د . محمد الإدريسي – عسير
الحجاز كان ولا يزال وطناً محدد المعالم ، واضح الهوية يعتز ويفتخر بها كل حجازي أصيل ، ويحمد الله على أن خلقه من جذور هذه الأرض الطيبة ، الضاربة في أعماق التاريخ ، وتأتى على رأس النعم ، بعد أن من الله عليهم بالإسلام ، أن أختارهم دون سواهم لخدمة الحرمين الشريفين ، حيث وزع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخدمات بين عائلاتهم وقبائلهم ، ومنذ ذلك الحين وهم لها وهى لهم ، عرفهم حجاج بيت الله ، وزوار مقام رسوله صلى الله عليه وسلم ، مثالا لكرم الضيافة ، ولين الجانب ، وبشاشة المحيّ ، ويشهد التاريخ على مر العصور أنهم أدّوا واجبهم على أكمل وجه ، إلى أن ابتلاهم الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، بطواغيت الجهل من آل سعود ، فكفروا عقيدتهم ، واجتاحوا ديارهم ، ودمروا معالم آثارهم ، من مقامات الصحابة والشهداء والأولياء ، وحرّموا على أمة الإسلام زيارتهم والتبرك بهم ، وتذكّر صبرهم وجهادهم ومواقفهم ، وتاريخهم الناصع المشرف الذي هو تاريخ الإسلام ، وعند موسم حج كل عام ، تنشق قلوبنا ألما ونحن نرى الحجاج يتألمون ، من معاملة أجلاف السلطة ، بسحناتهم المقلوبة ، وعقيدتهم المعطوبة ، ينهرون وينطرون ، مستهزئين بمشاعر الوجد عندما تفيض شوقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويمنعونهم من الاقتراب من روضته الشريفة ، ولو استطاعوا لأزالوها من الوجود كما أزالوا روضات أصحابه وأهل بيته وعشاقه من الأولياء والصالحين . وتبدأ معاناة كل حاج منذ أن تطأ قدميه أرض المطار أو الميناء أو المدخل الحدودي ، والتاريخ يشهد أنهم كانوا يقطعون الطريق على قوافل الحجاج في غابر الأزمان ، وها هم أحفادهم اليوم يقومون بما هو أفضع من ذلك ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ،
هل يتذكر المسلمون أن الحجاز دولة محتلة ، يحتلها فساق الهمج الوهابي السعودي ، عبيد الشهوات والملذات ، الطغاة الذين لم تأخذهم في المسلمين إلاًّ ولا ذمّة ، وهم السبب الرئيسي فيما تعانيه الأمة من تشرذم وعنف وانهيار ، فمتى يعود للحجاز إسلامه البهي ، وتتألق الابتسامة المعهودة على وجوه أهله السمحة ، أما آن الأوان لأبناء الحجاز أن يبادروا إلى عمل يحررهم ، ويرفع الغبن عنهم ، مع يقين بأن الله على نصرهم قادر ، إن النظام الوهابي السعودي يتهاوى ، وإذا لم نبادر نحن بعمل نحتسبه لله وللرسول وللوطن وأهله فسيبادر غيرنا دون شك ، فنظام الجهل الوهابي السعودي انتهت مدة صلاحيته ، ولا يمكن لعالم اليوم أن يتعايش مع جهله وجاهليته ، فمتى تتحرك أيها الحجازي الحر الشريف ، تحرك يا أخي فلم يعد للانتظار معنى أو مبرر ، تحرك والله معك ، اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا وخلصنا ممن لا يخافك ولم يرحمنا ، اللهم شتت شملهم ، واجعل كيدهم في نحرهم إنك على كل شئ قدير .
د . محمد الإدريسي – عسير