غزة و دجلة و هيروشيما ثلاثة اطفال على طريق الشهادة
الكاتب : مأمون شحادة
دراسات اقليمية
بيت لحم – فلسطين
جلس الاطفال البالغ عددهم ثلاثة وعشرون طفلا ملتفين حول جدتهم العربية لتحدثهم قصصا طفولية بطولية , فاخذت الجدة تحدثهم قصة طفلتين جميلتين وهي غير متناسية صديقتهم الطفلة هيروشيما , بدأت الجدة بالقصة قائلة :
ما بين الطفلة غزة والطفلة دجلة لا توجد مسافة تفصلهما عن الطفلة هيروشيما ولا حتى اختلاف في المعنى فالقاتل واحد ولغة القتل واحدة , فالطفلة غزة ودجلة والتي تتكلما العربية برفقة صديقتهما الطفلة هيروشيما والتي تتكلم اليابانية , فان الذي يجمعهما في الصداقة ان القاتل واحد .
ان الطفلة غزة والتي استيقظت باكرا من نومها على صوت البكاء وزخات الرصاص لهي نفس الطفلة هيروشيما , ولكن الفارق بينهما ان غزة استيقظت من نومها صباح عيد الاضحى على اعدام صديقتها دجلة والتي لم تنسى هذا اليوم اطلاقا حتى اصرت على الاستشهاد في صبيحة عيد رأس السنة الهجرية , ففي حيرة وتعجب نظرت هيروشيما وتعجبت في استشهاد الصديقة دجلة والصديقة غزة في يوم اسلامي مقدس ( الاضحى و راس السنة الهجرية ) . جلست هيروشيما على قبر صديقتيها غزة و دجلة باكية حتى الممات لكن دموعها انسالت على احدى زهور القبر المزين بالزهور فشربت تلك الزهرة حتى ارتوت لترسم جيل ضحى وما زال يضحي .
ان دجلة كانت تعرف مصيرها جيدا ولكن مقولتها كانت معلقة في رقبتها في سلسلة ذهبية محفور عليها صورة غزة ومذيلة بمقولة جيفارا ” ان لم تحترق انت ولم احترق انا فمن سيضئ لنا الطريق ” .
اطفالي الثلاثة والعشرون : اليوم لن تفتحوا باب العزاء لصديقتكم غزة لانها في زيارة عند صديقتيها دجلة و هيروشيما وستعود يوما كما كانت طفلة , ان هيروشيما و التي استشهدت باكية على صديقتيها ليلة راس السنة الميلادية انها لنفس الليلة من رأس السنة الهجرية والتي تجسدت في عيد الاضحى لتمثل قصة اطفال مظلومين قتلوا على يد الظالم .
اطفالي الثلاثة والعشرون ان قصة هيروشيما و غزة انما تمثل قصة اطفال عشقوا بعضهم وماتوا سويا وهو يحتضنوا سلسلة الذهب الملفوفة على رقبة صديقتهم دجلة في يوم مقدس . اطفالي لا تخافوا من الايام المقدسة لانها اصبحت تذكركم بالطفلة هيروشيما .
لا تحزنوا يا اطفالي على الطفلتين غزة و دجلة فانتم اصدقاء الطفلة هيروشيما والتي احرقت على قربان الحرية والبطولة لتضيئ لنا الطريق .