بقلم د. رفعت سيد أحمد
عجيب أمر نظامنا الحاكم فى مصر، ففى الوقت الذى يبادر فيه العدو الصهيونى بإيقاف عدوانه الإجرامى على غزة، لا يزال يسجن هوالمئات من النشطاء والمتظاهرين، والذين ينتمى أغلبهم إلى الإخوان المسلمين، ورغم أى خلاف سياسى مع الإخوان، إلا أن الصمت على استمرار جريمة اعتقال هؤلاء الشرفاء بسبب مساندتهم لأهل غزة ، يعد فى تقديرنا خيانة وطنية لا يجوز، ولا ينبغى أن تصمت تجاهها قوانا الوطنية وأحزابنا ومنظمات المجتمع المدنى على اختلافها، إن إصرار نظامنا الحاكم الذى يرطن أركانه وأعلامه صباح مساء بالديمقراطية وحقوق الإنسان، على أن يكون فى تعامله مع سجناء الإخوان المسلمين أكثر إسرائيلية من إسرائيل ذاتها، لهو إحدى العجائب الجديدة (لأن كلمة فضائح لم تعد تجدى معه) التى تضاف إلى سجله غير المشرف وغير الكريم فى التعامل مع المعارضين السياسيين الذين لا يستخدمون سلاحا فى التعبير عن مواقفهم الوطنية؛ والذين كان ولا يزال من بينهم الصديقان د. جمال عبد السلام والمهندس على عبد الفتاح ، ولكى نسجل للتاريخ أبعاد ودلالات هذه الجريمة التى لا تزال ترتكب دعونا نؤكد على ما يلى:
أولا: لقد كان ذنب كل من الدكتور / جمال عبد السلام والمهندس على عبد الفتاح هما والمئات من شباب وشيوخ الإخوان المعتقلين أنهم تجرءوا وأعلنوا بالكلمة والفعل الخيرى والإنسانى وقوفهما إلى جانب أهل غزة، سواء فى محنة الحصار (د. جمال) أو محنة العدوان الأخير (م. على عبد الفتاح) ولأن نظامنا هش ورخو، ولا يستند إلى ثقة بالنفس أو إلى قاعدة شعبية حقيقية تؤازره، وتدافع عنه وعن سياساته الداخلية أو الخارجية، فلقد ارتعب من مجرد قيام بعض الأفراد بدورهم الشرعى والوطنى فى الدفاع والمساندة لشعب فلسطين وتحديدا لأهل غزة وهم قاموا بدورهم هذا فى الوقت الذى كان نظامهم السياسى يحاصرالقوى الحية فى الشعب المصرى ويساهم فى ذبحها متواطئا فى هذا مع واشنطن وتل أبيب والرياض، إن قيام الاخوان وفى مقدمتهم على عبدالفتاح وجمال عبدالسلام بدورهم الداعم لحماس والمقاومة الفلسطينية كان ينبغى أن يكون سببا لأن يقدروا ويحيو وليس أن يسجنوا ويضطهدوا ويشوه دورهم كما جرى مع المئات من الإخوان المسلمين الذين يعذبوا الآن فى سجون مصر خدمة لإسرائيل وليس دفاعا عن أمننا القومى.
ثانيا: لقد عرفت كل من د. جمال عبد السلام والمهندس على عبد الفتاح عن قرب وأشهد أنهما كان مثالين وقدوتين للعمل الوطنى الشريف، الذى لا يسجن نفسه فى إطار أيديولوجى أو تنظيمى ضيق، لقد كانا فى عملهما يؤلفون القلوب، والعقول ويجمعون القوى الوطنية خلف قضية واحدة اسمها قضية فلسطين، لقد كان المهندس على عبد الفتاح وهو القيادى الإخوانى البارز فى الإسكندرية، والمنسق العام للجنة دعم الانتفاضة فى نشاطه السياسى وندواته ومؤتمراته الموسعة لدعم أهل غزة، ولبنان والعراق، لم يكن أبدا ينطلق من منظور أو مصلحة إخوانية، ولكن كان هدفه ورسالته لصالح الأمة، وقضاياها العادلة وفى مقدمتها قضية فلسطين، لقد سجن على عبد الفتاح14 مرة طيلة الربع قرن الماضى، كانت هذه المرات فى مجملها بسبب موافقة النبيلة فى الدفاع عن المقاومة، وفلسطين، وقضايا الأمة العادلة، لقد حاول المنافقون من الإعلام الرسمى ومن أهل الحكم أن يصوروا جهاد على عبد الفتاح ورفاقه من شباب الإخوان باعتباره فعلا خارجا عن الشرعية لجماعة محظورة، رغم أنهم لو دققوا النظر جيدا لاكتشفوا أنهم هم المحظورون، هم الفاقدون للشرعية وليس من رهن نفسه وحياته دفاعا عن شعب فلسطين وقضايا المقاومة وان من يتآمر ويتواطأ مع الصهاينة هو الذى يستحق أن يتهم بل أن يسجن وليس الشرفاء أمثال د. جمال عبد السلام وعلى عبد الفتاح، أقول هذا وأنا لست من الإخوان، بل ولا أتفق معهم فى بعض رؤاهم ومواقفهم السياسية ولكنه العدل الذى أمرنا به المولى سبحانه وتعالى عندما نحكم على الناس ومواقفهم تجاه دينهم وأمتهم.
