عماد رجب*
لم يكن الاجتماع الاخير الذى اقامته الحركة الشعبية لتحرير السودان و رغبتها عن الانفصال عن الوطن الام وليد الصدفة , فالمتابع للمتغيرات العالمية يشعر بمدي قرب تلك الرغبات من امريكا , خاصة بعد تولي اول رئيس اسود لمقاليد الحكم في الولايات المتحدة الامريكية , فباراك اوباما ذو الاصول الافريقية اتي في فترة عصيبة علي الولايات المتحدة الامريكية , قارب اقتصادها علي الانهيار بفعل الازمة المالية , وزاد الكره لها في كل انحاء العالم نتيجة سياسات الجمهوريين الموالية لاسرائيل, ناهيكم عن انتهاكاتها التي فضحت في عهد الرئيس السابق من ابو غريبة وحتي جونتانامو مرورا بحثيثة , فاتي الرئيس الامريكي الجديد ليحاول حل المعضلة التي باتت بعض القوي العالمية طرفا فيها , مثل الصين التي اصبحت شريكا اقتصاديا جادا في افريقيا , نالت جزءا كبيرا من الكعكة الافريقية , وغزتها في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والتسليحية, ولا تهتم لحقوق الانسان او الحكم الديمقراطي , وانما في حجم الاستثمارات , فالاقتصاد هو الاهم لدي الصين في الفترة الحالية علي عكس امريكا التي ارهقتها الحروب والمعارك السياسية.
والصين التي استثمرت في العديد من الدول الافريقية في مجالات حيوية كالتنقيب عن البترول والتصنيع والتجارة , والتي بلغت استثماراتها في مجال البترول وحده في السودان 6 مليارات من الدولارات , وبنهاية عام 2006، بلغ اجمالي استثمار الصين المباشر في افريقيا 6.64 مليار دولار امريكي. ووصلت تجارة الصين مع افريقيا في عام 2006 إلى 55.5 مليار دولار امريكي , وهو ما يقلق امريكا خاصة في ظل الازمة العالمية , فبدات برحلات مكوكية بداها هانك بولسون وزير الخزانة الأمريكي، ليلحق بركب الاستثمار في الاكتشافات الهائلة للموارد الطبيعية الهامة في الدول الافريقية والتي علي رأسها البترول والذى زاد في الربع الاول من العام الفائت في السودان بنسبة 1114% الي جانب الذهب واليورانيوم والثروة الحيوانية الكبيرة, والقهوة التي تباع للغرب بسعر واحد دولار في الوقت الذى تباع بعد تحميصها ب عشرين دولارا , وهو ما دفع برنستون ليمان، السفير الأمريكي السابق في جنوب إفريقيا ونيجيريا للقول بأن في الولايات المتحدة أناس يروجون الاستثمار في افريقيا، ويقولون إنه يمثل قضية استراتيجية، لكن الإدارة الأمريكية كانت أحكم من أن تقفز إلى هذه العربة. الناس مسحورون ومضللون بالمشاركة الصينية. تحركوا للنظر صوب إفريقيا. ويقول الكثيرون في الولايات المتحدة إذا كانت الصين تفعل ذلك هناك، فلا بلد من وجود أمر يحدث.
فكان من الواجب انتخاب رئيس امريكي, يعيد بناء الاقتصاد الامريكي مجددا علي اسس جديدة, ويتعامل بحزم مع قضية السلام والامن في دارفور , ويزيل ما تسبب فيه النظام الغابر من كره لدي شعوب العالم تجاه امريكا .
الا ان المتتبع لمجريات الامور في الفترة السابقة يجد ان تقليد اوباما لم ولن يكون كافيا لتغيير النظرة تجاه امريكا التي تضع عينها علي السودان , خاصة بعد الاكتشافات البترولية الكثيرة سواء في الجنوب او دارفور , فاغمضت امريكا عينها عن انتهاكات اسرائيل وجرائمها اليومية بحق شعب محتل , وباتت تندد بالمذابح الجماعية في دارفور فهل يا تري هي حقوق الانسان؟.
تقليد اوباما في هذه الفترة بالذات يعطي عدة دلائل للحصيف , فباراك اوباما صاحب البشرة السوداء , سوف يضع عينه علي افريقيا موطنه الاصلي , لا بالرعاية ولكن بالاستثمار , يراوده حلم البحارة الاوروبيين عندما اكتشفوا امريكا , فيريد ان تكون العودة للموطن الاصلي لاعادة بناء امريكا لا لبناء افريقيا.
