جلس القرفصاء على بقايا من ركام بيته.. كان يرقب بزوغها بلهفة .. من بعيد كانت أطياف تقترب منه .. مبروك يا حاج خليل ؟ سألته إحدى الأطياف.. بمشقة بالغة نظر إليها.. حاول تفرس ملامحها التائهة.. لم يستطع.. فأعاد إغماضهما .. وما يزال هناك جالسا بانتظار إشراقتها .!!
***
التف الصبية من حوله.. كانت لا تزال يداه تحفران بين الركام بالرغم من نزفهما.. كان مستمرا في تنقيبه غير آبه… صاح احد الصبية من حوله : خالد كان رفيقي في المدرسة ، والعمة أمنة الطيبة كانت ترسل لنا أكياس الفاكهة.. وسلوى الجميلة صديقة أختي كلهم هناك.. ما يزالوا تحت الأنقاض .!!
***
أذن بصوته الجهوري مناديا إلى صلاة الفجر .. تجمع قلة من سكان الحي بعد أن تيمموا بركام مساكنهم.. استجمعوا قواهم الخائرة .. افترشوا الحصير على رمال وحصى من بقايا مسجدهم المدمر.. أقام الإمام الصلاة بقوله: الله اكبر..الله اكبر على كل من طغى واختال و تجبر.!!
إلى اللقاء.