حثت إسرائيل تركيا اليوم الأحد على إعادة النظر في علاقاتها مع النشطاء الفلسطينيين وإيران متجاهلة الانتقادات التركية اللاذعة لهجومها الأخير على قطاع غزة. واثارت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي انتهت في 18 يناير كانون الثاني احتجاجات من جانب تركيا بلغت ذروتها بمشادة دارت الأسبوع الماضي بين رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس خلال المنتدى الاقتصادي العالمي.
وحاول مسؤولون إسرائيليون التهوين من شأن الخلاف مع الدولة العلمانية التي تسكنها أغلبية مسلمة والحليف الرئيسي للدولة العبرية.
لكن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قالت اليوم الأحد إنه ينبغي لتركيا اتخاذ موقف صارم تجاه حماس التي فازت بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006 لكن الغرب تجنب التعامل معها لرفضها قبول اتفاقات السلام مع إسرائيل ووقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على الدولة العبرية.
وأضافت ليفني في تصريح لراديو إسرائيل “يجب تذكر أنه بعدما تولت حماس السلطة كانت تركيا أول دولة تدعوها لزيارتها.. لذلك نجد أنفسنا نتمتع بعلاقة مهمة ولكن أيضا في خلاف بشأن كيفية التصرف اقليميا.”
وقالت ليفني وهي أحد المرشحين الرئيسيين لخلافة رئيس الوزراء ايهود اولمرت في الانتخابات الاسرائيلية المقررة الاسبوع القادم “رغم المظاهرات بالشوارع. ورغم الصور الصعبة من غزة فإن حماس هي مشكلة الجميع. وأغلب الدول بالمنطقة بالشرق الأوسط تدرك ذلك أكثر من الأتراك.”
وبخصوص ايران وطموحاتها النووية قالت ليفني إن دولا أخرى بالمنطقة “تدرك أن ايران هي مشكلة الجميع” وإنه ينبغي اتخاذ خطوات لحرمانها من امتلاك وسائل صنع قنبلة ذرية. وتنفي ايران نية امتلاك أسلحة نووية.
وقالت ليفني “تجد تركيا نفسها في هذه الحالة في وضع مختلف عن الجميع بالمنطقة.”
وتصف تركيا نفسها بقوة للتقارب إذ استضافت محادثات سلام غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا العام الماضي.
كما أن الجيش التركي مشتر مهم للأسلحة الإسرائيلية.
ويفترض أن إسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة بالشرق الأوسط. وأجرت إسرائيل تدريبات لقواتها الجوية في شمال تركيا ربما كانت تهدف للتدريب على عمليات استراتيجية في مواجهة عدوتها اللدود إيران.
وعبر بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين عن قلقهم الشديد إزاء توجهات تركيا في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الذي يتزعمه اردوغان.
ودفع تصاعد التوترات بشأن غزة كثيرا من شركات السياحة الإسرائيلية إلى الغاء رحلات إلى منتجعات تركية.
وفي انقرة قال السفير الإسرائيلي جابي ليفي إنه يعمل مع السلطات المحلية لاصلاح العلاقات. وتوقع تحسن العلاقات بعد الانتخابات المحلية المقررة الشهر القادم في تركيا. ويعتقد بعض المحللين أن اللغة التي استخدمها اردوغان بخصوص غزة تهدف لتعزيز شعبية حزب العدالة والتنمية لدى الناخبين المؤيدين للفلسطينيين.
وقال ليفي لراديو اسرائيل “يوجد صدع في علاقاتنا. لا يمكن إخفاء ذلك. لكن هذه العلاقات تمثل أهمية كبيرة للبلدين” واضاف أن “الحكومة التركية تميز بين علاقاتنا الثنائية والانتقادات التي يوجهونها لنا بشأن العملية (في غزة).”