قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد إنه لن يجري حوارا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلا إذا اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية. وقبل يومين شددت الحركة على ضرورة وجود قيادة جديدة للفلسطينيين تحل محل منظمة التحرير الفلسطينية التي يهيمن عليها عباس والفصائل الموالية له.
وتؤكد حماس التي أعلنت النصر في حرب ضارية استمرت 22 يوميا في قطاع غزة وسقط فيها 1300 قتيل و13 إسرائيليا سيطرتها مجددا على القطاع واستأنفت تحديها السياسي لتفويض عباس من قبل منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت سلسلة اتفاقات سلام مع إسرائيل منذ عام 1993 تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال زعيم سياسي بارز في حماس هو خليل الحية يوم الجمعة إن منظمة التحرير الفلسطينية قتلها الذين أسسوها ونقلوها إلى المشرحة.
وأضاف “آن الأوان للشعب أن يرى قيادة جديدة تحمل هموم الأمة والشعب واللاجئين وتقوده قيادة تحمل البندقية والمقاومة.”
وقال عباس في مؤتمر صحفي في القاهرة “لا حوار مع من يرفض منظمة التحرير الفلسطينية.”
وأضاف “عليهم أن يعترفوا بلا لبس ولا غموض ولا إبهام بأن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وعند ذلك يكون الحوار.”
ووصف عباس مسعى حماس لقيادة فلسطينية بديلة بأنه “مشروع تدميري.” ووصف القائمين عليه بأنهم “عابثون أو مخربون أو مدعون.”
وقال إنهم ينطلقون من “أجندات ليست فلسطينية.”
ويشير الرئيس الفلسطيني فيما يبدو إلى إيران التي اتهمهت بأنها دفعت حركة حماس لإنهاء التهدئة مع إسرائيل لإشعال حرب في قطاع غزة ترفع عن كاهل طهران الضغوط التي تتعرض لها بسبب البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب بأنه مخصص للأغراض العسكرية.
وفي انتقاد مباشر لقيادات حماس في دمشق قال عباس إنها تتحمل ” المسؤولية بالمراسلة ومن الأماكن الآمنة لتلقي بالناس إلى التهلكة.. هذا عمل غير مسؤول.”
وأضاف “هؤلاء غامروا بمستقبل الشعب.. غامروا بمصير الشعب.. بحلم الشعب في إقامة دولته المستقلة.”
ويسعى عباس المدعوم من الغرب إلى اقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام مع إسرائيل. ويسيطر عباس على الضفة الغربية المحتلة التي يقيم فيها 2.5 مليون فلسطيني كما يرأس منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي المقابل تتعهد حماس التي تحكم 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة بمواصلة محاربة إسرائيل التي لا تعترف بها.
ودافع عباس عن مصر التي تتعرض لاتهامات بأنها تشارك إسرائيل حصارها لقطاع غزة. وقال “أقول لأشقائنا في مصر… لا تهتموا إلى السفاهات… ليس لنا ملجأ إلا مصر.”
وجدد عباس اتهامه لحماس والفصائل المتحالفة معها بدخول الحرب الأخيرة مع إسرائيل لمصلحة غير فلسطينية.
وقال إنها أصرت على إنهاء التهدئة على خلاف ما نصحها به. وأضاف أن الفصائل في غزة أعطت إسرائيل “الأسباب والذرائع.”
وجدد وصفه للصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية من غزة بأنها “صواريخ عبثية.”
وقال “ليس هذا هو النضال. ليست هذه هي المقاومة.”
لكنه قال إن مصر ما زالت تصر على عقد تهدئة جديدة بين الفصائل في غزة وإسرائيل. وأضاف “مع ذلك هناك من يعمل في الخفاء من أجل تخريب هذه المبادرة.”
ووصل عباس إلى القاهرة اليوم لإجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك في وقت وجه فيه مسؤولون مصريون انتقادات شديدة لإيران التي يتهمونها بمساندة مسعى حماس لإيجاد قيادة فلسطينية بديلة.
وقالت مصادر في مطار القاهرة إن عباس الذي وصل بطائرة خاصة قادما من العاصمة الأردنية عمان سيبقى في القاهرة لمدة يومين.
وتزامن وصول الرئيس الفلسطيني مع وجود وفد رفيع المستوى من حماس في طهران التي وصل إليها الوفد في ساعة مبكرة من صباح اليوم في إطار حملة إقليمية لتعزيز الدعم لحماس بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وفي مناقشات بمجلس الشورى المصري اليوم قال رئيس المجلس صفوت الشريف “أقول لزعماء إيران إن مواقفكم مرفوضة وتحريضكم للانقسام الفلسطيني ودعمكم لكل ما يسيء إلى الجهود المصرية المخلصة هو محل رفض من الشعب المصري.”
وأضاف “زعماء إيران يريدون أن ينسفوا نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه التاريخي بمؤامرات الإعلان عن بديل مصطنع.”
وتابع “نرفض تلك المحاولات ونعزز موقف منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.”
وضعفت قيادة عباس للفلسطينيين لعدم فعالية سلطته خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة بحسب قول محللين. لكن مصر تواصل مساندتها له باعتباره قائد الفلسطينيين المعترف به عربيا ودوليا.
وانتهت رئاسة عباس للسلطة الفلسطينية في التاسع من يناير كانون الثاني. وقالت السلطة الفلسطينية قبل تصريحات عباس إنها تسعى لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في وقت واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد مصالحة مزمعة مع حماس والفصائل المتحالفة معها.