هل نحن بحاجة إلى منظمة التحرير ؟؟
منظمة التحرير التي لا تعمل بأي وسيلة من وسائل التحرير ، منظمة التحرير بمؤسساتها التي كانت بؤرة للفساد والمفسدين ، منظمة التحرير الفلسطينية التي انتهى وجودها في الحركة الوطنية الفلسطينية منذ عام 1974 ، منظمة التحرير التي اهمل ميثاقها وألغيت بنود منها على قاعدة تشريع ما حدث من أوسلو وتيار أوسلو وسلطة أوسلو .
منظمة التحرير التي اعترفت بها أكثر من 100 دولة في العالم ، ولكن لماذا هذا الاعتراف ؟؟ ولماذا حدث ؟؟ ، على قاعدة الاعتراف بوجود العدو الصهيوني على الارض الفلسطينية ككيانية لها الأمن والاستقرار مقابل مزيد من سفك الدماء ومحاولة اجهاظ أي قوى تتحدث عن المقاومة وحق الشعب الفلسطيني في العودة ، وللإنصاف كان هناك بعض القوى والأنظمة العربية التي اعترفت بمنظمة التحرير على قاعدة العمل النضالي والتحرري ، لم تأخذ قيادة منظمة التحرير بمقولة أبو عمار لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي ، في حين أن العدو الصهيوني قد أسقط غصن الزيتون منذ زمن وإلى الآن ، فتتحدث لفني على انها استخدمت ورقة السلام والمفاوضات لكي تواجه ما يسمى بالإرهاب ومقابل ذلك كانت قيادة منظمة التحرير تسير في ركب الخطة الصهيونية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، وهاهو رئيس سلطة رام الله وفي حديثه أمام الكتاب والصحفيين يقول أننا استخدمنا لمزيد من الوقت لكي تنفذ إسرائيل خططها في التوسع والاستيطان ، ولم يجرؤ أن يكمل أن إسرائيل استخدمتهم لمزيد من مطاردة المناضلين واحتوائهم أحياناً ولخطاب الرئيس المنتهية ولايته مقال خاص حول حملة التحريضات التي قام بها بشكل مباشر وغير مباشر على الشعب الفلسطيني وعلى المقاومة .
ولنكن موضوعيين ولو قبلنا منظمة التحرير ببرنامجها الذي يسمى البرنامج الوطني ، ماهو هذا البرنامج الوطني الذي يقر بالاعتراف بإسرائيل كوجود على 82% من اراضي فلسطين ، ما هو هذا البرنامج الذي انحاز وبشكل مباشر ضد كل خيارات الشعب الفلسطيني .
ولكن السؤال المطروح ماذا حققت منظمة التحرير الفلسطينية من برنامجها غير اعتراف الرئيس اللاشرعي بأنهم كانوا وسيلة ركبتها إسرائيل وامتطتها لتنفيد برامجها .
أما على صعيد التمثيل فماذا فعلت منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني خارج الوطن وداخله وحال الشعب الفلسطيني خارج الوطن غني عن الوصف وغني عن الشرح ومدى المعاناة المعنوية والمادية التي يتعرض لها كثير من أبناء الشعب الفلسطيني في مناطق الشاتات والفلسطيني في الشاتات يقول يا وحدنا يا وحدنا ، تعرض الشعب الفلسطيني للقتل والذبح بدء من العراق والغير العراق سواء كان ذبحاً ماديا أو ذبحاً معنوياً ومن الذي ذبح الفلسطينيين في العرا ق؟؟ أليست عصابات القتل التي أتت بها أمريكا للعراق ، أليس القاتل والسفاح هو من عناصر الركب الأمريكي الذي تتحالف معه منظمة التحرير أمام المقاومة وضد المقاومة .
أليست ممثليات منظمة التحرير كانت خلايا للسمسرة والخيلاء البيروقراطية على أبناء الجاليات في حين أنهم أذناباً لأنظمة تحتويهم في اماكن تواجدهم .
أليست ممثليات منظمة التحرير هي عبارة عن أوكار تخدم التنسيق الأمني والبرنامج الديتوني .
