محمد أبو علان
بعض القيادات السياسية في حزب “كديما” بدأت تتحدث في جلساتها المغلقة أنه “بات عليهم العمل على تقليل حجم الخسارة لأقل قدر ممكن أمام حزب “الليكود”، هذا الموقف بات يتبلور في أعقاب بعض استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم حزب “الليكود” وبفارق كبير عن حزب “كديما”، وتقدم معسكر المؤيدين “لنتنياهو” لرئاسة الحكومة القادمة أمام المؤيدين ل”تسبي لفني”.
فاستطلاع القناة الثانية الإسرائيلية الذي نشر مساء الأربعاء (ثلاثة عشر يوماً قبل موعد الانتخابات الإسرايلية” بين أن حزب “الليكود” سيحصل على (34) مقعد مقابل (22) لحزب “كديما” مقابل (29) مقعد و(25) معقد لكل حزب على التوالي في الاستطلاعات السابقة، وفي نفس الوقت بات حزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة “افيغدور ليبرمان” الحزب الثالث في إسرائيل ب (16) مقعد بعد محافظته على تقدمه مقابل حزب “العمل” بفارق ثلاثة مقاعد.
والحقيقة الثابتة وفق تحليل نتائج هذا الاستطلاع هي أن نتيجة الانتخابات الإسرائيلية حُسمت مبكراً، وإن الحكومة القادمة ستكون حكومة برئاسة نتنياهو كون معسكر اليمن الداعم ل”نتنياهو” سيكون له ما يقارب أل (70) مقعد في الوقت الذي سيحصل معسكر اليسار على (50) مقعد، وهذا المعسكر ليس موحداً خلف “لفني” بكاملة وخاصة الأحزاب العربية.
مقابل استطلاع القناة الثانية نشرة القناة العاشرة استطلاع خاص بها، والغريب هو التباين بين نتائج هذين الاستطلاعين، فالقناة العاشرة أشارت لوجود فارق لا يتعدى الثلاثة مقاعد بين الحزبان الرئيسيان، (28) مقعد لليكود و(25) لكديما مع تقارب النتائج في استطلاع القانتين فيما يتعلق ببقية الأحزاب وخاصة بين حزبي “العمل” و”إسرائيل بيتنا”.
وهذا التباين يدعوا المراقبين لتطور واقع الخريطة الحزبية في إسرائيل للتأني قبل الاقتناع بالحسم المُبكر لنتائج هذه الانتخابات، كونه هناك العديد من العوامل الأخرى التي ستعكس نفسها على هذه الانتخابات مما يؤدي لقلب النتيجة في اتجاه آخر أو قد تعمل على تعزيز قوة معسكر”نتنياهو” أكثر مما هو عليه الآن وفق بعض الاستطلاعات.
وأول هذه العوامل هو الإعلان الصريح والواضح من قبل “إيلي يشاي” زعيم حركة شاس الدينية دعمه لبنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة مما يعزز فرص نتنياهو كرئيس وزراء قادم، ورغم أهمية هذا الموقف الداعم ل”نتنياهو” هناك تخوف لدى بعض الجهات داخل حزب “الليكود” من انعكاس هذا الإعلان بشكل سلبي على الحزب، وقد يؤدي لخسارة الحزب ما بين (4-5) مقاعد كونه سيؤدي لهروب أصوات الكثير من العلمانيين الداعمين ل”نتنياهو” وحزبه لصالح حزب “كديما”، وهذا التحالف بين “شاس” و”الليكود” يحاول حزب “كديما” استغلاله لصالحة من خلال حملته الانتخابية بشعار “تسيبي” أو “بيبي” محاولاً تحريض الناخبين ضد تيار المتدينين وبالتحديد “شاش” وضد “نتنياهو” لتحالفه معهم.
أما حزب “كديما” فقد تأتيه الخسارة من وراء كون مرشحه لرئاسة الحكومة القادمة امرأة، ومرد هذا الأداء السياسي غير المقنع لأعضاء الكنيست من النساء في “إسرائيل” مما يعكس نفسه على الدعم المتوقع لمرشحة “كديما” لرئاسة الحكومة، هذا وفق حديث عدد من الناشطات النسائيات اللواتي يستعرضن جزء من إخفاقات المرأة في الحياة السياسية الإسرائيلية وفق رؤيتهن.
وأول انتقادات النساء على مثيلاتهن في الكنيست الإسرائيلي هو العمل ضد بعضهن البعض في الحياة السياسية‘ ف ” شيلي حايموفيتش” من حزب العمل وقفت ضد “كوليت أفتيال” وكلاهما من حزب “العمل” ودعمت “رؤفين رفلن” في التنافس لرئاسة الدولة في الانتخابات الأخيرة لرئاسة الدولة والتي خسر فيها الاثنان لصالح “شمعون بيرس” ، في المقابل “ياعيل ديان” و “وليمور لفينات” وقفن ضد قانون الإجهاض في الكنيست والتي دعمته عدد من المنظمات النسوية في “إسرائيل”، كما أن “تسبي لفني” نفسها لم تعمل الكثير لصالح المرأة في إسرائيل مما ح دفع حزب “الليكود” للبدء بمحاربتها داخل القطاع النسوي نفسه عبر البدء ببثه لشريط دعائي قصير يقول ” إن هي لم تصوت لصالحكن، لماذا تصوتن أنتن لها”.
كما كانت الانتخابات الأمريكية حاضرة في هذا السياق من منطلق ليس من الضروري أن تدعم النساء “تسبي لفني” لكونها امرأة فقط، فالمذيعة الأمريكية الشهيرة ” أوفرا ونفيري” وقفت بقوة إلى جانب “أوباما” ودعت لانتخابه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ولم تدعم “هيلاي كلينتون” المرأة التي كانت تنافس للفوز بالرئاسة الأمريكية.
والعامل الأهم الذي يجب أخذه بعين الاعتبار عند قراءة مجمل الاستطلاعات الخاصة بنتائج الانتخابات الإسرائيلية القادمة هو ارتفاع نسبة الأصوات العائمة حتى الآن، فما يقارب أل (30%) من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد وهذه النسبة عالية جداً خاصة إذا علمنا أن عدد أصحاب حق الاقتراع في إسرائيل هو (4,8) مليون ناخب منهم حوالي (81%) من اليهود.