بين تموز…………. وكانون…………….
إخوتي الأعزاء تعالوا نعطي للعقل قليلا من حقه علينا ونكون في لحظة صدق حقيقية مع الذات , أحبائي إن النصر الذي تحقق في تموز لا يجوز لنا مقارنته ولا بأي حال من الأحوال بما حدث في غزة .
ولا يجوز أن نأخذ الناس بدغدغة العواطف ونبدأ بتهنئة أنفسنا بالنصر بهذا المنظر الذي لم نشاهده أثناء حرب تموز , والجرح ما زال إلى اليوم ينزف والشهداء حتى اللحظة تحت الأنقاض , والبيوت المهدمة لم يقترب من أنقاضها أي مسوؤل بل إن مباراة تدور بينهم اليوم من يكون مسوؤلا عن الناس في الاعمار وكل منهم يدعي انه الأنظف .
بين تموز وكانون …..عجب الزمان ….. والمكان….. ويجب أن تثقوا في كلامي أنا أسكن غزة ولا أسكن جزر القمر ….أنا من اكتوى بنار الحرب …ولم اغني على جثث وجماجم الفقراء الذين تمترسنا خلفهم .
في غزة الذي حدث لا يجوز أن نسميه نصرا أو حتى فوزا في جولة من المعركة ….الذي حدث في غزة كان كابوسا مر عبر المساكين وبقي الحاكم العزيز في قصره وبقي الخدم والحشم والحاشية ….صحيح انه ضاعت المقرات …وخسرنا المباني ,لكن لا ضير نستلف من كل عيادة ومشفى بضع الغرف وتسير الدولة العزيزة ويمشي الحال….
أنا هنا أوجه رسالتي لكل محبي غزة …لكل أنصار غزة…لكل من صرخ من اجل غزة …غزة يا أحبتي لم تنتصر … ولم تنكسر ….غزة تنزف وتئن تحت نيران الفرقة والظلم….غزة تحتضر تحت صيغ الحل ومبادرات التسوية …وليعلم كل لعالم أن ثمن الكرسي في غزة يساوي شعبا أو أكثر …وثمن الوزارة يساوي حيا أو حارة…..
يا الهي لماذا هنأنا القادة الكبار أهل الثقة ؟؟؟ لماذا هاتف السيد حسن ونجاد قادة الفصائل مهنئين بالنصر؟؟؟؟ والله العظيم لو سألنا السيد حسن الإنسان العظيم عن نصر غزة صراحة لما أجاب بنعم!!!
ألان وبعد أن حققنا النصر المؤزر الذي لم تستطيع المقاومة في لبنان تحقيقه غزة العروس الجديدة تتحضر للذبح ومن الوريد إلى الوريد….نعم لغة القادة وكأنهم سحقوا الكيان الصهيوني وألان نحن على أبواب عسقلان …
يا سيد حسن غزة تستعد لتكون قربان العصر ….وتتقدم مرفوعة الرأس إلى المذبح….غزة التي لم تنتصر في كانون ولم تهزم ستذبح في ……الله اعلم..لأنكم صورتم الموت في غزة بالنصر….وصورتم الحفاظ على الكراسي صمود …
يا سيد حسن أنت الوحيد بعد الله الأمل …..أنت الوحيد المستقبل….كنا نود أن نكون معك ومثلك حتى ولو بالكذب على الفقراء…كنا نود أن نحقق نصرا أي نصر كي نثبت أن أبناء معاوية ويزيد قادرون على المواجهة كما أبناء علي والحسين…
لكن الخيبة التي علت وجوهنا غطيناها بتهنئتكم انتم أهل النصر العظيم في تموز …وهنا اذكر أننا عملنا يوما احتفاليا بمناسبة النصر في تموز وكان ضيفا لنا (وليد المدلل) دكتور العلوم السياسية ولم يصف حربكم وجهادكم انه نصرا أو حتى لم يقترب من النصر ..وهو من قيادة حماس فماذا سيقول اليوم والسيد قد هنأهم بالنصر…
بين تموز وكانون ..دين مختلف ..ورجال مختلفون…وتربية مختلفة….وقيادة لا تبتغي إلا وجهه الكريم…في تموز لم نبحث عن المقاعد ولا عن المليارات..وبحث السيد أول ما وقفت الحرب عن الناس عن الذين دفعوا الفاتورة ولم يلغي تسجيل هذا وذاك لأنه مسيحي أو حتى سني …
لكن في غزة فالسني يلغي أخاه لأنه تابع لرام الله …البيت المهدوم التابع لفتحاوي يتم تجاهله من قبل لجان حماس العاملة في الإحصاء والبيت الذي لم يهدم كله لحمساوي يسجل له بيت كامل
بي
ن غزة وبنت جبيل كما بين الحسين وابن الزبير وكلاهما قتل ولكن منهم من أسس لأمة ومنهج ومنهم من بني مجد وذكرى لنفسه…
لا تضحكوا علينا …غزة لم تنتصر …غزة تستعد كي تدفن للأبد ..