اكدت مصادر محلية في قطاع غزة لـ”القدس العربي” الجمعة بأن حركة حماس كثفت من اعتداءاتها مؤخرا على عناصر حركة فتح في قطاع غزة وخاصة الذين تصدوا لها خلال سيطرتها على قطاع غزة منتصف العام الماضي. واوضحت المصادر بأن هناك العديد من عناصر فتح يخضعون لرقابة مشددة بل واعتداءات من قبل اجهزة حركة حماس بحجة انهم يحاولون زعزعة الاوضاع الداخلية في قطاع غزة.
واشتكى عناصر من حركة فتح عقب انتهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة من ملاحقتهم والاعتداء عليهم من قبل حماس التي تتهمهم بأنهم يعملون على تنفيذ تعليمات ترد اليهم من رام الله لتحريض المواطنين ضد الحركة التي تسيطر على القطاع بقوة السلاح منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي.
وعلى ضوء تواصل اعتداءات حركة حماس على المعارضين لها دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجمعة ممارسات الأجهزة الامنية التابعة للحكومة المقالة بقطاع غزة.
وقالت الجبهة في تصريح صحافي صادر عنها “في الوقت الذي يواجه شعبنا الفلسطيني العدوان الاسرائيلي الذي طال البشر والشجر والحجر والآثار الكارثية المترتبة عن هذا العدوان، وفي الوقت الذي تتطلع فيه الجماهير لوحدة الفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني، من أجل مجابهة الاحتلال والتحديات الكبيرة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني تواصل الأجهزة الأمنية لحركة حماس في قطاع غزة القيام بممارسات خارج القانون بالتعدي على المواطنين ومن ضمنها أعضاء في الجبهة الشعبية بالخطف والضرب المبرح وإطلاق النار على القدمين والقتل بدون اتخاذ الحد الأدنى من الإجراءات القانونية”.
وأكدت الجبهة أن سياسة القمع التي تمارسها أجهزة حماس في قطاع غزة لا تخدم حالة الصمود التي جسدها الشعب الفلسطيني أثناء الحرب، كما أنها لا تخدم الجهود التي تبذل من أجل إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، بل تساهم في توتير الأجواء الداخلية.
واكدت مصادر محلية في غزة الجمعة اقدام مسلحين من حماس على اختطاف الكادرين في الجبهة العشبية لتحرير فلسطين عبسي حماد ومصطفى أبو عميرة، من سكان مخيم الشاطئ، بعد ان اعتدت عليهما بالضرب، لتلقي بهما بعد ذلك امام مشفى الشفاء، وذلك الى جانب اختطاف اكرم الزيتونة من حي الدرج ليلة الخميس، وهو من ابناء حركة فتح.
من جهة اخرى اكدت مصادر محلية الجمعة ان مسلحين من حماس اجبروا عددا من عناصر فتح والمحسوبين عليها على عدم مغادرة منازلهم بعد الساعة السادسة مساء.
وذكرت المصادر ان اجهزة حماس الامنية ارسلت تبليغات لعدد من ابناء حركة فتح، لا سيما من عائلة ابو راس، من سكان شارع دير اللاتين، وكذلك عائلة الشهيد باسم قطب، وابناء عمه.
هذا ودانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم” استمرار عمليات القتل والاعتداء على المواطنين، وفرض الإقامات الجبرية على حوالي 150 من عناصر فتح ومناصريها في قطاع غزة.
وطالبت الهيئة في بيان لها، باتخاذ ما يلزم من إجراءات وتدابير لوقف هذه الاعتداءات فوراً، وتوفير الأمن والأمان للمواطن.
وقالت الهيئة: إنها رصدت ووثقت مقتل (20) مواطناً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 27/12/2008، وتعرض أكثر من (116) مواطناً لإطلاق النار على أقدامهم والاعتداء عليهم بالضرب المُبرح من قبل أفراد يرتدون الزي الرسمي أو من قبل ملثمين.
وأضافت: تم فرض الإقامة الجبرية على ما يزيد عن (150) مواطناً من أعضاء حركة فتح ومناصريها، من بينهم القيادي في الحركة أحمد نصر، لافتة إلى أن هذه الأوامر الصادرة عن (حماس) تضمنت تحذيرات بمعاقبة مخالفي هذه الأوامر ‘ميدانيا’، مما ينذر بالمزيد من الانتهاكات لحقوق المواطن في قطاع غزة.
وتابعت: على الرغم من مطالبات الهيئة في بيان سابق لها بتاريخ 25/1/2009، باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف حالات القتل والاعتداء على المواطنين، والتحقيق في كافة حالات القتل والاعتداء، وملاحقة ومحاسبة مرتكبيها، فقد استمرت هذه الاعتداءات.
واستطردت الهيئة: إن ما توفر لديها من معلومات موثقة يستدعي التحذير من تفاقم حالة تجاوز القانون وأخذه باليد في قطاع غزة.
وطالبت بوقف عمليات القتل والاعتداء على المواطنين في عطاع غزة وملاحقة مرتكبيها ومحاسبتهم وفقا للقانون، وبوقف عمليات التحريض وتهيئة الأجواء لوفاق وطني شامل.
ودعت إلى تركيز الجهود الوطنية من قبل المسؤولين، ومؤسسات المجتمع المدني، وفصائل العمل الوطني، والمواطنين كافة، على مواجهة العدوان الإسرائيلي وآثاره، ورصد وتوثيق الجرائم الإسرائيلية وملاحقة مقترفيها، والانخراط في عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة.
وعلى نفس الصعيد تتهم حركة حماس باختطاف أسامة نعيم عطا الله (40 عاماً) من مدينة غزة احد انصار حركة فتح من منزله مؤخرا وتعذيبه حتى الموت.
وقالت مصادر في حركة فتح وشهود عيان إن عناصر مما يُسمى بالأمن الداخلي إختطفوا المدرس عطا الله من منزله في شارع اليرموك بحي الدرج ليلة الثلاثاء وتم إعدامه ليلة الخميس.
وأضافت المصادر أن مجموعة مسلحة من الملثمين عرّفوا أنفسهم بأنهم مما يسمى بالأمن الداخلي اختطفوه من منزله وتعهدوا بألا يصيبه سوء وأن الموضوع هو مجرد تحقيق روتيني.
وقال شهود عيان إن مسلحي حماس ألقوا بالمدرس عطا الله قرب مشفى الشفاء بمدينة غزة وهو منهك يعاني من جراح جراء التعذيب ثم أطلقوا النار عليه وغادروا المنطقة.
وقالت مصادر طبية من مشفى الشفاء إن الفحص الطبي أثبت أن المدرس أسامة عطا الله تعرض للتعذيب الشديد والخنق ويُرجّح أنه قُتل أثناء التعذيب وأن إطلاق النار عليه كان للتستر على التعذيب.
وأكدت مصادر في حركة “فتح” أن المدرس عطا الله هو أحد نشطاء حركة فتح وأنه تلقى عدة تهديدات من قِبل مسلحي حماس قبل اختطافه وذلك على خلفية انتقاده الدائم والعلني لممارسات الحركة في غزة.
يذكر أن المدرس عطا الله أب لخمسة أطفال ورزقه الله قبل حوالي اسبوع بمولودة جديدة.
ومن جهته اكد ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية المقالة في غزة إنه يجري التحقيق في اتهامات فتح وستتم محاسبة أي طرف يثبت أنه مذنب بمجرد معرفة نتائج التحقيق.