ثالثا: ندعو إلى أوسع حملة للإفراج الفورى عن على عبد الفتاح وجمال عبدالسلام وكل الأسرى، ولن نقول المعتقلين من الاخوان ، إن هؤلاء أشبه فى حالهم وفى حجم ونوع الظلم الواقع عليهم، حال الأسرى، والمختطفين والمظلومين فى فلسطين ، فالنظام الذى يحبسهم والإدارة التى تجدد حبسهم تحت دعاوى قانونية زائفة، لا صلة لها بالقضاء العادل النزيه، هم جميعا شركاء فى عملية الأسر أو الخطف غير الإنسانى وغير الأخلاقى وغير القانونى تلك، إن المطلوب من منظمات المجتمع المدنى وبخاصة هيئات حقوق الإنسان أن تبدأ حملة واسعة للإفراج عن جمال عبد السلام وعلى عبد الفتاح والمئات من الإخوان الأسرى فى سجون النظام المصرى، ومن العار أن تصمت كل هذه الهيئات أو الأحزاب والجماعات الإسلامية واليسارية على ما جرى ولا يزال يجرى لهؤلاء الشرفاء، لمجرد أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان، إن الخلاف فى الرؤية أو الموقف السياسى لا ينبغى أن يحول دون انتفاضة حقيقية توقف هذه العقلية الإسرائيلية فى نظامنا المصرى التى تصر على سجن كل من دافع أو ساند أو دعم المقاومة فى فلسطين، إن عدم الإفراج الفورى عن هؤلا
ء الأسرى هو فى تقديرنا يصب فى غير صالح النظام المصرى الذى يريد أن يلعب دور المساند لأهل فلسطين بعد زلزال غزة؛ إن فاقد الشئ لا يعطيه، فغياب التضامن والتوحد الداخلى مع القوى الوطنية الشريفة وفى مقدمتها الاخوان المسلمين، والذى يستلزم الإفراج عن سجناء الرأى وأسرى مساندى الانتفاضة؛ يفقد النظام أبسط أوراق مصداقيته فى أية مصالحة حقيقية بين الفصائل والقوى الفلسطينية وفى أى دور مساند لشعب فلسطين، فليفرج أولا عن أسرى الإخوان، وفى مقدمتهم د. جمال عبد السلام والمهندس على عبد الفتاح، وساعتها قد نتحدث عن نزاهته وشرفه، ودوره، فى الدعم الحقيقى للفلسطينيين وليس المتاجرة بآلامهم وقضيتهم.ولاحول ولاقوة الا بالله
ء الأسرى هو فى تقديرنا يصب فى غير صالح النظام المصرى الذى يريد أن يلعب دور المساند لأهل فلسطين بعد زلزال غزة؛ إن فاقد الشئ لا يعطيه، فغياب التضامن والتوحد الداخلى مع القوى الوطنية الشريفة وفى مقدمتها الاخوان المسلمين، والذى يستلزم الإفراج عن سجناء الرأى وأسرى مساندى الانتفاضة؛ يفقد النظام أبسط أوراق مصداقيته فى أية مصالحة حقيقية بين الفصائل والقوى الفلسطينية وفى أى دور مساند لشعب فلسطين، فليفرج أولا عن أسرى الإخوان، وفى مقدمتهم د. جمال عبد السلام والمهندس على عبد الفتاح، وساعتها قد نتحدث عن نزاهته وشرفه، ودوره، فى الدعم الحقيقى للفلسطينيين وليس المتاجرة بآلامهم وقضيتهم.ولاحول ولاقوة الا بالله