شنت الصحف المصرية الحكومية الصادرة اليوم الاحد هجوما عنيفا وغير مسبوق ضد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله واتهمته بالكذب والعمالة لإيران والتطاول على مصر على خلفية تصريحاته أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي وجه من خلالها انتقادت حادة للحكومة المصرية واتهمها بمساعدة الاحتلال في عدوانه الغاشم ضد فلسطينيي غزة من خلال إغلاق معبر رفح، كما اتهم مصر بأنها وسيط غير نزيه في القضية الفلسطينية، وأنها تضغط علي الفلسطينيين بوصفها وسيطا قهريا لا مهرب منه.
وقال اسامة سرايا رئيس تحرير “الأهرام”: ان نصر الله رجل عصابات ميليشياوي صغير, ليست له أي أجندة, ولكن يتم توظيفه اليوم في مهمات أصبحت معروفة وتعد هروبا من القتال مع العدو واستقواء علي بني وطنه وشركائه في بيروت, وهكذا أصبحت بطولته الزائفة مضرب الأمثال لمن يعرفون اليوم حقيقتها”.
اضاف: ” إن نصر الله خرب لبنان ليستولي علي قرارها بقمع الشيعة أولا, ثم ضرب السنة بالكامل, ثم توظيف بعض المسيحيين علي الآخرين بالتبعية لإيران, وهي لعبة مفضوحة يفهمها رجل الشارع اللبناني, كما أنه اليوم مسئول عن تدمير الدولة اللبنانية وتقويض أركانها بعد خروج السوريين منها, عقب مقتل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري, الذي ما كان ممكنا قتله أو التخطيط له إلا بمعرفة هؤلاء, وتحت آذانهم, إن لم يكونوا هم شركاء في القتل”.
وتابع سرايا: إن رهان نصر الله الجديد خاسر بأكاذيبه التي اختلقها أمس الأول ضد مصر وحول معبر رفح المفتوح أمام احتياجات غزة وسكانها بعد فشل التحريض والهجوم.. إنه يريد من مصر أن تعود وتنكفيء علي نفسها وأن تترك العرب لانقساماتهم لكي تفترسهم إيران”.
من جانبه، واصل محمد علي إبراهيم رئيس تحرير “الجمهورية” هجومه الحاد ضد نصر الله والذي بدأه منذ اسابيع، وقال: “ان نصر الله يصول ويجول بالقضية الفلسطينية ليحقق مآربه وأولها أن تكون له السيطرة المباشرة علي لبنان”.
اضاف: “ان حسن نصرالله وقنواته التليفزيونية وصحفه لا تري في معظم الدول العربية الا خونة ومتآمرين.. الشيخ حسن يحمل بلده مسئولية اختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين المفقودين.. وبالتالي فإن الحكومة اللبنانية مثلها مثل إسرائيل في نظر الشيخ.. وعلي نفس المنوال يردد أن مصر وإسرائيل مشتركتان في مؤامرة علي غزة”.
وتابع ابراهيم: “نصر الله لم يستخدم سلاحه لنصرة القضية الفلسطينية لكنه استخدمه ضد مواطنيه اللبنانيين وقتلهم.. نصر الله يكره الديمقراطية إذا ماتعارضت مع مصالحه. ومن الآن نقول انه سيسعي إلي تغليب القوه والغاء الانتخابات اللبنانية القادمة إذا ماشعر انه سيخسر النسبة التي حصل عليها بالبرلمان اللبناني”.
وختم رئيس تحرير الجمهورية مقاله بالقول: نصر الله يري مصر والعرب خونة متآمرين. وهذا طبيعي لانه صادر عن عميل إيراني.. المهم الآن الا نستمع إلي تخاريف هذا الرجل فقد ثبت انه ليس فقط عميلاً. وإنما فيروس اصاب الجسد العربي بالحمي وعلينا أن نطهر أنفسنا منه”.
أما محمد بركات رئيس تحرير “الأخبار” فقال: “ان نصر الله نسي نفسه وراح يتصور أنه قائد عام للمقاومة العربية والفلسطينية، وزعيم عام للأمتين العربية والإسلامية، فراح يتدخل في الشئون الداخلية لمصر، ويعطي لنفسه الحق في اتخاذ ما يراه مناسبا من قرارات سيادية ومصيرية، تخص القيادة المصرية والمصريين وحدهم، وليس لأحد مهما كان التدخل فيها، ثم فقد ما بقي له من حكمة وراح يحرض الشعب المصري ويتجاسر علي قواتنا المسلحة”.
اضاف: “ارتكب الشيخ حسن خطأ جسيما بتدخله في الشئون المصرية، ومحاولة إملاء آرائه، وأوهامه، وتصوراته الخائبة علي مصر وشعبها، ولم يسعفه ذكاؤه للإدراك ان طبيعة الشعب المصري، وفطرته، ترفض جميع محاولات فرض الرأي، أو التدخل في شئونها، أو إملاء شيء علي قيادتها، أو محاولة الابتزاز، والمزايدة، ولي الذراع بجميع أنواعها وصنوفها”.
وتابع بركات: “اللافت للنظر في أمر الشيخ حسن هو تخليه عن حدود اللياقة، والأدب، عندما تناول مصر في حديثه الأخير، وقوله بأن مصر تكذب عند
ما تقول أنها فتحت معبر رفح، ونحن نقول للشيخ حسن، عيب علي عمامتك يا رجل، ما كنا نتمني لك هذه السقطة.. لأن المعبر مفتوح، وما تدعيه أنت هو عين الكذب والافتراء”.
ما تقول أنها فتحت معبر رفح، ونحن نقول للشيخ حسن، عيب علي عمامتك يا رجل، ما كنا نتمني لك هذه السقطة.. لأن المعبر مفتوح، وما تدعيه أنت هو عين الكذب والافتراء”.
وقال: نحن ندرك أن الشيخ حسن مغلوب علي أمره، حيث إن لديه تعليمات واضحة من طهران، حيث مركز المؤامرة علي مصر، بأن يستمر في التهجم علي مصر دون توقف، علي أمل أن تنشغل مصر وتتعطل عن مواجهة المخطط الإيراني الهادف لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وتمهيد الأجواء لمد نفوذها وهيمنتها علي المنطقة كلها وتعزيز سيطرتها علي القرار الفلسطيني”.
وختم بركات مقاله بالقول: ” من الواضح من ذلك كله أن الشيخ حسن كان ولايزال بلا حول ولا قوة طوال العدوان الإسرائيلي علي غزة، فقد هدد وتوعد إسرائيل بالهول والثبور وعظائم الأمور قبل العدوان، ولكنه لم يستطع أن يحرك ساكنا منذ بداية العدوان وحتي انتهائه، فلم يطلق قذيفة واحدة ضد إسرائيل، ولم يفتح جبهة أخري للتخفيف علي غزة، وذلك بالقطع يرجع في الأساس إلي أن لديه تعليمات واضحة ومحددة من ملالي طهران الذين يأتمر بأمرهم ألا يفعل شيئا، وأن يكتفي بحرب الكلمات ونضال الميكروفونات، وقد فعل الرجل والتزم، حتي لا يسبب حرجا لإيران أو يربك حساباتها، وهي التي تأمره وتحركه”.