أعلنت وزارة الداخلية السعودية قائمة تضم أسماء 85 مطلوبا من معتنقي “الفكر الضال” خارج البلاد، بينهم 10 سعوديين عائدين من معتقل “جوانتانامو”، داعية المطلوبين لتسليم أنفسهم لسفارات المملكة في الخارج.
واعتبر مراقبون في تصريحات لـ”إسلام أون لاين.نت” أن زيادة عدد العائدين للفكر “الضال” بعد الإفراج عنهم من جوانتانامو وخضوعهم لبرنامج “المناصحة” بالمملكة قد يتسبب في المزيد من الحرج للسلطات، خاصة أن هذه القائمة تأتي بعد نحو 10 أيام من الكشف عن انضمام سعوديين عادوا من جوانتانامو إلى تنظيم القاعدة بعد أن أفرجت عنهما السلطات السعودية.
وفي تصريح لوكالة الأنباء السعودية أمس الإثنين، قال مصدر مسئول في وزارة الداخلية: “تمكنت الجهات المختصة من التعرف على 85 مطلوبا للجهات الأمنية منهم يمنيان والبقية من السعوديين الموجودين بالخارج”.
وتم إعلان أسماء المطلوبين وعرضت صورهم على التلفزيون السعودي بعد أن تم إبلاغ ذويهم.
وأشار المصدر إلى أن هؤلاء “الذين يتبنون الفكر الضال صور لهم خيالهم المريض تحيّن الفرص لتنفيذ أو المساعدة في اقتراف عمل إجرامي على أرض الوطن”، معتبرا أن نجاح قوات الأمن في مواجهتهم في الداخل هو ما دفعهم للنزوح للخارج.
ترغيب وترهيب
ودعت الوزارة في بيان “هؤلاء المطلوبين إلى العودة لرشدهم والرجوع عن غيهم والمبادرة بتسليم أنفسهم إلى أقرب ممثلية (سعودية)؛ حيث سيتم تأمين عودتهم ولم شملهم بأسرهم، وأخذ ذلك في الاعتبار عند النظر في أمرهم”.
كذلك حاولت السلطات دفع مزيد من الطمأنة لأسر ذوي المطلوبين للإبلاغ عنهم إن كانت لديهم معلومات، مشيرة في هذا الصدد إلى بيان سابق أصدرته منتصف أغسطس 2008 ، أشارت فيه إلى أن هناك عددا من المواطنين أبلغوا عن ذويهم بالخارج، وتمت مساعدتهم للعودة، ولم شملهم مع أسرهم.
وأوضح البيان أنه بعد هذا التاريخ “بلغ عدد من سلموا أنفسهم 15 مواطنا من الموجودين في الخارج”.
وأعلنت وزارة الداخلية في 13/8/2008م عن توقيف مجموعة من المتورطين في الفكر التكفيري أبلغ ذووهم عنهم لمساعدتهم، وحدد البيان أبناء 3 منهم أبلغ آباؤهم السلطات بأنهم سافروا بشكل مفاجئ بهدف المشاركة فيما يقولون إنه جهاد، موضحا أنه تمت مساعدتهم جميعا للعودة وتمت مناصحتهم.
إنتربول ومكافأة
وفي محاولة لترهيبهم في حال عدم تسليم أنفسهم، قال البيان إنه تم تسليم قائمة بأسماء هؤلاء المطلوبين، للشرطة الدولية “الإنتربول”.
وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق عن منح مكافأة مالية مقدارها مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين، وتزداد هذه المكافأة إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب، وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية “إرهابية”.
حرج للسلطات
وفي الإطار ذاته ذكرت جريدة “الحياة” اللندنية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن من بين قائمة الـ”85″ مطلوبا 10 سعوديين عائدين من معتقل “جوانتانامو”.
ورأى مراقبون أن هذا الأمر قد يتسبب في المزيد من الحرج للسلطات، ولاسيما أن السلطات طالما افتخرت بـ”نجاح” برنامج المناصحة الذي خضع له المطلقون من جوانتانامو، وسعي دول عربية أخرى إلى تطبيقه، منها العراق واليمن.
وبينوا أنه في وقت سابق كشفت السلطات أنه تمت إعادة اعتقال 9 فقط ممن خضعوا لبرنامج المناصحة، وبعضهم عائدون من جوانتانامو بعد إطلاق سراحهم.
وتابعوا: كما يأتي الإعلان عن هذه القائمة، بعد نحو 10 أيام من بث شريط فيديو على الإنترنت يعلن فيه سعوديان عودتهم لتنظيم القاعدة بعد أن كانا معتقلين في جوانتانامو، ثم أفرجت عنهما السلطات السعودية بعد خضوعهما لبرنامج “المناصحة”.
وظهر السعوديان سعيد الشهري، ومحمد العوفي في تسجيل على الإنترنت يرتديان حزامين ناسفين ويحملان أسلحة، وأعلنا عودتهما لتنظيم القاعدة، وتعهدا بمواصلة “الجهاد”، والشهري هو نائب زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، أما العوفي فهو القائد الميداني للتنظيم.
تسلمت السعودية المعتقلين السعوديين بجوانتانامو على 11 دفعة، وهم 120، ثلاثة منهم تم استلامهم متوفين، وأخضع الـ 117 شخصا الآخرين لبرامج تأهيلية في الجوانب الشرعية والأمنية والنفسية.
من أبرز هذه البرامج برنامج “المناصحة”، الذي أطلقه مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف عام 2003، وعقد خلاله قرابة 5 آلاف جلسة حتى الآن، على يد 100 عالم سعودي، انخرط فيها 3200 من معتنقي “الفكر التكفيري”، وتم إطلاق سراح 1500 منهم، كما يشارك في برنامج المناصحة متخصصون في علمي النفس والاجتماع.
وكذلك برنامج رعاية الموقوفين المخصص للذين أنهوا محكومياتهم، وتتم مساعدتهم من خلال أنشطة متنوعة تشارك فيها أسرهم لتسهيل اندماجهم في المجتمع وتهيئة الظروف المناسبة ليكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم.
اعتقالات سابقة
ومنذ إعلان السلطات عن أول قائمة للمطلوبين من عناصر تنظيم القاعدة في 19-5-2003، توالى في السعودية بيانات الاعتقال كان أكبرها في يونيو 2008، عندما أعلنت وزارة الداخلية اعتقال 520 من “عناصر الفئة الضالة” من جنسيات مختلفة.
وأعلنت السلطات السعودية في نهاية نوفمبر 2007 أنه تم إلقاء القبض على 6 خلايا مكونة من 208 أشخاص على مدى الأشهر الماضية كانت إحداها تخطط للهجوم على منشأة نفطية مساندة.
كما أعلنت السلطات في أبريل 2007 اعتقال 172 شخصا متهمين بالارتباط بتنظيم القاعدة، بعضهم كان يخطط لمهاجمة قواعد عسكرية ومنشآت نفطية.