باشرت أجهزة أمنية مصرية، تحقيقات موسعة، بخصوص الاعتداءات الجنسية المتورط فيها أندرو وارن (41 عاما) المدير السابق لمحطة وكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA” في مصر والجزائر مع سيدات مصريات وجزائريات، أثناء عمله بكلا البلدين. وشملت الإجراءات، فحص قوائم بأسماء السيدات المصريات اللاتي ترددن على مقر السفارة الأمريكية بجاردن سيتي، ومقري المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة والإسكندرية، بالإضافة إلى مقار المعونة الأمريكية، حيث تم استدعاء عدد منهن، لاستجوابهن عن ملابسات تواجدهن ومقابلاتهن، حيث تسود مخاوف من أن يكون قد تم تجنيدهن للعمل لصالح المخابرات المركزية الأمريكية عن طريق السيطرة عليهن بشرائط الفيديو التي تظهره يمارس الجنس مع سيدات غير معروفات.
وتركز التحقيقات على عدد من الإعلاميات اللاتي شاركن في برامج تطوير الإعلام الممول من المعونة الأمريكية، بالإضافة إلى الباحثات اللاتي ترددن على مكتبة المركز الثقافي الأمريكي في القاهرة والإسكندرية، كما ستشمل التحريات عددا من السيدات بالجامعة الأمريكية خلال الفترة التي خدم فيها مسئول المخابرات الأمريكية بالقاهرة.
وكانت وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي بالسفارة الأمريكية بالقاهرة طلبا من الأجهزة الأمنية المصرية التعاون معها في القضية، من خلال الاستماع إلى شهادات السيدات المصريات التي وردت صورهن في شرائط الفيديو التي صورها وارن لهن في مقر إقامته بالقاهرة.
وحسب مصادر “المصريون”، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي يخشى أن تكون تلك السيدات قد تم دفعهن، بغرض الإيقاع بـ “وارن”، والسيطرة الأمنية علية لتجنيده للعمل لصالح أجهزة استخباراتية في المنطقة وليس العكس، حيث كان مسئولا عن محطات وكالة الاستخبارات الأمريكية في بعض دول الخليج.
على جانب آخر، كشف خبراء السموم لمكتب التحقيقات الفيدرالي (F B I) أن وارن استخدم عددا من العقاقير المخدرة التي يستخدمها ضباط المخابرات المركزية في السيطرة على عملائهم للحصول منهم على المعلومات دون تعذيب وإجبار، أو لدفعهم للممارسة الجنسية في حالة نصف وعي، ومن هذه العقاقير عقار “زانكس” Xanax، وعقار الفاليوم، بالإضافة لعقارات أخرى، وهو ما فسره خبراء أمنيون بأن الغرض منه كانت السيطرة الأمنية من وارن لتجنيدهن للعمل كجواسيس لصالح الولايات المتحدة وليس العكس.
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية كشفت الأسبوع الماضي النقاب عن تحقيقات تجريها وزارة العدل الأمريكية عن تورط أندرو وارن مدير محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق في القاهرة والجزائر في جرائم اغتصاب مصريات وجزائريات وتصويرهن في أوضاع مشينة، بعد تخديرهن وذلك خلال فترة عمله بكلا البلدين.
وذكرت محطة “abc news” الإخبارية الأمريكية في تقرير أن وارن “الذي اعتنق الإسلام زورا، استدعي للعودة إلى الولايات المتحدة بعدما اتهمته سيدتان جزائريتان باغتصابهما في سبتمبر 2008.
وأضاف التقرير أن الضحية الأولى أخبرت محققين أمريكيين بأنها التقت بوارن في السفارة الأمريكية بالجزائر وانه اصطحبها إلى منزله حيث اغتصبها، وقالت الضحية الثانية إنها تناولت مادة مخدرة بدون علمها في مشروب الكوكا كولا وبعض الخمور ثم تعرضت للاغتصاب في منزل وارن في فبراير2008.
وعثر المحققون الأمريكيون على 12 شريط فيديو يظهر وارن وهو يمارس الجنس مع نساء أخريات وهن فاقدات الوعي، حيث تطابق التاريخ الذي ظهر على الشريط مع الفترة التي عمل فيها في السفارة الأمريكية بالقاهرة، كما اظهر تفتيش الحاسب الشخصي له عن وجود صور لنساء أخريات من مصر ودول عربية أخرى في المنطقة.
