كتب سكوت ماكلويد مقالاً نشرته مجلة تايم الاميركية تحت عنوان «هل أردوغان هو بطل العرب؟» استهله متسائلاً هل السياسي التركي هو أحدث أبطال العرب ؟ فالكاتب يرى أنه نادراً ما يتمتع شخص ما بهذا الارتفاع السريع في الرأي العام العربي مثلما حدث لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بعد ثورته على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس الأسبوع الماضي في منتدى دافوس الاقتصادي. الأمر الذي تردد صداه في العالم العربي وعبر القنوات الفضائية وأعمدة الصحف والشوارع والمقاهي.
ويستطرد الكاتب قائلاً إنه بعد أن تحدث بيريس مطولاً، مدافعاً عن حرب بلاده الأخيرة في غزة، هاجم أردوغان السياسي الإسرائيلي المخضرم بشراسة، مستخدماً لغة غير دبلوماسية على الإطلاق. وينقل الكاتب ما قاله رئيس الوزراء التركي: «عندما يتعلق الأمر بالقتل، تعرفون جيداً كيف تقتلون».، وأضاف: «أنا أعرف جيداً كيف قمتم بضرب وقتل الأطفال على الشواطئ». ومن ثم تنازع أردوغان مع رئيس الجلسة الصحافي في واشنطن بوست ديفيد إغناسيوس الذي حاول أن ينهي النقاش حتى تلك النقطة، قائلاً: «دقيقة واحدة، دقيقة واحدة، ولا تقاطعني». ومن ثم نهض وخطا فوق المنصة.
ويقول الكاتب إن مأساة غزة أظهرت مدى «ضعف» الزعماء العرب عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع إسرائيل، سواء أكانوا من المعتدلين مثل الرئيس المصري محمد حسني مبارك، أم من المتشددين مثل الرئيس السوري بشار الأسد. فما الذي تمكنوا من تحقيقه للفلسطينيين باعتدالهم أو تشددهم ؟ حيث ساد الجمود عملية السلام خلال السنوات الثماني الماضية. الأمر الذي ينبغي أن تلام عليه الولايات المتحدة، كما قوض بشدة المعتدلين العرب، وزاد من تشاؤم العرب بوجه عام بشأن عملية السلام، وفقاً لرأي الكاتب. فكيف يمكن أن تصبح بطلاً عربياً في سبيل السلام إن لم يكن هناك سلام يلوح في الأفق القريب ؟
ويؤكد الكاتب أن هذا ما ترك المجال لأمثال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لأن يكون أكثر الشخصيات السياسية شهرة في العالم العربي اليوم. فما الذي فعله ليحتل تلك المنزلة ؟ لقد قاد المقاومة التي أجبرت القوات الإسرائيلية على الخروج من جنوب لبنان عام 2000. ولكن الأهم من ذلك أنه أصبح أكثر شعبية في العالم العربي بسبب الحرب الإسرائيلية في لبنان عام 2006. حيث دمرت القوات الإسرائيلية مساحات ضخمة من البلاد في الحرب التي أشعلها نصر الله، وفقاً لرأي الكاتب.
ومن ثم يضيف الكاتب ان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يلي نصر الله من حيث الشعبية في الدول العربية. ويرى الكاتب أن هناك عاملاً مشتركاً بين أحمدي نجاد وأردوغان، فكلاهما أهان الإسرائيليين. ولكن هذا لا يعني أن أحمدي نجاد وأردوغان يتمتعان بمكانة الأبطال في أعين العرب، وفقاً لما ذكره الكاتب الذي يرى أن الناس في المنطقة يشعرون بالأسى من عجزهم عن منع معاناة وموت الأبرياء في قطاع غزة من أن يسرهم قيام شخص ما بإعطاء الرئيس الإسرائيلي القصاص العادل لأفعاله.
ويرى الكاتب ان العرب لديهم بعض الأبطال الحقيقيين، مثل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي حول دبي إلى ما أصبحت عليه بعدما كانت صحراء مجدبة. ويرى الكاتب أن قلة من العرب المعجبين بأحمدي نجاد يرغبون بالذهاب للعيش في كنف النظام الإيراني، ولكن معظمهم يودون العثور على فرصة عمل في ربوع دبي. ويختتم الكاتب مقاله قائلاً إنه من المؤسف أن يصبح أردوغان بطلاً لمجرد وصفه الرئيس الإسرائيلي بالقاتل، وليس بالتفاوض للسلام بين إسرائيل والعرب. لكنه في نهاية المطاف عبر عن مكنون صدر العالم العربي.