أخضر .. أصفر .. أخضر
بقلم : زياد ابوشاويش
لم تتأخر السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الجديدة أو تؤجل إظهار موقف بلادها تجاه إسرائيل وعدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، ولم يزعجها على ما يبدو منظر أطفال غزة ونساءها وهم يتعرضون لقصف الطائرات الاسرائيلية فتتقطع أجسادهم وتحترق جلودهم، فقد أعادت في أول ظهور لها أمام الصحافة سيرة سلفتها رايس بمنح إسرائيل مزيد من الدعم وأشعلت أمام عربة قتلها الوحشي ضوءاً أخضر استمر على امتداد حكم بوش الصغير حتى اليوم.
لعل السيدة كلينتون أرادت بذلك تنبيه أصدقاء أمريكا وحلفائها في المنطقة بأن لا تغيير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل وأن عليهم أن يبنوا حساباتهم على هذا الأساس، وأن من اعتقد أن لون البشرة والحديث عن حقوق الانسان ربما يعكس نفسه في التعامل مع أزمة الشرق الوسط عدلاً أو حتى حياداً تجاه الكيان الصهيوني فقد ساء اعتقاده ولم يفهم حتى الآن طبيعة العلاقة بين الدولة العبرية وأمريكا سواء كان الأمر في ظل الجمهوريين المحافظين أو الديمقراطيين الليبراليين.
إن الضوء الأصفر الذي تخيله بعض العرب أمام اسرائيل من جانب إدارة أوباما سرعان ما تحول إلى الأخضر بمنح الترخيص المطلوب للدولة المارقة الوحيدة ليس في منطقتنا بل وفي كل العالم، ولم يخجل وزيرة الخارجية الأمريكية ملايين الناس التي خرجت للشوارع لإدانة العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، ولن يخجلها كل الحديث العربي عن السلام ولا كل الترحيب الذي أبداه العديد من الزعماء في المنطقة بمقدم الادارة الجديدة وفقط على هؤلاء أخذ تصريحات كلينتون بمنح اسرائيل ترخيصاً بالقتل على محمل الجد.