وقد عمل وارن في أفغانستان في مجال مكافحة تنظيم “القاعدة” والإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر، ثم انتقل لمصر بعد سنتين للعمل في مصر كمدير لمحطة “CIA“.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأسبوع الماضي إن “الولايات المتحدة تأخذ بجدية كل اتهام عن سوء تصرف يتعلق بموظفيها في الخارج”، موضحا أن “الشخص المعني عاد إلى واشنطن وأن الحكومة تدرس هذه القضية”.
وحصلت “المصريون” على ملخص التحقيقات التي أجراها المحقق الخاص سكوت بانكر من مصلحة حماية الدبلوماسيين في إطار التحقيق الذي شرعت فيه وزارة العدل الأمريكية مع أندرو وارن بناء على أقوال السيدتين الجزائريتين.
وتكشف أوراق التحقيق أن الضحية الأولى، هي جزائرية تملك جنسية ألمانية أيضا، وهي الآن تعيش في ألمانيا، ولكن لديها عائلة في الجزائر تزورها من حين لآخر، أما الضحية الثانية فهي جزائرية الجنسية وتعيش في أسبانيا، ولها عائلة تقيم في الجزائر تزورها من
حين لآخر.
حين لآخر.
وقدمت الضحيتان شكواهما بشكل منفصل، لكن التحقيق لم يشر إلى أنهما كانتا على دراية بشكوى بعضهما البعض، حيث تقدمت الضحية الأولى بشكواها على مستوى السفارة الأمريكية بالجزائر في شهر يونيو الماضي ضد وارن والذي تتهمه باغتصابها في شهر سبتمبر 2007 بمقر إقامته بالأبيار.
وقد سافر المحقق الأمريكي الخاص جارد كامبل إلى ألمانيا، وقابل الضحية الأولى في 25 سبتمبر من العام الماضي، حيث أخبرته بأنها تلقت دعوة من قبل موظفي السفارة الأمريكية خلال شهر أغسطس أو سبتمبر 2007 لحضور حفلة أقيمت بمقر إقامة وارن.
وأضاف التقرير “وبعد أن تعرفت عليه، عرض عليها وارن أن يقوم بتحضير مزيج من الكحول ليقدمه لها. فذهب وارن وأحضر لها كأسا من مزيج الكولا والويسكي، وقد اعترفت بأنها تناولت كمية كبيرة من ذلك المشروب، والذي كان وارن في كل مرة يحضره بعيدا عنها إلى أن بدأت تشعر بمفعول الكحول والرغبة بالتقيؤ، فتوجهت مباشرة إلى الحمام لتتقيأ، وهناك، وجدت امرأة كانت تحاول مساعدتها، بينما كان وارن واقفا ونصحها بالبقاء في منزله تلك الليلة نظرا لوضعها السيئ.
وقالت إنها لا تتذكر ما حدث في تلك الليلة بعد ذلك، وأضافت المرأة التي رمز إليها التقرير بـ”ش1″ (الشاهدة رقم 1) إن جميع المدعوين الذين حضروا الحفلة كانوا قد غادروا المكان ماعدا الشاهدة رقم 1 ووارن.
وأضافت الضحية الأولى، أنها استفاقت في الصباح الموالي ووجدت نفسها مستلقية على سرير عارية تماما وغير قادرة على تذكر كيف تم نزع ملابسها أو حتى ما حدث لها بعد أن تقيأت في الحمام.
وكان باب غرفة النوم مغلقا ولم يكن هناك أي شخص، غير أنها شعرت بآلام في جسمها جعلتها تكتشف أنها تعرضت لاغتصاب من دون أن تستطيع تذكر ذلك.
كما أنها لاحظت واقيا جنسيا ملقى على الأرض. فاتصلت بتلك المرأة بواسطة هاتفها النقال وطلبت منها الحضور، حيث كانت تلك المرأة في الجانب الآخر من المنزل. وفور قدومها إلى الغرفة ارتدت الضحية ملابسها وغادرت المكان برفقة الشاهدة. وتقول الضحية إنها لم ترى وارن منذ تلك الحادثة.
