نورالدين علوش
مقدمة .: لم يفاجئنا السيد اردوغان بانسحابه من منتدى دافوس , ردا على تدخل الرئيس الصهيوني بيريس ؛ على اساس عدة اعتبارات :- الموقف التركي الرسمي والشعبي المؤيد للقضية الفلسطينية
– التنديد التركي بجرائم الحرب الصهيونية على غزة
– التحركات الدبلوماسية النشطة للمسؤولين الاتراك
– عدم استقبال وزيرة خارجية الكيا ن الصهيوني تسيبي ليفني
ما يمكن استنتاجه من الموقف التركي البطل 3 حقائق :
– الحقيقة الاولى :رجوع تركيا الى العمق الاسلامي بعد مراهنة طويلة على الدخول الى الاتحاد الاوروبي .
بعدما كانت تركيا تقف الى جانب اسرائيل والغرب ضد مصالح العالم الاسلامي , اصبحت اليوم تقف الى جانب الدول العربية والاسلامية؛ على سبيل المثال لم تسمح للطيران الامريكي باستخدام الجو التركي ايام غزو العراق ووقفت الى الجانب الايراني في ملفه النووي وتحركت لصالح القضية الفلسطينية بعد الغزو الصهيوني على غزة..
فهذا التحول في السياسة الخرجية لم يات بغتة بل كانت هناك تراكمات منذ رئيس الوزراء التركي البروفسور نجم الدين اربكان الذي اسس المجموعة الثمانية الاسلامية واعاد الصلة بين تركيا والعالم الاسلامي الذي يجمعه معه التاريخ المشترك والدين والثقافة والجغرافيا…
الحقيقة الثانية :
سقوط العلمانية التركية وانتصار الاسلام : بالرغم من كل الجهود التي بذلت منذ الرئيس اتاتورك لتغريب تركيا وابعادها عن الاسلام والعالم الاسلامي , استطاع الاسلام في الاخير ان ينتصر على العلمانية المفروضة بقوة الجيش.
لم يتحرك الموقف الرسمي فقط بل تحرك الموقف الشعبي هو ايضا , لقد تحرك الشعور الاسلامي اخيرا بعد سبات دام طويلا وتحرك التاريخ ؛اذن المجهودات الاسلامية لم تذهب سدى فالعلماء الاتراك وجمعيات النورسيين والاحزاب الاسلامية بدءا من حزب السلامة الوطني مرورا بحزب الرفاه وانتهاءا بحزب العدالة والتنمية ساهما بقسط كبير في الحفاظ على الهوية الاسلامية للشعب التركي بالراغم من كل محاولات التغريب والعلمنة.
الحقيقة الثالثة:
سقوط النظام الرسمي العربي : في الوقت الذي تضمد الجراح في غزة نجد رئيس جامعة الدول العربية جنا ا لى جنب مع الرئيس الصهيوني بيريس , يا لها من كارثة رئيس الوزراء التركي اردوغان ينتفض ضد الرئيس الصهيوني وينسحب من المنتدى الاقتصادي وعمر موسى نجده جالسا يستمع الى تدخل الرئيس الصهيوني بكل وقار واحترام .
لكن ليست هذه المرة الاولى التي يفضح فيها النظام الرسمي العربي بل كانت هنام سوابق اخرها مؤتمر الاديان الذي نظمته السعودية والذي تصافح فيه مفتي مصر مع الرئيس الصهيوني .
نتساءل لماذا تحركت قيادات سياسية مثل شافيز واردوغان وايفا موراليس واحمدي نجاد وبالمقابل نجد الحكام العرب يلتزمون الصمت المطبق؟
اين تجاوب الحكام العرب مع شعوبهم الرافضة للغزو الصهيوني لغزة ؟
لماذا رفض الرئيس المصري فتح المعابر لاستقبال الجرحى ؟ اليس النظام العربي الرسمي متواطئا مع الاحتلال الصهيوني؟
لم يبق للنظام الرسمي العربي شيء يحتج به في السابق قتلوا الشعوب باسم فلسطين , اما اليوم فماذا عساهم ان يقولول لنا حتى فلسطين تخلوا عنها ؟ الكرة الان في مرمى الشعوب العربية بعد عجز الانظمة العربية فيا شعوب العرب اليوم يومك فماذا تنتظرين ؟