في واحد من أكثر الأسابيع وحشية على سوق العمل في الولايات المتحدة، بلغ عدد الوظائف التي تلاشت من القطاع خلال السبعة أيام الماضية أكثر من 100 ألف وظيفة. وشهد يوم الاثنين معظم تلك الخسائر بإعلان عدد من الشركات الأمريكية الكبرى عن عمليات تسريح شملت 70 ألف وظيفة.
وقال كبير الاقتصاديين في “ستاندرد أند بورز”، ديفيد ويس: “الصورة مازالت قاتمة هنا، مشيراً إلى يناير/كانون الثاني الجاري، كأسوأ أشهر العام على سوق العمل الأمريكي عموماً، حيث درجت معظم الشركات الأمريكية على خفض قواها العاملة في تلك الفترة.
وأعلنت “فايزر”، من أكبر شركات إنتاج العقاقير الطبية، و”كاتربيلر”، مصنعي المعدات الصناعية الثقيلة، عن تسريح 20 ألف موظف، أكبر خفض تجريه شركات أمريكية في عدد قواها العاملة.
وقالت “فايزر” إن الخطوة الرامية لخفض النفقات ستتم على مرحلتين قبيل وبعد الاندماج مع شركة “ويث” في نهاية العام الحالي.
وأورد تقرير حكومي أن 2.6 مليون وظيفة تلاشت من سوق العمل الأمريكي خلال العام الفائت، تضمن 21،137 عملية تسريح جماعية، الأعلى منذ سبع سنوات. ويُعنى بالتسريح الجماعي الاستغناء عن 50 عامل أو أكثر في وقت واحد.
ومن جانبها، عزت “كاتربيلر” القرار إلى “التدهور السريع في الاقتصاد العالمي”، الذي أدى بالشركة للاستغناء عن أكثر من 22 ألف وظيفة.
وكانت “بوينغ” قد كشف الأربعاء عن عمليات تسريح واسعة بين قواها العاملة، قرر على إثرها عملاق صناعة الطائرات الأمريكي، ومقره شيكاغو، تسريح 10 ألف عامل.
وتخيم توقعات متشائمة حول مستقبل سوق العمل الأمريكي، حيث تكهنت السلطات بفقدان أكثر من مليوني وظيفة خلال العام الحالي.
وقال جون لونسكي، كبير الاقتصاديين في “موديي”: “هناك من الأسباب القوية التي تؤدي للاعتقاد بأن حجم الدمار في سوق العمل سيواصل الارتفاع خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار.”
وفي السياق ذاته، حذرت منظمة العمل الدولية من أن الأزمة المالية الراهنة قد تؤدي إلى انعكاسات سلبية وخطيرة على “الأمن الوظيفي العالمي”، حيث يتوقع أن تتسبب في ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى ما يزيد على 230 مليون شخص.
وقالت المنظمة إن تأثير الأزمة المالية على الأمن الوظيفي مرتبط بفعالية جهود الإنعاش، مشيرة إلى أن نتائج استعراضها السنوي للعمالة العالمية، تظهر توقعات بأن يبلغ عدد العاطلين خلال العام 2009 الحالي، حوالي 198 مليون شخص.