اتهمت مصر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بـ”العمالة للنظام الإيراني” وبأنه “يأتمر بأوامر طهران”. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر مصري مسئول أن “التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الخميس 29 يناير وتضمنت انتقادات وتجاوزات في حق مصر تثبت مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك عمالته الواضحة للنظام الإيراني وائتماره بأوامر طهران”.
وتأتي التصريحات المصرية ردا على الهجوم الذي شنه نصرالله على مصر واتهمها بالـ”المشاركة” في الحصار على قطاع غزة.
وأوضح المصدر أن تطاول نصر الله على مصر لا يمكن فهمه إلا من خلال الإطار الأكبر الذي يأتي في سياقه والذي تكشفت أبعاده على مدى الفترة السابقة ومن خلال مطالبات بعض الفصائل الفلسطينية لمصر بإسقاط معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل والدخول في مواجهة عسكرية مجددا بعد عقود من السلام.
وأشار إلى أن المخطط الذي رمى إليه البعض، تلميحا وتصريحا، بشأن فتح معبر رفح للأفراد والسلاح ودعم ما يطلق عليه خيار المقاومة، كان أمرا مكشوفا لدى مصر من البداية ولم يكن من الوارد للحظة أن تنساق مصر وراء حفنة من المغامرين “السذج”، الذين يتاجرون بدماء المدنيين الأبرياء لمصلحة أطراف إقليمية محددة تعبث بمصائرهم وتستخدمهم وقودا في مواجهتها مع قوى كبرى ولمصلحة قضايا بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية الأساسية.
وحول ما ردده نصر الله بشأن الدور “القهري” للوساطة المصرية بين إسرائيل والفلسطينيين، قال المصدر انه يكشف مرارة دفينة لدى كل الموتورين، الذين لم تفلح تجاوزاتهم في حق مصر على مدار العدوان الإسرائيلي على غزة في تحقيق أمانيهم البائسة، باستبدال الدور المصري المحوري في القضية الفلسطينية، الذي يمليه التاريخ وتعززه الجغرافيا.
إرباك الحسابات الإيرانية
واعتبر البيان أن الأمين العام لحزب الله لم يستطع القيام بأي دور لدعم غزة لان حلفاءه الإقليميين لم يسمحوا له حتى لا يربك حساباتهم، حيث أكد المصدر ان “نصر الله ما زال يسعى من مخبئه ومن خلال الحنجرة العالية النبرة لتقديم ما يعتقد انه دعم للفلسطينيين وحيث تقرر له إلا يقوم بأي دور في تلك المأساة إلا في هذا الإطار ودون أن يتجاوزه بسعره حتى لا يربك حسابات الأطراف التي تحركه”.
وأوضح المسئول المصري أن الصراع الذي أشار إليه نصر الله بين تيارين في المنطقة هو حقيقي ولكن بين تيارين أحدهما أدمن ثقافة اللهو بالدماء وبحياة الأبرياء على غير هدى، تأسيسا على حسابات مملاة من الخارج، بينما يهدف الآخر إلى البناء والسلام والاستقرار وحقن الدماء دونما تفريط في الحقوق، كما يدعى أشاوس المقاومة.
وأكد أن مصر سوف تظل على سياستها ولن تلتفت للحظة لتجاوزات هؤلاء وستبقى على عهدها دعما لإخوانها الفلسطينيين وسندا لقضيتهم العادلة وحفظا لحياتهم وحقهم في غد أفضل.