لـ ” مصر العروبة ” ..لا لـ ” حسني ، و غائطه ، و إعلامه الرسمي ” 1 – 2
في كلّ مرة أشاهد فيها ” حسني مبارك ” على شاشة فضائيّة .. كانت تحضرني قصيدة مظفر النواب ” طلقة ثم الحدث ” بل ، و تستقطب تفكيري بعض المقاطع و منها مقطع يصور حفلة تعذيب ” الاسلامبولي ” ، حيث يقول : ” فاستغفيت أو غبت عن الوعي على طاولة التعذيب .. و انهارت على صمتك آلاف العصي .. انهارت الدولة .. أمريكا .. و من أخرج كالقنفذ من تحت المقاعد ” .. وكان توصيف ” حسني مبارك ” بهذا الشكل خير ما يمكن أن يقال في طيار العبور
على وقع الرصاصات التي أردت ” أول خائن لمصر ” تمّ تركيب بقايا ” متحجّر ” .. كما تمّ توضيبه .. على مقدار من الخيانة إلى قليل من غباء العسكري الى قليل من عماء استراتيجي ، وتمت احاطته بطغمة سياسيّة وجدت في الارتهان الى الكيان الصهيوني قدرا لمصر ، و تحديدا لمسارها .. مع بدعة ” المعونة الأمريكيّة ، و طاقم اقتصادي عاش ضنك العيش في طفولته .. و وجد في هذه المعونة بابا للتنفيس عن عقده ، و الانعماس في الاثراء غير المشروع .. ثم جاءت قاصمة الظهر .. من خزان النفط السعودي .. الذي اكتشف ذهنية ” هذا الطاقم ” بمساعدة المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين .. فبدأت لعبة ” الحمار ، و الجزرة ” .. و التي انتهت الى سعودة كل ما هو جميل بمصر .. ابتداءا من الفن و ليس انتهاءا بشراء رؤوساء تحرير الصحف المطبلة للنظام .. و خياناته .. و التي لم يحاسبهم هذا ” المبارك ” على تحسين مساويء ” الطغمة السياسيّة – الاقتصادية ” بتهمة خيانة ” الله ، و الوطن ” .. بل ، و استمرأ .. مثل كل الخراتيت التي تشكل تركيبة ” النظام الرسمي العرباني ” كل الأكاذيب التي ” تحوقل و تحمدل .. بعبقرية ، و سداد رأي و حنكة ، و براعة ، و حكمة .. البارك على صدور شعبه .. رئيسا مؤبدا .. خالدا مخلدا .. لا يأتيه المرض ، و لا تتعبه السنون ….
ثم جاءت الحرب على غزّة .. لتعري الكثير من سوْءات هذا النظام ، و عيوبه .. و بالعودة الى كل المصائب التي ألحقها هذا النظام ” بأمنه القومي ” ، و من خلفه ” الأمن القومي العربي ” .. يستقريء أي مواطن عربي من هذا الشعب عدة مصائب فرّط فيها هذا النظام البائس تحت وطأة الانتصار لأخطائه .. و أولها ” عمقه الاستراتيجي ، و المائي ” ، و أقصد السودان .. حيث يلعب الجميع على قدر هذا الوطن ، و تنكفيء مصر ، و ثانيها .. عدم الاستفادة من تداعيات حصار ليبيا لدعم اقتصاده ، و الذي تفوق عائدات تشغيل المصريين فيها لو استثمرت .. جميع المعونات التي ترهنه لصالح مشاريعها المعادية للعروبة ، و الاسلام ، و ثالثها التواطؤ على العراق .. التي كانت تستوعب جزء كبير من خزّانه البشري .. و رابعها ، و خامسها ، و ……. لتظهر هذه الحرب على الشعب الفلسطيني .. الدرك .. الذي وصل اليه هذا النظام .. غباءا و عماءا استراتيجيّا ، و تفريطاً .. تركته على حافّة الإفلاس .. و وضعته في مكان المدافع عن نفسه ، و عن خياناته .. و أيضا بشكل غبي ، و مستفز .. حيث كان يقود سفينة هذا النظام ..ضابط أمن غبي مرتهن القرار لرئيسه .. تم تسليمه ملف الخلافات الفلسطينيّة … و وزير خارجية من مرتبة ” ردّاحة قليلة الأدب .. ممن يستعان بهن للاعتداء على الصحفيات المغردات خارج الإعلام الرسمي ” و هذا الوزير أفقد مقولة ” عدم مشاركة مصر في العدوان على غزّة ” كل مقوماتها .. بداية من اعلان ” تسيفي ليفني ” الحرب على حماس ، و هو الى جانبها .. الى مرافقة الإعلام الصهيوني في تحميل ” حماس ” مسؤولية هذه الحرب .. بل ، و ذهب الى أقصى يمين العدو الصهيوني .. بمهاجمة حماس .. ثم انتقل مهرجان الردح الى مهاجمة ” سوريا ، ثم قطر ، ثم حزب الله .. و التي كانت الضربة القاضية التي سُددت له .. و كان الى يمين قائدي هذه السفينة المعطوبة .. إعلام منافق كذّاب .. حوّل ” جرائد مصر العريقة الرسميّة ” الى صحافة أقل ما توصف به ” صفراء ” …