهداء أو منتحرين وفقا للنظرة إلى إسرائيل.. هل هي دولة أم عصابات احتلال؟ فإذا كانت النظرة إلى إسرائيل على كونها دولة وتعقد معها اتفاقيات أو مبادرات، وهو ما يمثله الموقف المصري والسعودي وحركة (التحرير الوطني الفلسطيني) فتح، إذن فالمقاومون منتحرون لأن قتل المدنيين حرام”.
“أما إذا كانت النظرة إلى إسرائيل على كونها عصابات احتلال وعدم الاعتراف بها كدولة مثل موقف (حركة المقاومة الإسلامية) حماس منها، فعندئذ يكون المقاومون شهداء؛ لأن تحرير الأرض واجب وكذلك الجهاد والكفاح المسلح الذي نصت عليه اتفاقيات جنيف الأربع”، بحسب ما نقلته جريدة “الدستور” المصرية اليوم السبت عن د. جمعة.
وأضاف مفتي مصر خلال ندوة في نادي “سبورتنج” بمدينة الإسكندرية مساء أول أمس الخميس موضحا أن: “الأمر (العمليات التفجيرية داخل إسرائيل) يتوقف كونه حلالا أو حراما واعتبار المقاومين شهداء أو منتحرين وفقا للنظرة إلى إسرائيل، أي أنه حلال لدى حماس وحرام في مصر والسعودية وفتح”.
وأشار إلى أن الدول التي تعترف بإسرائيل كدولة تقول إنها تتبنى هذا الموقف لمصلحة القضية الفلسطينية، وحتى لا تظهر أمام العالم بمظهر الدول الإرهابية، كما أن لحماس مبرراتها باعتبار إسرائيل عصابات احتلال يجوز ضربها في العمق.
وعقبت سيدة من الحضور على حديث المفتي قائلة: “هو العالم عملنا إيه لما اعترفنا بإسرائيل دولة؟”.
فرد عليها: “إذا كنت عايزة تضربي الإسرائيليين بالجزمة لازم الأول يكون في رجلينا جزمة”، في إشارة منه إلى ضرورة امتلاك القوة أولا لردع إسرائيل.
وشن د. جمعة هجوما عنيفا على إسرائيل على خلفية عدوانها الأخير على قطاع غزة، مطالبا بمحاكمة قادتها، ومؤكدا أن “النازية لم ترتكب في حق الإسرائيليين ما ارتكبه الإسرائيليون في حق الفلسطينيين واستخدامهم أسلحة فتاكة خلال الحرب” التي دامت 22 يوما على غزة، موقعة أزيد من 1400 شهيد و5400 جريح نصفهم تقريبا من النساء والأطفال.
وتعترف مصر بإسرائيل كدولة وقعت معها اتفاقية سلام في عام 1979، وتربطها بها علاقات دبلوماسية واقتصادية، وترفض القاهرة العمليات الفلسطينية التفجيرية في أوساط من تسميهم “المدنيين الإسرائيليين”، وترى أنها تضر بجهود دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالقضية الفلسطينية أمام العالم.
فتوى 2003
وكان د. جمعة عقب توليه منصبه في سبتمبر 2003، خلفا للدكتور أحمد الطيب الذي تولى رئاسة جامعة الأزهر، قد صرح بأن “الدفاع عن الأوطان والممتلكات والأعراض مقاومة مشروعة، أما الإرهاب فعدوان على الناس وفرض للرأي بالقوة”.
ولفت إلى أن “الإسلام، وكذلك القوانين الدولية، تبيح المقاومة المشروعة كحق للشعوب ضد الاحتلال وترفض الإرهاب”، مشددا على أن “الفلسطينيين الذين يفجرون أنفسهم شهداء وليسوا منتحرين”، دون أن يشترط الموقف من إسرائيل، أي النظرة إليها كدولة أو عصابات احتلال.
8 آلاف فتوى
على صعيد آخر، تحدث د. جمعة خلال الندوة عن التطوير الذي ألحقه بدار الفتوى لجعلها مواكبة للعصر بإدخال خدمة “الكول سنتر”؛ لتلقي الشكاوى بالتليفون، وكذلك عن طريق البريد الإلكتروني، بل الحوار عبر الإنترنت في بعض الأحيان، وتعيين علماء يجيدون اللغات الإنجليزية والفرن
سية والتركية والروسية للإجابة عن استفسارات الأجانب.
سية والتركية والروسية للإجابة عن استفسارات الأجانب.
وأضاف أن دار الفتوى صارت تتلقى يوميا ألف سؤال عبر الهاتف، وأن الرد يصل للسائل بعد نصف الساعة، كما تصدر الدار ثمانية آلاف فتوى شهريا عن طريق الإنترنت.
ود. جمعة عضو في مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف منذ عام 2004، وعضو مجمع الفقه التابع لمنظمة مؤتمر العالم الإسلامي في جدة، وأستاذ أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين في جامعة الأزهر بالقاهرة، كما أنه عضو مؤتمر الفقه الإسلامي بالهند.