فبدات تتحرك نحو دارفور عن طريق منظمات انسانية بلغ عددها 2810 منظمة تعمل في دارفور , منها 210 منظمة اجنبية , يصل تمويلها الي ملياري دولار في ا
لعام , واتهم بعضها بالعمل لاجندات اخري غير اجندات السلام , أوتقديم الدعم للنازحين , وتكشف للعالم ضلوع بعض هذه المنظمات في اعمال استخباراتية , وتنصيرية وثورية داخل السودان, بهدف تقسيمة لثلاث دولات , الجنوب والغرب و الشمال, مما دفع المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة كامل الشريف في كلمته: “لقد بلغ الأمر ببعض المنظمات التنصيرية العاملة بدارفور أن تقوم بتهديدنا ,ومحاولة طرد المنظمات الإسلامية من معسكرات النازحين، معتبرة (المنظمات التنصيرية) أنها أحق بالعمل وسط أهالي دارفور, الذين ينتمون لأصول أفريقية لأنهم في الأصل لم يكونوا مسلمين , مع العلم ان دارفور لم يكن بها مسيحي واحد قبل الازمة , وبه أكثر حفّاظ القرآن في العالم الإسلامي كله، ثم تصريح الدكتور عبد الرحمن السميط رئيس جمعية العون المباشر الإسلامية الكويتية للإغاثة أنها تقوم بمهام إغاثة في منطقة دارفور بغرب السودان في مواجهة نشاط تنصيري حاد لبعض الكنائس تحت غطاء العمل الإنساني.
لعام , واتهم بعضها بالعمل لاجندات اخري غير اجندات السلام , أوتقديم الدعم للنازحين , وتكشف للعالم ضلوع بعض هذه المنظمات في اعمال استخباراتية , وتنصيرية وثورية داخل السودان, بهدف تقسيمة لثلاث دولات , الجنوب والغرب و الشمال, مما دفع المجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة كامل الشريف في كلمته: “لقد بلغ الأمر ببعض المنظمات التنصيرية العاملة بدارفور أن تقوم بتهديدنا ,ومحاولة طرد المنظمات الإسلامية من معسكرات النازحين، معتبرة (المنظمات التنصيرية) أنها أحق بالعمل وسط أهالي دارفور, الذين ينتمون لأصول أفريقية لأنهم في الأصل لم يكونوا مسلمين , مع العلم ان دارفور لم يكن بها مسيحي واحد قبل الازمة , وبه أكثر حفّاظ القرآن في العالم الإسلامي كله، ثم تصريح الدكتور عبد الرحمن السميط رئيس جمعية العون المباشر الإسلامية الكويتية للإغاثة أنها تقوم بمهام إغاثة في منطقة دارفور بغرب السودان في مواجهة نشاط تنصيري حاد لبعض الكنائس تحت غطاء العمل الإنساني.
ثم اتت الجبهة الشعبية لتحرير السودان والتي بدات معلنة انها تسعي لصياغة منهج الحكم في السودان وليس تقسيمه , تلاها محادثات سلام مع الحكومة السودانية ,بداتها في يوليو 2002 , و صاغت سلسلة من البروتوكولات حول تقاسم السلطة، وتوزيع العائد، والأمن , واتفاقيات انتقالية بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان كبداية للانقسام , حتي اتي الاعلان عن رغبة الحركة في فصل الجنوب الغني بتروليا عن السودان , و هي تعمل بضراوة لتفعيل سياسات الباب الخلفي الامريكية لتقسيم السودان , فامدت قوات التمرد في دارفو بالعتاد والخبراء , وتهجير الاستثمارات الصينية , واحلال الامريكية محلها , فاثرت علي الاقتصاد السوداني لتصعد بالمديونية الي 31 مليار دولار ديون , وكشف التقرير المشترك بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أن أصل الدين لا يتعدى 14 مليار دولار, وباقي المبلغ والمقدر 18 مليارات دولار عبارة عن فوائد وجزاءات على التأخير وعدم الالتزام بالسداد. وتركت الجبهة ما تبقي من الوطن , فريسة سهلة اما الاستعمار الامريكي بحجة دارفور, في الوقت الذى لم يتحدث فيه عن جرائم اسرائيل في غزه .
كاتب مصري