أثار الفيلم المغربي الجديد “حجاب الحب”، الذي بدأ عرضه في القاعات السينمائية المغربية الأربعاء 28 كانون الثاني الجاري، جدلا واسعا وسط مطالب بوقف عرضه بحجة أنه يسيء للمرأة المحجبة ويدعو للفسق، وواجه مخرج فيلم “حجاب الحب” عزيز السالمي هجوما قاسيا، ليس فقط لكون فيلمه هو أول فيلم مغربي يتناول قضية الحجاب، ولكن أيضا لتناوله إقامة البطلة المحجبة علاقة انتهت بحملها خارج إطار الزواج.
ورغم أن الفيلم لم يبدأ عرضه جماهيريا على نطاق واسع، إلا أن ما تسرب من العاملين فيه إلى الصحافة ومشاركته في مهرجاني مراكش وطنجة السينمائيين، كان كافيا لإثارة الضجة حوله، وخلف فيلم “حجاب الحب” حالة من الغضب الشديد في أوساط النقاد والمحافظين وأثار ردود فعل قوية، واتهم المخرج بتوظيفه الحجاب بطريقة تسيء إلى الإسلام، بينما دافع آخرون عن الفيلم واعتبروا أنه ينقل الواقع سينمائيا، ويعد إضافة جديدة للسينما المغربية.
وبينما طالب الرافضون للفيلم بوقف عرضه؛ لأنه يصور المرأة المحجبة التي تعاشر الرجل قبل الزواج والمتمردة على التقاليد والأعراف، رأى آخرون أن الفيلم جاء لكشف التناقض في العلاقات الإنسانية، لأن الوقوع في الحب وارتكاب الخطيئة لا يقتصر على المرأة التي لا تلبس الحجاب. واعتبروا أن المخرج حاول كشف الصورة الواقعية لمجتمع مبني على الكثير من التناقضات ورصد واقع وأحلام فتيات محجبات بعضهن يرتدي الحجاب ليس بالضرورة عن قناعة دينية، بل بحثا عن عمل أو عن رجل؛ لأن أغلب الرجال يشترطون زوجة محجبة، وبعض الرجال لا يختار المحجبة عن قناعة دينية بل لأن المحجبة أكثر قابلية للخضوع من غيرها.
هذه الرؤى والمشاهد المعالجة بأسلوب جريء ومباشر أغضبت الكثير من المغاربة، مما اضطر المخرج عزيز السالمي إلى توضيح فكرته، وقال إن فيلمه “يصور واقع خمس نساء لكل واحدة منهن موقفها الخاص من الحجاب، ويتحدث عن الحياة اليومية للنساء والمشاكل التي يعشنها ومعاناتهن بين الحداثة والمحافظة، واحترام القيم الدينية والغرق في الحب”.
وعن المشاهد الساخنة في الفيلم قال المخرج إنه نقل ممارسات اجتماعية موجودة ومتفشية في المجتمع، وأضاف “لم أقصد الإساءة للنساء المتدينات المحجبات، لكنني أردت -من خلال الفيلم- إثارة نقاش حول التناقضات التي يعرفها المجتمع المغربي بين الأصالة والمعاصرة، ولم أقم إلا بإثارة التساؤلات التي يمكن أن تطرح حول موضوع الحجاب، وحول توظيفه من طرف بعض النساء لغاية ما، دون المس بالمحجبات عن قناعة”.
ويتناول الفيلم قصة فتاة تدعى “البتول” تؤدي دورها الممثلة الجزائرية حياة بلحلوفي، تعيش حياة أسرية سعيدة وتتتبع -كطبيبة- مسارا مهنيا واعدا، إلى أن تلتقي بحمزة فتنقلب حياتها رأسا على عقب، حيث تقع البتول في حب حمزة فتجمعهما علاقة حميمة ويعدها حمزة بالزواج، لكن سرعان ما تكتشف أنه يتلاعب بها بعد أن تورطت في حمل خارج مؤسسة الزواج، عندها تقرر البتول الاحتفاظ بالطفل والارتباط برجل آخر،الفيلم بطولة حياة بلحلوفي ويونس ميكري والسعدية لاديب ونورا السقالي وهدى صدقي ونجاة خير الله وعزيز الحطاب ومليكة العمري