كشف ديبلوماسي خليجي في الأمم المتحدة بنيويورك النقاب أمس عن ان قيادة “حزب الله” في بيروت تسلمت في مطلع هذا الاسبوع “تهديدا اسرائيليا مباشرا عبر دولة قطر “بضربة عسكرية لا تقوم لها بعدها قائمة”, في حال استغلت اجواء الانتخابات البرلمانية في اسرائيل التي ستجري الثلاثاء المقبل, وقامت بمحاولة ارهابية داخل الدولة العبرية او خارجها ضد مصالح اسرائيلية او شخصيات ومواطنين اسرائيليين كرد على اغتيال قيادي الحزب عماد مغنية في دمشق العام الماضي”. هذا ما جاء بصحيفة السياسة الكويتية بتقرير لها من لندن
ونقلت الصحيفة عن الديبلوماسي الذي نقل بدوره عن اوساط قطرية في مقر الامم المتحدة قولها ان “الرسالة وصلت بالفعل من الحكومة القطرية الى حسن نصر الله شخصيا, مع تمنيات من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي رعى المصالحة اللبنانية – اللبنانية في “مؤتمر الدوحة السنة الماضية, بعدم اتخاذ اي قرار بالانتقام لمغنية في هذا الوقت بالذات لأن اسرائيل معبأة سياسيا بسبب الانتخابات, وعسكريا بعد حرب غزة التي تؤكد انها خرجت منها منتصرة على حركة “حماس” وايران وسورية اللتين تدعمانها, ولأن الجيش الاسرائيلي الذي دمر 80 في المئة من بنى هذه الحركة الفلسطينية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية, ومازال يرابط فيه استعدادا لاستئناف اطلاق النار بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات في مصر وعبر تركيا ودول أخرى”..
وكان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فلنائي أكد أول من أمس من تل ابيب ايصال هذه الرسالة الى الحزب الايراني بطريقة غير مباشرة باعلانه “ان زعيم “حزب الله” حسن نصر الله يعي ضخامة الضربة التي قد تسدد اليه اذا هاجم اسرائيل ثانية” (بعد اختطافه الجنديين العبريين الذي ادى الى حرب يوليو العام ,2006 فيما اكدت اوساط سياسية وامنية اسرائيلية في الوقت نفسه ان “احد اهم الاسباب المركزية لموقف ضبط النفس الذي ابداه الجيش الاسرائيلي في رده الاخير (الاربعاء الماضي) على نار الصواريخ من قطاع غزة, هو التأهب الامني العالي في الحدود الشمالية (لبنان) تحسبا لعملية يقوم بها “حزب الله” عشية الذكرى السنوية لاغتيال مغنية التي تبدأ الاسبوع المقبل”.
وذكر الديبلوماسي الخليجي في اتصال به من لندن امس, استنادا الى احد اعضاء البعثة الديبلوماسية الاسرائيلية في مقر المنظمة الدولية بنيويورك. “ان “حزب الله” ومؤسسات الدولة اللبنانية العسكرية والامنية والاقتصادية ستكون عرضة للدمار الشامل هذه المرة اذا اقدم نصر الله ومعاونوه على مغامرة جديدة ضد الداخل الاسرائيلي او في ممثلياتنا الديبلوماسية والاقتصادية والتجارية او المراكز اليهودية الدينية والمدنية اليهودية والاسرائيلية في الخارج, كما أننا لن نكتفي بذلك فحسب, بل لدينا خطط واضحة وموافق عليها من الحكومة لتعقب قادة وعناصر “حزب الله” برا وجوا وبحرا حتى القضاء النهائي عليهم”.
وقال الديبلوماسي الاسرائيلي “لن يكون من الضروري هذه المرة نزوح الاف المدنيين العبريين عن منازلهم في المدن والقرى والمستوطنات القريبة من حدودنا الشمالية مع لبنان الى الداخل, لان اجراءات حماية للمدنيين لم يسبق لها مثيل منذ تأسيس الدولة (العبرية) اتخذت لابقائهم في أماكنهم”.
وكان عشرات الالاف من الاسرائيليين انتقلوا بسبب الاف الصواريخ الايرانية التي اطلقها “حزب الله” على اسرائيل خلال حرب يوليو 2006 الا ان استحداث الاف الملاجئ في المباني والمجمعات السكنية التي كانت خالية منها, ونصب عشرات بطاريات صواريخ ارض – جو المضادة للصواريخ, وتطوير معدات كشف المواقع التي تطلق منها صواريخ الحزب في لبنان بحيث باتت اكثر دقة بمرات عدة, مع اعتماد سياسة اشد قساوة في اي حرب مقبلة ظهرت نتائجها في التدمير الواسع والاسلحة الفتاكة الجديدة في غزة, كل هذا من شأنه تعريض لبنان لاضرار لم يحلم بها من قبل”.
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وجه الى “حزب الله” يوم الثلاثاء الماضي من على الحدود الاسرائيلية – اللبنانية تحذيرا قويا بقوله اريد ان أؤكد من هنا عند الحدود انني انصح “حزب الله” بألا يختبرنا لان العواقب ستكون مؤلمة اكثر مما يتوقع, كما اود ان اعلم الحكومة اللبنانية بأننا سنحملها مسؤولية اي مغامرة للحزب ضد اسرائيل, لانه ممثل في هذه الحكومة”.
ونقل الديبلوماسي الخليجي عن نظيره الاسرائيلي في الولايات المتحدة قوله “ان الجيش الاسرائيلي سيكون بعد انتهاء مرحلة الانتخابات النيابية الاسبوع المقبل, اكثر حرية في اختيار توقيت حربه المقبلة على لبنان بسبب ماحققه في غزة ضد المتطرفين الفلسطينيين, ولانه كائناً من كان رئيس الحكومة العبرية الجديدة, فإنه – بعد شبه اقفال ملف “حماس” هناك – سيكون اكثر تقبلا لاقفال ملف “حزب الله” في لبنان.