اقفال ملف حماس
تروج أوساط الحملة الاعلامية في الانتخابات للدولة العبرية بأن ما يسمى جيش الدفاع الاسرائيلي قد حقق انتصاراً على حماس مستهدفاً البنية العسكرية والاجتماعية والاقتصادية وتفيد أوساط حملة حزب كاديما أنهم قد حققوا من التدمير ما يوازي 80% من بنية حماس والمقاومة .
الدولة العبرية التي تحولت بكل أحزابها إلى صقور أمام الشعب الفلسطيني المحاصر الضعيف بالإمكانيات والقوي بإرادته وصموده تحاول أن تمرر ورقة التدمير التي أصابت الاطفال والنساء والبنية التحتية في غزة إلى نصائح متكررة ترسلها عبر الوسطاء إلى المقاومة اللبنانية والحكومة اللبنانية .
الدولة العبرية تتوهم أنها في حالة انتصار أو تحاول أن توهم الآخرين بأنها في حالة نصر ، مستعينة بما تمتلكه من أدوات دعم اقليمية ودولية لتكريس هذا المفهوم التي تسميه انتصار على ( حزب ايران وسوريا ) في حين أن الدولة العبرية بصقورها المحطمة نفسياً ومعنوياً لم تحقق أي من أهدافها في حملتها الأخيرة الهمجية على قطاع غزة ، فهي لم تستطيع القضاء على اطلاق الصواريخ ولم تستطيع أن تستغل ما توصفه بالانتصار من تحرير الجندي الاسير جلعاد شاليط ولم تستطيع أن تحل شفرة الحالة الأمنية وحالة الرعب التي يعيش فيها المغتصبون في جنوب فلسطين ، فالى يومنا هذا وبين الحين والآخر تنطلق الصواريخ من غزة .
الدولة العبرية تحاول وبمجهود اقليمي ودولي أن تحقق مالم تستطيع تحقيقه بالحرب والقتل والتدمير ، فهاهي المبادرات والوسطاء بين أنقرة والقاهرة والعواصم الأوروبية تهدف إلى وضع الملف الأمني في المقدمة مستبعدة الملف السياسي والاستحقاقات التي تحققت بفعل صمود قطاع غزة والمقاومة في قطاع غزة .
اقفال ملف حماس :-
تدعي الدولة العبرية في تهديدها للمقاومة اللبنانية بأنها تضع اللبنات الأخيرة لإقفال ملف حماس وأعتقد أن ذلك حلماً يراود الصهاينة مستعينة بما تمتلكه من قوى ضغط اقليمي ودولي على المقاومة الفلسطينية ودول الممانعة .
سمات التحرك الاقليمي الذي يخدم الورقة الأمنية للدولة العبرية يأتي من خلال العناصر الآتية :-
1- تعمير غزة وتكريس مفهوم اعادة الاعمار وازالة آثار العدوان من خلال تمريره في عناصر الورقة الأمنية التي تحتوي على عناصر مكبلة ومكتفة لأي مناورة أو خطوات أخرى من الطرف الاخر المقاوم .
2- ازالة
آثار الصمود والنصر من خلال عملية احتواء سياسي تنظيمي اطاري بالدعوة إلى انصهار فصائل المقاومة في الورقة السياسية الحالية لمنظمة التحرير والقبول بعملية المشاركة مع سلطة أوسلو الذي تحدث رئيسها في تركيا أن ليس لديه مانع من قبول حركة حماس والجهاد والفصائل الاخرى في داخل اطارات منظمة التحرير بحيث تلتزم بميثاق منظمة التحرير والتزامات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ونريد أن ننوه هنا أن ميثاق منظمة التحرير حذفت كثير من بنوده في أخر مجلس وطني عقد في غزة وحورت كثير من البنود لصالح العدو الصهيوني في مؤتمر مشكوك في صحة انعقاده ويعني ذلك أن عباس يحاول ومن خلال مزاجيته التي لا تخلو من مرض المناخوليا الداخلية التي تعكس كثير من خلط الأوراق التي يتلقاها عباس من عواصم اقليمية وعربية والتي تنعكس على الفاظه وتصريحاته الاعلامية بين الشدة واللين ولكن في المحصل يطالب الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته وصلاحياته بالعودة إلى المربع الاول أي اعتراف الفصائل بالتزامات السلطة ومنظمة التحرير .
3- المعابر والدور المصري الذي يريد أن يؤمن اتفاقياته والتزاماته مع العدو الصهيوني بمنظور كامب ديفيد وما تلاهى واستخدام ورقة المعابر لمزيد من الضغط لتكمل اللوحة التدميرية لقوات العصابات الصهيوني التي كانت تستهدف التدمير للبنية التحتية للشعب الفلسطيني لكي يكون الحصار فعالاً ولكي تكون قضية المعابر هي أولى الاهتمامات أمام فصائل المقاومة أي تحويل ديناميكية التحرك للمقاومة الفلسطينية من العنصر العسكري الذي يخدم هدف سياسي إلى تحرك يتجه نحو ورقة الأمن التي تحاول أن تفرضها مصر والدولة العبرية على المقاومة الفلسطينية .
لذلك يصرح وزير الدفاع الصهيوني باراك فلسطين وعلى الحدود اللبنانية عن ما يجول في أعماقه الداخلية ليقول ” أنه في الطريق إلى اقفال ملف س في غزة” ويحذر المقاومة اللبنانية بأنها ممكن أن تلقى نفس القوة التدميرية وأكثر التي مارستها قوات الغزو النازية الفاشية الصهيونية في غزة .
فهل فعلاً استطاعت الدولة العبرية اقفال ملف حماس ؟؟؟؟ الجوب على ذلك المسيرة العارمة التي خرجت في غزة منذ أيام دعماً للمقاومة ودعماً لخطوات أردوغان في مواجهة بيريز في مؤتمر دافوس هذا هو الرد الذاتي على الغرور الصهيوني وعلى التزوير الصهيوني ، فعندما يقول باراك أنه في الطريق إلى اقفال ملف حماس يعلم علماً جيداً أن لافصل بين حماس وغالبية الشعب الفلسطيني أن يحلم باراك بان ينهي الملف الفلسطيني بأكمله ونقول لإنهاء هذا الملف وبعد الصمود الذي تحقق في غزة يجب أن ترتقي الورقة السياسية الفلسطينية عن ما طرحته أوسلو وممثليها فيجب ان يكون واضحاً أن حل الدولتين لم يعد مقبولا للشعب الفلسطيني لا سابقا ولا لاحقا إلا من خلال منظور حل مرحلي لا يؤثر على حلقات الصراع ولا على مفهومها والخيار مازال قائماً أن يتجه الشعب الفلسطيني سياسياً نحو الحل الديمقراطي على الارض الفلسطينية بكاملها وانهاء المؤسسة الصهيونية الفاشية النازية على الارض العربية الفلسطينية .
ونقول هنا يجب أن لا ينجر الطرف الفلسطيني أكثر من ذلك إلى تفرعات الملف الأمني لأن في ذلك خسارة وخندقة يريدها العدو الصهيوني للمقاومة الفلسطينية فهو يحاول أن يحقق نصراً مزعوماً بأوراق اقليمية ودولية ونهاية نقول أن المقاومة الفلسطينية انتصرت والبرنامج الصهيوني احبــط على قطاع غزة ، وللمسيرات وردود الافعال في العالم اجابة واضحة على باراك .
بقلم/ سميح خلف