أولياء هذه الامة.
بقلم :سهام البيايضة
عندما أسر القائد صلاح الدين الايوبي ,البرنس ارناط حامي قلعة الكرك ,جمع الأسرى الصليبين ومعهم البرنس في خيمة كبيرة ,ثم دخل عليهم بكبرياء الاسلام وأنفته,ليستعرضهم, ولينظر في وجوههم ,واحد تلو الآخر, في استعراض انساني ,لفارس حقيقي ,رسم معالم الفروسية الاسلامية, لتنطبع على صفحات النبل والاخلاق ,وليتمحص نتائج ساحات الوغى والمعارك الطاحنة ,ففي المعارك, جولات وصولات للفرسان, تقاس فيها مفاهيم الاخلاق والبعد البشري والانساني , اكثر من خسائر القتل ونزف الدماء.
طلب القائد صلاح الدين الايوبي ,ان يوضع البرنس ارناط, بعيداً, في خيمة لوحدة ,منفردا ًعن باقي القادة الصليبين,الذين وافق على فديتهم واطلاق سراح من قاتل في المعارك منهم ولم تكن له سيرة في قتل الابرياء والعزل .
اما البرنس ,فقد دخل عليه صلاح الدين ,واخذ بالنظر اليه وهو مكبل في الذل وتذكر افعالة في المسلمين العزل واهاناته وشتائمه لرسول الله عليه الصلاة وسلام ,ولعلة اشتم رائحة الدم العربي المسلم الذي نزف بسيف هذا المتعجرف الجبار,ولا بد ان تقاطيعة قد تحدثت عن بشاعة نواياه, وحقدة الشديد واستصغاره, لكل العرب والمسلمين, تحت مسميات الكنيسة, التي تبراء بتعاليمها منه, ومن كل من استخدمها لتبرير العدوان على الامنين العزل, والتي استخدمها اصحاب الطموحات والبطولات الخاصة, للتأثير على عقول المساكين والمعدمين في القرون الوسطى ,الذين صورت لهم حملات قتل المسلمين واستباحتهم , هو لمرضاة الرب ,ولدخول فردوسه الذي يتميز بمنازله, بعدد المسلمين ,من الاطفال والنساء والشيوخ الذين قتلهم وسفك دمائهم,لتكون الحملات على ارض الاسلام واجب ديني للخلاص ودخول ملكوت الرب!
عجباً!..كم حملت الشعوب على امة الاسلام ,وكم حشدت لها وكم قتلت وكم استباحت !!
قائدنا العظيم,ولي امتنا حينها ,قد ميز باخلاقة وفروسيته وقرب المواجهة والخبرة ان فرق كبير . بين تعاليم الدين ونزوات القادة,فعفى عن الفرسان, وابقى على شرنقة الحقد والكراهية ,لان تعاليمه الشيطانية غايتها خراب الارض واخضاع البشر لعبادة شهوات السلطة وعبودية الانسان.
دقائق ..ربما لحظات.. .اعادت الى الذاكرة لجة هذا الكره وهذا الحقد ليكون قراره في ان يكون ولي الامة بهذا العار الانساني والحضاري البشع ,وينزل سيف الحق على عنق الكفر والجبروت ,وليقول للبرنس ارناط كلمته, قبل ان يطيح براسه :انا ولي هذه الامة فيك!!
لقد اتسعت هذه الايام, واجهة البرنس ارناط ,على المستوى الداخلي والخارجي , فالديكورات الخلفية للازمنة المتعاقبة, لم تخفي بواطن الشر, ونوايا الحقد الدفين,على امتنا وديننا ومصيرنا , فشرانق الحقد والكره لا تلبث ان تظهر ,في كافة المجالات ,وعلى كافة المستويات ,وبمسميات اقتصادية واجتماعية وسياسية ,تعمل بانظمة مؤسسية ودولية ,تختلق المصطلحات وتشوه المفاهيم ,وتصنف البشر ارهاب ومقاومة, حسب ما تقتضية مصالح رؤس المال والذهب الاسود ,فاختلط الحابل بالنابل ,واتسعت ساحات المعارك ولم يعد سيف الحق بقادر على جث عنق الماكرين والكارهين القريبين منهم والبعيدين.
خلاص هذه الامة باولياء الامة,من شبابها ومفكريها واصحاب العزائم ,فرسانها, من حملة راية صلاح الدين يختزنون هم الامة في قلوبهم, ويقفون امام وسائل الكره ومؤسسات الخراب ليكونوا اولياء من لا يعرف من الامة ومن لا يستطيع,ومن غابت عنهم في الغفلة والركض خلف لقمة عيش العيال,اندساسات الخون والمتامرين ,كل حسب موقعة ومهنته واستطاعته ,يحملون ماضي الامة مشاعل للمستقبل يتحسسون اوجاعها ويحافظون على عزها وكرامتها من ان تخدشها المخالب المسمومة.
سار الوعي العربي والاسلامي متظاهرا في شوارع العالم .يرفض القهر والاعتداء ,ويرفع صوته ضد الة الموت والقتل ,وضد انظمة مكبلة بالمصالح والاتفاقيات ,ثم عادت هذه الاصوات لتخفت من جديد ,وكانها يقضة الالم لا يقضة الحق .
الحق لا يقبل الا اولياء ووكلاء له,يدافعون عنه في التجارة والمقاطعة في الفكر والعقائد ,فوق المقاعد النيابية وخلف الرتب العسكرية والمناصب الوزارية .
حاجتنا الى
اولياء الامة ووكلائها تكبر هذه الايام ,انها صرخة الامة, لاستمرار يقضة الحق والتعاضد العربي والاسلامي ..هيا يا احفاد صلاح الدين الايوبي ,اكتشفوا ذاتكم ومن مواقعكم كونوا اولياء امتكم الاوفياء.