بوتين عائد الى حكم روسيا
الكاتب : مأمون شحادة
دراسات اقليمية
بيت لحم – فلسطين
بوتين ذلك الشخص المولود في لينيغراد والذي درس الحقوق في حياته الجامعية والحاصل على درجةالدكتوراه في فلسفة الاقتصاد وصاحب نظرية “فكر قبل أن تصرح” لقد فاجئنابخبر يدوي في آذان الشعب الروسي أولا والعالم ثانيا ألا وهو قبوله بمنصبرئيس الوزراء بعد أن رفض اقتراحا من المسئولين الروس بعملية ادلجة للدستورالروسي من خلال جعل الرئيس يخوض ولاية انتخابية ثالثة بعد أن أمضى ولايتينمما أدى إلى رفض ذلك من قبل بوتين وفاجئ المسئولين الروس بقبوله منصب رئيسالوزراء مما يعنى أن خطه السياسي لم يعد موجودا على ارض الواقع .
هنالكأسئلة كثيرة تراود كل أذهان المجتمع الروسي وهي لماذا قبل هذا الرجلالعنفوان وصاحب نظرية ” فكر قبل أن تصرح ” بهذا المنصب ألخداماتي المتعلقبالأمور الاجتماعية والبعيد كل البعد عن الأمور السياسية.
لابدمن التفكير بقليل من الحكمة والتروي بعقلية هذا الرجل من الناحيةالسيكولوجية ( النفسية ) والناحية البستمولوجية الفكرية ( علم العلم ) منخلال قبوله برئاسة الوزراء , فالكل كان يعتقد أن هذا الرجل سيبتعد عنالعمل السياسي في حال انتهاء ولايته الثانية فيحفظ بذلك هيبته التي بناهاعبر ولايتين انتخابيتين فكان قبوله بهذا المنصب مثل الصاعقة على أذهانالساسة الروس قبل الشعب .
معقليل من التروي والحكمة بعقلية بوتين مع عدم النسيان انه خريج كلية الحقوقوخبير بالعملية القانونية ويتدبر ويعرف كل حرف كتب في الدستور الروسي .فمن هنا ندرك أن بوتين له مغزى من وراء ذلك . فما مغزى هذه الفكريةالبوتينية
لنقفقليل مع مقتطفات ( تفسير بما معناه) مما يكتب في الدستور الروسي ( لايستطيع الرئيس الروسي أن يرشح نفسه لولاية ثالثة إلا إذا ترشح احد رجالاتحزبه البارزين لمنصب رئيس الاتحاد الروسي وفي حال فوز هذا المرشح يستطيعالرئيس الأول المنتهية ولايته أن يأخذ منصب رئيس الوزراء وبعد ذلك يستطيعان يرشح نفسه لولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة لرئاسة الاتحاد الروسي ) .
وممانستنتجه من خلال الدستور ان بوتين ليس الا شخص يرنو للمستقل للرجوع الىرئاسة البلاد من خلال القانون والدستور ولربما ليس ببعيد عودة بوتين الىالرئاسة
فيجبان لا نغفل ان بوتين والذي أعطى أوامره للجيش الروسي بقمع مختطفي مسرح “البلشوي ” قبل سنوات بواسطة الغازات السامة مسببة كارثة بالشعب الروسي مماادى الى مقتل المئات من الروس داخل المسرح مقابل قتل عشرة من الشيشانالمختطفين وذلك لكي لا تكسر شوكته الحاكمة أمام الرأي العام , فهذا العقلقادر على ان يخلق الألاعيب مع شريكه الجديد مدفيديف.
وان ما يرنو اليه بوتين وميدفيديف سوف تؤدي الى نقل السلطة لبوتين من خلال :
•نقلالرئاسة الى بوتين بعد انقضاء ولاية ميدفيديف وحسب ما اقر به الدستورالروسي فيكون بذلك محافظا على القانون ومغلفا بغلاف الدستورية
وانالاحداث الاقليمية التي حدثت من احداث اوسيتيا في جورجيا هي من صنعفلاديمير بوتين وكذلك القاعدة العسكرية في سوريا ( ميناء طرطوس ) هي منافكار بوتين القديمة ولكنها الان تحاك ومن وراء الستارة وباسم ميدفيديف ,فبذلك يكون الرئيس مدفيديف في الواجهة وكأنه الامر والناهي في روسياخارجيا وداخليا وفي حقيقة الامر ان الامر الداخلي مربوط بعقلية بوتين عبررسائل خارجية يحملها ميدفيديف والدليل على ذلك قبول فلاديمير بوتين رئاسةالوزراء والتي سوف تؤهله الى رئاسة روسيا مستقبلا .
انالاحداث الاقليمية السابقة والقادمة المحيطة بروسيا تنبأ بنهضة روسيةقريبة الوشوك ليعيد المنطقة الى ايام الحرب الباردة ما بين امريكاوالاتحاد السوفيتي ( سابقا ) ولتتجدد من جديد وبصورة جديدة لكن الذييميزها اعداء الماضي , فالمجاهدون الافغان كانوا اعداءا للروس ومدعومون منامريكا ضدد الاتحاد السوفيتي اما الان فان نتاج الجهاد الافغاني وما تمخضعنه من ظهور القاعدة وتوجيه الصراع من صراع ضد الاتحاد السوفيتي الى صراعضد صديق الماضي وهو امريكا غيير مجرى المعادلة العالمية .
انالظاهرة اختلفت عن الماضي ووضعت بين قوسين احلاما وردية لفكر فلاديميربوتين في تقمص الادوار واللعب من خلف الستارة ليكن الموجه الرسمي لشريكهميدفيديف في السياسة الداخلية والخارجة لروسيا مستغلا انقلاب فكرة ( عدوالامس يبعد خطاه وصديق الامس عدو اليوم) في اشارة الى القاعدة وامريكا .
انالسنوات الخمس القادمة تحمل في جيوبها الشئ الكثير في تغيير اوجه السياسةالعالميه احادية القطب وان فكرة نهاية التاريخ وصدام الحضارات والرضوخلفكرة احادية القطب في طريقها الى الزوال , فالمارد الروسي بدأ يعود بقوةاقتصادية مختبأة تحت الرماد كالجمر المشتعل .
انفلاديمير بوتين عائد ولكن عودته ليست كاستلامه للسلطة اول مرة وانما عودةالى عهد مزدهر باثبات العالمية الروسية والغاء الاحادية الامريكية فياتخاذ القرار .