اكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اليوم ان زياة القنصل الايراني في البصرة نصير باغبان ، خرق انتخابي فضلاً عن كونه خرق دبلوماسي. ونقلت فضائية الحرة عن مصدر في المفوضية ان زيارة باغبان خرق انتخابي تم تسجيله فعلا، مشيرا الى ان عدد السفراء العرب والاجانب المعتمدين في بغداد قدموا طلبات لمراقبة الانخابات وتمت اجاباتها، لتمكنهم من زيارة المراكز الانتخابية. ولفتت الى ان باغيان لم يقدم مثل هذا الطلب الى المفوضية.
وفوجئ أهالي مدينة المعقل الواقعة شمال مدينة البصرة والتي تبعد ما يقارب 5 ميل عن مركز المحافظة زيارة غريبة من نوعها لضيف غير مرغوب به هناك، حيث زار القنصل الإيراني بعض المراكز الانتخابية المتواجدة في مدينة المعقل، ودخل في (حرمها الانتخابي) في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم أمس،ما أدى إلى حالة من الاستياء الشديد لبعض المواطنين المتواجدين في المراكز الانتخابية التي شهدت الزيارة، ويذكر شهود عيان أن القنصل الإيراني كان مبتهجا لزيارته تلك وهو يرافق (مؤيديه ) من أحدى أهم التيارات الشيعية الفاعلة في العراق .
وأكد مصدر أمني في البصرة رفض ذكر أسمه، لاسباب امنية، أن محافظ البصرة وعند سماعه خبر الزيارة قد أمر رجال الأمن بتتبع حركة الزائر ومحاولة منعه من دخول مراكز الاقتراع لأنه يعتبر تصرف غير قانوني، مبينا في الوقت ذاته أن السفير الإيراني قد غادر المكان بعد تلقي مرافقيه أخباراً بمعرفة محافظ البصرة بالأمر .
مواطنو مدينة المعقل التي تعد من المدن العريقة في البصرة عبروا عن استياؤهم الشديد من زيارة القنصل الإيراني وعدوها تدخلاً غير مرغوب به بشؤون البلاد، كما أشار بعض المرشحين للانتخابات الى ضعف دور المفوضية العليا للانتخابات في تشخيص حالات الخرق الانتخابي داخل محافظة البصرة، التي تقع هذه الزيارة من ضمنها .
ما تجدر الإشارة إلية أن مدينة المعقل من المدن (الرافضة ) للتدخل الإيراني في البصرة، كما أنها قد شهدت حالات (رفض اجتماعي ) للتيارات الدينية المعروفة بولائها للجارة إيران ومما يؤكد ذلك هو ماحدث في شهر عاشوراء الماضي عندما تجمع مئات المواطنين من أهالي البصرة لإحياء ذكرى عاشوراء التي اعتادت فضائية الفرات نقلها بشكل مباشر، قرب مسجد (الابلة) الذي يعد من المساجد القديمة في البصرة والذي يقع في وسط مدينة المعقل، وفوجؤا باعتلاء الشيخ جلال الدين الصغير(احد القياديين في المجلس الاسلامي الأعلى) المنبر وأخذ يمارس (طقوسه الانتخابية) المليئة بالوعود ما أثار غضب المواطنين الذين طالبوه بالنزول عن المنبر وعدم الاستمرار بالحديث وتطور الأمر الى حالة من الهيجان ألمح خلالها المواطنون باستعمال القوة في حال بقائه على المنبر، وتم قطع البث بحجة فقدان الاتصال مع مكتب الفرات في البصرة .
كما تعرضت معظم الملصقات الدعائية لتلك التيارات للتمزيق والتشويه الذي تمثل باتهام تلك التيارات بولائها لإيران، حيث كتب على أحدى الملصقات والتي حملت الشعار القائل ( معكم …معكم …نبني العراق ) عبارة كبيرة تقول ( مع قم … مع قم .. نبيع العراق )
وعلى الرغم من إعلان مفوضية الانتخابات في البصرة على عدم وجود خروقات انتخابية أكد بعض المحاميين ضرورة اتخاذ اجراء قانوني بحق المراكز الانتخابية التي شهدت زيارة القنصل الإيراني، مشيرين في الوقت ذاته الى أن القانون العراقي يعطي الحق للضيوف بالزيارة بشرط موافقة رئيس المفوضية العليا للانتخابات والتي يبين خلالها أسباب الزيارة والضوابط التي يجب على الزائر الالتزام بها.
وأكدت استطلاعات للرأي أن عمليات صولة الفرسان التي قادها السيد نوري المالكي في البصرة مؤخرا قد لاقت ترحيبا كبيرا من قبل البصريين وعدوها محاولة (شجاعة) لإنهاء النفوذ الإيراني الذي اخذ يسيطر على المدينة من خلال الميلشيا والأحزاب الدينية التي تدعمها إيران، وذكر محللون سياسيون في البصرة أن صولة الفرسان ساهمت كثيرا في ارتفاع شعبية المالكي في البصرة، وهذا ما أكدته تسريبات من مكتب مفوضية الانتخابات بأن قائمة رئيس الوزراء قد احتلت المرتبة الأولى بين القوائم المرشحة للانتخابات في البصرة.
وكان القنصل الإيراني في البصرة قال للصحفيين: إن زيارته لمراكز الاقتراع في البصرة أمس
اقتصرت على منطقة المعقل فقط، وليس لمناطق أخرى في المحافظة كما نقلت وسائل الإعلام، مؤكداً أن زيارته كانت بموافقة مفوضية الانتخابات في البصرة التي أصدرت ملصقات لسيارته وحمايته للتنقل وزيارة المراكز الانتخابية.
اقتصرت على منطقة المعقل فقط، وليس لمناطق أخرى في المحافظة كما نقلت وسائل الإعلام، مؤكداً أن زيارته كانت بموافقة مفوضية الانتخابات في البصرة التي أصدرت ملصقات لسيارته وحمايته للتنقل وزيارة المراكز الانتخابية.
وأوضح أن زيارته كانت زيارة تفقدية فقط وليس للتأثير في الناخبين وسير العملية الانتخابية، وأشار إلى أن زيارته كانت طبيعية، وذكر زيارة “الآخرين” من غير العراقيين الذين زاروا البصرة، رافضاً ذكرهم بالاسم، مؤكداً أن الحكومة العراقية ومفوضية الانتخابات لديها علم بذلك.