تزاحمت الكلمات وصعقتها الاجابة عندما طلبت منها الموظفة الرحيل وانها غير مخولة للحصول على وثيقة الطفلة بدون الاب. اغروغرت عيناها بالدموع وجرت رجليها خارجا لتركب السيارة باكية بصمت. دخلت الى البيت بخفي حنين ووجدت ابنتها بانتظارها التي ما ان راتها حتى هبت واقفة تسألها عن الوثيقة فأجابت بصوت أجش [انها غير مخولة لطلب الوثيقة وان أباها هو الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يستخرجها. أشاحت بوجهها باتجاه الحائط لتمسح دمعة غادرة همت بالتسلل والسقوط على خدها. لنا الله أجابت الام ومضت الى غرفتها لترتاح من عناء المشوار عناء نفسى خانق لم تسمع عنه منذ زمن. واستسلمت للسرير لتدفن فيه احلامها وتنسج فيها بعض من قصاصات الماضي الكئيب من مولد طفلتها حتى بلوغها الحالي. واغلقت عينيها على غصة أكلت من صدرها ما شاءت لتنعم في نوم ينسيها حسرة الحياة وشقائها . كم نامت والى متى الله اعلم ؟ فقد دخلت ابنتها لتوقظها فما لبت النداء.