في هجوم هو الأعنف من نوعه منذ عدوان غزة، وجه الرئيس المصري حسني مبارك انتقادات حادة إلى أطراف ما يعرف إعلاميا بمحور “الممانعة” (حركة حماس – إيران – سوريا – حزب الله اللبناني – قطر) دون أن يسمي أحدا من هذه الأطراف، على خلفية قضية غزة.
وخلال كلمة ألقاها اليوم الأربعاء بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة قال مبارك، في إشارة ضمنية لحركة حماس: “لماذا رفضت فصائل المقاومة تمديد التهدئة مع إسرائيل؟! إن المقاومة ليست شعارا يرفع على أشلاء الشهداء ودماء الجرحى، وليست شعارا للمتاجرة بأرواح الأبرياء”.
وبعد انتهاء تهدئة هشة بين حماس وإسرائيل في ديسمبر الماضي رفضت حماس تجديد التهدئة بدون رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وفتح المعابر، الأمر الذي أعقبه مباشرة عدوان استمر 22 يوما خلف أكثر من 1400 شهيد وإصابة الآلاف.
وانتقد مبارك بشدة دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “خالد مشعل” إلى إنشاء مرجعية فلسطينية جديدة، معتبرا أنها “محاولة لإهدار منظمة التحرير الفلسطينية بدلا من إصلاحها”، وتعد المنظمة الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.
واعتبر أن أزمة غزة أظهرت أن هناك محاولة لاستغلال العدوان لفرض واقع جديد على غزة يهدف لسحب الشرعية من السلطة ومنحها الفصائل، وتكريس انقسام الضفة الغربية عن غزة.
وأضاف مبارك أن الأزمة كشفت أيضا محاولة استغلال العدوان لفرض واقع جديد على الوضع العربي الراهن يغير المعادلة لصالح قوى إقليمية معروفة ولخدمة مخططاتها، في إشارة إلى إيران.
لا حرب
وفيما يعد ردا على السجال الذي دار بين مصر وحزب الله، وتبادل كل طرف الاتهامات للآخر بالتقصير في دعم غزة، قال مبارك: “لقد وقف المحرضون على القتال مكتوفي الأيدي لم يحركوا ساكنا واكتفوا بالخطب (…) المحرضون على القتال وذوو الأصوات العالية يريدون جرنا إلى حرب أخرى؛ لكنني لن أفعل”.
وأثناء العدوان الإسرائيلي على غزة هاجم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مصر، مطالبا الشعب المصري بفتح معبر رفح الحدودي بالقوة.
وفي عبارة فسرها مراقبون بأنها تشير لمقررات قمة الدوحة التي عقدت أثناء العدوان، قال مبارك: “لقد أقمنا سلاما مع إسرائيل والذين يزايدون علينا لهم علاقات مع إسرائيل، أو يسعون إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، وباعتباري قائدا لجيش مصر لن أستدرج في أي حرب لغير صالح الشعب المصري”، كما انتقد مبارك دعوة القمة لسحب المبادرة العربية.
وأبرز العدوان الإسرائيلي على غزة الانقسام الإقليمي والعربي في المنطقة بين ما يسمى بمحور “الاعتدال” (مصر، والسعودية، والإمارات، والأردن، والسلطة الفلسطينية)، و”الممانعة” (حركة حماس، وإيران، وسوريا، وحزب الله اللبناني، وقطر)، حول معالجة الأوضاع المتأزمة في قطاع غزة.
ويضغط محور “الاعتدال”، الذي يضم مانحين كبارا مثل السعودية والكويت، على حماس للقبول برؤيته من خلال اللعب بورقة أموال الإعمار؛ حيث كشفت مصادر عليمة في وقت سابق لـ”إسلام أون لاين.نت” أنه تم إبلاغ حماس بأن عملية الإعمار لن تبدأ إلا بعد تشكيل حكومة وحدة تنهي انفراد حماس بالقطاع.
وفي إطار مساعي محور الاعتدال لتوحيد صفوفه أطلقت تسع دول عربية بينها مصر والسعودية أمس من أبو ظبي تحركا لتشكيل توافق عربي يضع حدا للتدخلات “غير العربية”، ولاسيما الإيرانية، ويدعم السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير، ويحشد الدعم لمبادرة السلام مع إسرائيل.
تهريب السلاح
وتطرق مبارك للاتهامات الإسرائيلية المستمرة لمصر بغض الطرف عن تهريب الأسلحة إلى غزة قائلا:” تهريب الأسلحة والبضائع يأتي نتيجة الحصار”، مؤكدا أن “الاتفاق الإسرائيلي الأمريكي لمراقبة تهريب السلاح لا يلز
منا في شيء”، ووقعت تل أبيب وواشنطن اتفاقية الشهر الماضي تنص على منع تهريب الأسلحة لغزة.
منا في شيء”، ووقعت تل أبيب وواشنطن اتفاقية الشهر الماضي تنص على منع تهريب الأسلحة لغزة.
وتابع: “أقول إننا كأي دولة قادرون على تأمين حدودنا، لا نقبل بأي تواجد لمراقبين أجانب، ونتمسك أن تبتعد أي ترتيبات إسرائيلية دولية عن أرض مصر وسمائها ومياهها الإقليمية”، واستطرد بالقول: “إننا قادرون على مراقبة حدودنا، ولن نقبل بأي مراقبين دوليين”.