أصدر الفاتيكان الجمعة بيانا اعتبر فيه أن من ينكر محرقة اليهود (الهولوكوست) ينكر الله. وذكرت وكالة ‘آكي’ الإيطالية أن مدير المكتب الإعلامي الأب فيديركو لومباردي أصدر بيانا جاء فيه أن ‘من ينكر حقيقة الهولوكوست لا يفقه شيئا في سرّ الله ولا يعلم عن صلب المسيح، والأكثر فداحة من هذا هو أن يأتي النكران من قبل قسيس أو مطران أو كاهن مسيحي، سواء كان كاثوليكيا أم لا’.
وقال لومباردي في البيان الذي بثته إذاعة الفاتيكان ‘هذه الأحداث المفزعة (الهولوكوست) التي تدل على قدرة الشرّ الهائلة، تمثل تحدياً للإيمان بوجود الله ذاته، وهو التحدي الأكثر وضوحا الذي يواجهه ضمير الإنسان المعاصر وان لم يكن الأوحد’. واستذكر كلام البابا بنديكتوس السـادس عشــر عن المحرقة بأن ‘الهولوكوست يدعو البشرية إلى التأمل في مدى قوة الشر عندما يستحوذ على قلب الإنسان’.
وختم البيان أنه أمام هذا ‘السرّ المزدوج المتمثل بقدرة الشر الرهيبة وغياب الله الظاهري، يكون الجواب الأخير والوحيد للإيمان المسيحي هي آلام المسيح، فهذه هي القضايا الأعمق والأكثر تحديداً بالنسبة للإنسان وللمؤمن حيال العالم والتاريخ (…) ولا يمكننا وليس علينا تجنبها أو نكرانها وإلا كان إيماننا مزيفا وفارغا’.
وكان البابا أصدر عفوا عن الأسقف البريطاني ريتشارد ويليامسون، الذي شكك باستخدام الجيش الألماني النازي خلال الحرب العالمية الثانية غرف الغاز لإعدام اليهود، ما دفع الحاخامية الكبرى لإسرائيل إلى قطع العلاقات رسمياً مع الفاتيكان.
ولم تعلن الحاخامية رسميا عودة هذه العلاقات إلا بعد إعلان البابا عن دعمه الكامل ‘للأخوة اليهود’ وتشديده على أنه لا يجوز إنكار المحرقة.