معركة مختلفة في أفغانستان، تلمع فيها الأضواء، والكاميرات، ويتابعها الشعب الأفغاني بأكمله. ففي ليلتي الخميس والجمعة من كل أسبوع، يلتقي على شاشة التلفزيون الأفغاني عدد من هواة الغناء في البلاد، مسلحين بالمواهب، والعزم لتحقيق الهدف. فبرنامج “النجم الأفغاني” هو من أكثر البرامج مشاهدة في البلاد.
يقول ناويد سابيرور، أحد المتبارين في البرنامج: “في أفغانستان، هذا نوع جديد من البرامج، يتابعه الناس في مختلف أرجاء البلاد، فحتى عندما تنقطع الكهرباء، يشغل الناس مولداتهم لمتابعة البرنامج.”
والبرنامج هو النسخة الأفغانية من American Idol ، حيث بدأ قبل نحو أربع سنوات بمشاركة ثلاثة آلاف متسابق، ويصوت الجمهور لمتسابقهم المفضل، عن طريق استخدام الهواتف النقالة.
يقول فياض حميد، متسابق في البرنامج: “عندما أزور المدن، وأمشي على الأرصفة، يشير إلي المارة ويقولون: أنت نجم أفغانستان لهذا العام.”
إلا أن الأمر في أفغانستان كان يختلف قبل ثمانية أعوام، فقد منعت حركة طالبان، التي كانت تحكم البلاد، جميع أشكال الموسيقى ومشاهدة التلفزيون، كما أن النساء لم يظهرن في المجتمع أبدا، وأرغمن على لبس الثياب الطويلة الفضفاضة، بحيث لا يظهر منهن أي شيء.
أما الآن، فنجد من بين المتبارين في هذا البرنامج فتاة أطلق عليها اسم “محبوبة الجماهير.”
تقول إلاها سرور: “الفن يسري في عروق الأفغانيين، فخلال سنوات الحروب لم يكن بوسع الناس ممارسة الفن، إلا أن الوضع سيتحسن، فنحن مستعدون للتغيير.”
وكما لقي البرنامج ترحيبا من البعض، لقي أيضا استنكارا من البعض الآخر، إذ عبرت مجموعة من علماء الدين المحافظين عن استنكارها لهذا النوع من البرامج.
ورغم ذلك، يبقى “النجم الأفغاني” البرنامج المفضل في البلاد التي أرهقتها الحروب والمواجهات.