ما بين المعتدلين والممانعين تتمزق الأوراق!
د.كمال متولي
توقفت كثيرا عند تصريح وزيرة خارجية إسرائيل والمرشحة لرئاسة الحكومة إن فازت في انتخابات 10 فبراير وقد تراجعت شعبية اللكود, أقول توقفت كثيرا عند تصريح هذا الصقر بأن الحكومة الاسرائيلية ألغت زيارة رسمية لسياسيين فرنسيين بعد أن أجريا إتصالات مع حماس وذلك حتي لا تحرج أصدقائها المعتدلين في المنطقة!
يا ربي … بجرأة بالغة تمزق (الدبلوماسية) الإسرائيلية ثوب الوطنية والقومية والتحالف بمسئولية جماعية لأنظمة عربية تحت مظلة منظمة الجامعة العربية المهترئ بعد أ تعددت ثقوبه وليس أدل من ذلك إلا قول أمين الجامعة العربية أخيرا أن قطر كانت علي حق عندما طلبت عقد قمة عربية في بداية أحداث مذابح غزة ولما اكتمل النصاب سحب البعض موافقته لأسباب سياسية أوجزها أحمد أبو الغيط في جرأة يحسد عليها بأنه أفشل عامدا متعمدا قمة قطر!؟ كما لو كان ما يراق عل أرض فلسطين خمور كؤوس في حفل زاد فيه العيار عن حد الاتزان؟؟؟
أخجل من التساؤل , هل إن ضريبة الإعتدال تدفع أنظمة الي التواطؤ مع قاتل مجرم يمارس جرائم ابادة جماعية وجرائم حرب ضد بني قومه والذي تربطه بهم مواثيق ولغة مشتركة ؟ هل هان الدم الي هذا الحد؟ بينما لم يهن الدم في البوسنة ودارفور وغيرها؟؟ وما الذي يدفعه الي ذلك؟ وما الذي حصل عليه المعتدل الأوسلاوي بعد لقاءات وقبلات وأحضان لدرجة أنه حتي لم يستعد شيئا مما أعطاه باراك لعرفات واغتصبه شارون!!! … وصارت كلمة الاعتدال مرادفا للتفريط والتسليم رغم أنه لم يكن هناك ذهبا ليذهب بالعقول وما من ضمانة واحدة لإستعادة أي حق!!! أو لضمان القاء علي مقعد والأمم عندما ينفرط عقدها تضيع كراسيها !! … أخجل أن أقول إن الأجير يسأل عن أجر فعله والعبد يسأل عن قوته ومأواه؛ والمعتدل لم يحصل علي أجر أو قوت أو مأوي بل ساهم في تدمير كل ذلك وازهاق أرواح اخوانه؟؟؟
أخجل من التساؤل … ما معني موازنات وزارات الدفاع في الأنظمة وما معني الشراء السفهي لكل أنواع الأسلحة التي يعلم مشتريها سلفا أنها دون أي بعد تكنولوجي متقدم ولن تتكافئ علي مسافة أدني بكثير مع ما يزود به عدو شعبه والذي يزود بالاضافة اليها بأحدث التقنيات التي لم تستخدم بعد ليجربها في أهداف حية وحيوية بشرية ومادية … أقول ما معني هذه الموازنات إن لم تكن قادرة علي بناء قوة دفاع تسمح لصاحبها بأن ينطق كلمة حق أو يدافع عن حق ويتحول الي معتدل يضيّع هيبته وشعبه وكرامته فيصبح وهو السيد علي قومه صيدا سهلا للإفتراس … وهل تفترس الكلاب الا الخائفين المرتعدن؟؟؟
لقد أهينت الشعوب وهي تأبي ذلك لكن صبرها طويل, لكن له نهاية؛ وهي إذا ما أرادت الحياة وهي لابد كذلك فاعلة لأنها سنة البشر وتسترجع قول الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
هذه صدمة, والصدمة الأخري المتزامنة تصريح وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في بيانها المشترك وزير خارجية ألمانيا حول ايران صبيحة اطلاق ايران أول قمر صناعي للأبحاث العلمية لها “إن الولايات المتحدة لا ولن تسمح لأي دولة في المنطقة بتقدم علمي ايا كان نوعه لأن التقدم العلمي يهدد إسرائيل”!!! ورغم اتزان اوباما بعد هذا التصريح واعلانه مؤكدا علي ضررة الحل الدبلوماسي مع ايران … الا أن ذلك لم يمحو مرارة تصريح هيلاري كلينتون!!
يقودنا هذا التصريح الي دلالة خطيرة للغاية فالشرق رغم أنه محرّم عليه الاستفادة من استخدام أي جهاز متطور تكنولوجيا , أو حتي الاستماع أو قراءة للحاق بهذا المستوي؛ إلا أنه أيضا إذا أفلت بجهده الشخصي في الوصول الي نتائج علمية مبشرة لم يعد له خيار سوي البقاء في خدمة الغرب والانفصال عن وطنه أو التصفية الجسدية!! والأمثلة علي ذلك كثيرة … أول من استهدفهم العدوان الأمريكي البريطاني علي العراق علي أسباب كاذبة هو علماء العراق, فصاروا إما مهجرين أو مصفيين وأكثرهم هم من تمت تصفيتهم!! والآن يدورون علي ايران مستخدمين أدوات معتدلة!!
نحن في مواجهة قضية موت أو حياة, الموت ضعف والحياة قوة؛ ولا
تقوم القوة إلا علي الشفافية وبناء المجتمع العلمي والعلم هو درع قوته يحميه ويرعب خصمه … فهل نحن فاعلون؟؟ … أم سنترك الأوراق تتمزق ويبكي القادة المعتدلون علي ملك ضيعوه كما فعلت ملوك الطوائف عندما تتمزق الأوراق؟؟؟
تقوم القوة إلا علي الشفافية وبناء المجتمع العلمي والعلم هو درع قوته يحميه ويرعب خصمه … فهل نحن فاعلون؟؟ … أم سنترك الأوراق تتمزق ويبكي القادة المعتدلون علي ملك ضيعوه كما فعلت ملوك الطوائف عندما تتمزق الأوراق؟؟؟