وقام محقق آخر يعمل لصالح سكوت بانكر باستجواب الشاهدة الثانية التي اعترفت بأنها شاهدت وارن وهو يقوم بتصوير الضحية الأولى خلال الحفلة عن طريق جهاز الفيديو. كما تم استجواب شاهد ثاني والذي أفاد بأنه لاحظ بأن الضحية الثانية بالغت في الشرب إلى الثمالة.
أما فيما يخص الضحية الثانية، فقد قامت بتقديم شكواها يوم 15 سبتمبر الماضي إلى السفارة الأمريكية بالجزائر والتي تفيد فيها أن وارن قام باغتصابها تقريبا يوم 17 فبراير 2008. فتم تكليف المحقق “ڤريڤوري” بالسفر إلى أسبانيا لمقابلة الضحية الثانية والتي صرحت بأنها كانت تلتقي بوارن لمرات عدة قبل حادثة اغتصابها.
وأضافت أنها هي وزوجها تعرفا على وارن بالسفارة الأمريكية بالقاهرة وأنها التقته بالجزائر لمرة واحدة فقط بعد أن تم تحويله من مصر إلى هناك، وأنه دعاها إلى مقر إقامته بالأبيار تقريبا يوم 17 فبراير 2008، حيث قاما بجولة في أرجاء المنزل، وقام وارن بالتقاط صورة رقمية لها بواسطة هاتفه النقال بعد ما طلب موافقتها.
وبعدها، توجه إلى المطبخ، حيث حضر مشروبا كحوليا وقدمه لها، حيث تناول الاثنان من نفس المشروب، لكن في المرة الثانية عندما توجه وارن إلى المطبخ لتحضير مشروب آخر تبعته الضحية الثانية، غير أنه وبسرعة شديدة قدم لها صحنا من البسكويت وطلب منها أن تأخذه إلى غرفة الجلوس. و بعد بضع دقائق، أحضر وارن المشروب الكحولي وقدمه إلى الضحية التي شعرت بالغثيان ورغبة في التقيؤ بمجرد تناولها للكمية الثانية من المشروب، ثم بدأت تفقد وعيها.
وتضيف الضحية الثانية “وكل ما تمكنت من تذكره هو أنها كانت في الحمام وكان وارن يحاول نزع بنطالها ونصحها بالاستحمام لكي تشعر بحال أفضل. كما قالت بأنها كانت تجد صعوبة في استيعاب ما كان يحصل لها وبأن وارن تمكن من خلع سروالها المصنوع من الجينز وجزمتها وسترتها”.
وقالت “إنها وجدت نفسها ملقاة في حوض الحمام مرتدية لقميصها قبل أن تعاود ارتداء بنطالها، لكنها شعرت بأنها مشلولة، ثم قام وارن بالاعتداء عليها. وبعد أن استفاقت، وجدت نفسها مستلقاة على سرير وارن، ولكنها لم تتمكن من التذكر كيف عاودت ارتداء ملابسها أو كيف عادت إلى المنزل.
وبعد أيام قلائل من تلك الحادثة، قامت الضحية بإرسال رسالة نصية لوارن عن طريق الهاتف النقال والتي تتهمه فيه بالاعتداء عليها، حيث قام هو الآخر بالرد عليها برسالة نصية أخرى يقول فيها إنه متأسف.
وتقول الضحية الثانية إنها أخطرت زوجها وطبيبها النفساني بما حصل لها، ولكنها لم تعلم أي أحد بالسفارة الأمريكية إلى غاية عودتها إلى الجز
ائر في شهر سبتمبر الماضي.
ائر في شهر سبتمبر الماضي.
ويقول التقرير إن وارن غادر الجزائر متوجها إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع تقرر تنظيمه يوم التاسع من شهر أكتوبر 2008، وفي اليوم التالي، يقول المحقق في تقريره إنه التقى بوارن بمكان عمله شمالي فيرجينيا، حيث أبلغه بالاتهامات الموجهة إليه من قبل الضحيتين.
وقد اعترف وارن بأنه أقام علاقة جنسية معهما بموافقة منهما بمقر إقامته بالجزائر، وبأنه من المحتمل جدا بحوزته صور للضحيتين محملة على حاسوبه الشخصي. وقام وارن بتسليم هاتفه النقال وآلة تصوير رقمية له للمحققين.