في حواره مع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية السبت وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنها “سجن مفتوح”، كما كشف أن تركيا كانت على وشك تحقيق تقدم كبير ومفاجئ في وساطتها بين إسرائيل وسوريا قبيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ففي سؤال وجهته الصحيفة لأردوغان عن أسباب “علاقته الوثيقة” مع حركة حماس التي وصفتها الصحيفة بأنها “ذراع لإيران” قال أردوغان: “أولا حماس ليست ذراعا لإيران، فحماس دخلت الانتخابات كحزب سياسي، ولو كان العالم أعطاهم الفرصة ليكونوا لاعبا سياسيا، فربما ما كانوا ليصبحوا في موقف مثل هذا بعد الانتخابات التي فازوا فيها”.
وأضاف أردوغان: “(ولكن) نحن ندافع عن الديمقراطية ونحاول قدر جهدنا إبقاء الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن على الجانب الآخر لا نحترم نتيجة… صندوق الاقتراع”.
وقال رئيس الوزراء التركي: “فلسطين اليوم سجن مفتوح”، مضيفا أن حماس “لم تستطع تغيير الوضع رغم جهودها”.
وتابع أردوغان قائلا: “تخيل أنك تسجن رئيس البرلمان في بلد وبعض الوزراء في حكومتها وأعضاء في البرلمان، ثم تتوقع منهم أن يجلسوا مطيعين؟”
وقال أردوغان إن تركيا وإسرائيل كانتا على وشك تحقيق تقدم مفاجئ وكبير في المفاوضات بين إسرائيل وسوريا قبل أيام من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة أواخر ديسمبر 2008.
وأشار أردوغان إلى أن الإسرائيليين كانوا “محبطين بسبب عدم استطاعتهم الحديث مباشرة إلى السوريين”، وأضاف أنه كان في انتظار رد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على المحادثات التي جرت بينهما بعد استشارة الحكومة الإسرائيلية.
وتابع أردوغان: “وفيما كنت أنتظر رده… بدأت القنابل تسقط على غزة في 27 ديسمبر”.
وأشار رئيس الوزراء التركي أن الإسرائيليين لم يكن لديهم خسائر منذ التهدئة في يونيو 2008 في حين كان هناك في غزة حوالي 1300 قتيل و6000 جريح، إضافة إلى تدمير البنية التحتية والمباني.
وقال أردوغان: “إن غزة عبارة عن حطام كامل، وهي مغلقة تماما، وتحت حصار شامل”.
ويأتي هذا الحوار في أعقاب انسحاب رئيس الوزراء التركي من حوار في منتدى دافوس بسبب عدم منحه الفرصة للرد على الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي حاول تبرير العدوان على غزة، وهو الحوار الذي كان يديره الصحفي ديفيد إجناتيوس بالواشنطن بوست.