بقلم: صالح صلاح شبانة
كان بقامته الممدودة وبعزته المعهودة منذ وقع العدوان الغاشم في قلب الحدث ، بيننا فيما القادة الفلسطينيون يتابعون المجازر من فنادقهم الفخمة والموائد الدسمة وأطفال غزة يتضورون جوعا و ثمن الرغيف أغلى من ثمن لحم صدر باسينيو على ميزان شيلوخ في رائعة وليم شكسبير (تاجر البندقية) ، ظهر رجب طيب اوردغان كما يظهر القمر في الليلة المظلمة المدلهمة مستخدما وزن تركيا التي كانت قبل نحو قرن حاضرة الخلافة الأسلامية الماجدة التي حافظت على وحدة الوطن العربي وعروبة فلسطين حتى ارتقاء الدونمة والإتحاد والترقي هرم السلطة وتم لهم هدم وتقويض الخلافة الإسلامية …ونصب عداء تاريخي بين العرب والأتراك لمجازرهم وحبال مشانقهم …..
ولن يتسنى لنا تقدير رجب طيب اوردغان ، إلا إذا فسرنا ظروفه…..
ففي زمن السلطان محمد الرابع ظهر دجال يهودي أفّاق اسمه ( سبتاي زئيفي) ولد سنة 1626 وهلك سنة 1675 ، أعلن نفسه سنة 1648 أنه المسيح المنتظر ، وصار يدعو لنفسه حتى ضاق بعض اليهود به واشتكوه للسلطان محمد الرابع الذي عقد له محكمة وحاكمه ، غير أنه أبدى رغبة لأعتناق الإسلام ودعا نفسه (محمد عزيز أفندي) ، ودعا أتباعه لأعتناق الإسلام ظاهريا ، والمحافظة على اليهودية باطنيا ، ففعلوا….!!!
واصبح اسمهم (الدونمة) ، والدونمة كلمة تركية مركبة من جزئين:(دو) بمعنى أثنان –فارسية الأصل و(نمة)بمعنى( نوع)ومعنى الكلمة (الفرقة القائمة على نوعين)من الأصول (اليهودي والأسلامي) ، وقد اختارها الأتراك وأطلقوها على هؤلاء اليهود المتظاهرين بالأسلام ، حيث أضمروا اليهودية وأظهرو الأسلام ، وكان لهم دور كبير في تفتيت أوصال الدولة الأسلامية..
ولعل أبرزهم مصطفى كمال أتاتورك الذي فعل أفعال الشياطين ، ولا زلنا نعاني من تخريبه حتى اليوم حيث الغى الخلافة الأسلامية ومنع الآذان باللغة العربية ، وحوّل الكتابة من الحرف العربي إلى اللاتيني وعطلة الأسبوع من الجمعة الى الأحد ، لتغريب الشعب التركي مديار الأسلام الى الغرب ، وحول المساجد الى متاحف وهدم القيم والأخلاق وأنشأ المشكلة الكردية التي لا زالت جرحا ينزف الدم والألم والفرقة ، وهذه الأفعال من اختصاص أبليس المدعو (أبو مرة)
فقدمت له برطانيا تركيا على طبق من ذهب بعد أن انسحبت منها .واكتفت باستعمار فلسطين لأقامة دولة اليهود ، وانتدبت الأردن والعراق ومصر حيث قدمت رعاياها قوافل الشهداء ، وخصوصا في مصر …
وعندما سائل مجلس العموم البريطاني ،ونتسون تشرشل ، رئيس الحكومة آنذاك ، وبرطانيا عدو تقليدي للعروبة والأسلام تجلس مقعية مثل الذئب الشرس الجائع تنتظر أي مناسبة لتنقض بكل حقدها تمزق لحمنا كما حدث مع العراق الغالي قبل سنوات ، فرفع بيده الآثمة القرآن الكريم وخاطبهم قائلا:
لقد نزعنا هذا من تركيا للأبد !!!!! فصفقوا له طويلا مباركين له انجازه ذاك !!!
ولو تصفحنا عداوة العلمانية للأسلام والمسلمين لما وجدنا وقتا بهذه العجالة…..
فن هذه البيئة المسمومة المعادية للأسلام ، ومن مهمة العلمانية لمحاربة القيم الأسلامية وتدميرها ، واخلاصها لذلك اليهودي الدونمي الذي جعلها ومن تبع نهجه من العلمانيين ، والعلمانية لا تتدخل بعقائد الناس ولا بطريقة لباسهم ، بل تضمن لهم الحرية ، إلا في البانيا أنور خوجة ، وتركيا مصطفى كمال خرج ذلك المارد المسلم (رجب طيب أوردغان) الذي تحدى المجتمع الدولي المنحاز إلى جانب كل من يعادي الدين والأسلام أويتعاطف مع أي منكوب بحقارة اليهود وحقدهم الأسود الذي يصلح صباغا لشيباتهم النجسة …!!
وقف هذا المارد التركي الذي يحمل رزايا العلمانية التركية وأحقاد الدونمة التي حاولت اقصاءه وعبدالله غول رئيس الجمهورية بمعركة قانونية صنعها قانون الدونمة ، ولكن المحاولة سقطت لأن الله شاء أن يكون لهذا المارد المسلم دورا تاريخيا لعله يعيد لتركيا دورها الأسلامي ويرد سبحانه غربتها العلمانية التي طالت على يد
يه المباركتين……
يه المباركتين……
وقد رأينا كيف استقبله شعبه من الأتراك بما يليق به لا كما استقبل المصريون عمرو موشيه الذي يستحق استقبالا مثل وداع منتظر الزيدي لجورج دبليو سي بوش الفرخ اليهودي الذي باض وفقس أفاعيه في كل بلاد العرب ، سيما وهو يمثل الأنظمة العربية ولا يمثل الشعوب الرافضة لسياساتهم الإنهزامية الإنبطاحية …..!!!!
لقد ملأ صاحب القامة العالية الشامخة نفوسنا فخرا ، وحماه الله من عسكر الدونمة صنّاع العلمانية وسدنتها الذين لا يزالون مخلصين لعظام مصطفى كمال حفيد (سبتاي زئيفي) ، سيما أن الخلاف مع شيطانهم الأكبر الذي يحمل جائزة نوبل للسلام ويداه تقطران دما
حياك الله ايها الفارس الشهم ، يا حفيد السلطان محمد الفاتح ، يا من رميت حجرا كبيرا في مياه العلمانية الراكدة تململت منها عظام سبتاي زئيفي وأحفاده القتلة أصحاب الكذبات التاريخية المدمرة ….. طلعت في سماء أمتنا شمسا تنشر الضوء والدفء وذكرتنا بالأمجاد الغابرة …