أليست ممثليات منظمة التحرير وممثليات السلطة هي عبارة عن فيروسات ضربت وحدة الجاليات وأثارت الفتن بين طبقات الشعب ، أليست ممثليات منظمة التحرير الفلسطينية هي عبارة عن رموز اقليمية وعشائرية تعيث فساداً وفتكاً في النفسية الفلسطينية ؟.
ماذا نقول لكم عن منظمة التحرير ، كثير من المغررين يقولون أن منظمة التحرير جلبت الاعتراف ولكن أي اعتراف اعتراف بالمنظمة وقيادة المنظمة ، لا بحقوق الشعب الفلسطيني .
منظمة التحرير التي خرجت من ثوبها النضالي وانحرفت عن مسارها في تبني الكفاح المسلح كوسيلة هامة من وسائل التحرير منظمة التحرير التي ألغي ميثاقها بفعل قيادتها وحذف منه ما حذف على قاعدة ارساء قيادة أوسلو وتمديد صلاحياتها ، منظمة التحرير التي اصبت مؤسساتها بحكم المنتهية صلاحياتها وشرعياتها بدء من المجلس الوطني الفلسطيني إلى ما يسمى ” اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ” إلى مجلسها المركزي ، اللجنة التنفيذية التي انتهت صلاحيتها في عام 1992 وقبل توقيع اتفاق أوسلو وبالتالي وبموجب ذلك يعتبر اتفاق أوسلو لا شرعي ولا يلزم الشعب الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد بما أسس على باطل .
منظمة التحرير التي انشأت بقرار عربي كان الهدف منه بداية حفظ القضية الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني والتمرد على الفهم الدولي للحالة الفلسطينية وهي حالة اللاجئين واللجوء قام بها الزعيم القومي جمال عبد الناصر لانه لا يأمن مكر الأيام والمستقبل ، وعندما قاد الشقيري منظمة التحرير وبعده حمود لم يتخلوا عن ميثاق منظمة التحرير ،ولكن من الذي تخلى عن ميثاق منظمة التحرير هم المبندقين في حركة النضال الوطني الفلسطيني والذين هم جمدوا مؤسساتها وتركوا وأتاحوا للفساد أن يعيث في أركانها وجدرانها .
والسؤال يبقى هل نحن بحاجة إلى منظمة التحرير الآن وبوضعها الحالي ؟
اعترافات الرئيس المنتهية صلاحياته محمود عباس تقول أننا لسنا بحاجة لمنظمة تحرير قامت قيادتها وتحت ظلها واسمها بقيادة الشعب الفلسطيني نحو التنازل في حين ان الشعب لم يتنازل ولكن قيادتها انبطحت ، من المهازل التي وردت في اعترافات الرئيس الفلسطيني في خطابه وكلماته أمام المثقفين والصحفيين أنه يطالب بمحاكمة خالد مشعل الذي تسبب على حد قوله بمذابح للشعب الفلسطيني ولكن من الاستهتار أن لا يفهم الرئيس الفلسطيني أن من سبب المذابح هو الرئيس الفلسطيني في حد ذاته ومن الذي يحاكم أليس المعترف وبعد سنوات من الضياع بأنه كان العوبة أمام البرنامج الصهيوني ؟ ، أليس من الأولى أن يقدم للمحاكمة هو الرئيس نفسه ومن حوله عندما يقول بعد سنوات وبعد عقد أو أكثر من عقد أن إسرائيل لا تريد السلام ، هل هم سذج أم مغفلين ؟ وهل تقبل الحالة الوطنية سذج ومغفلين ؟ وهل الزمن الذي استغرقوه في التفاوض مع الصهاينة لا يمكن الحساب عليه بكل ما حمل من مآسي للشعب الفلسطيني وهي الفرقة وأولها انسلاخ الضفة ببرنامجها عن البرنامج النضالي للشعب الفلسطيني في غزة ، من هنا نقول أن جميع الاجهزة التي عاثت فساداً وقوة في الشارع الفلسطيني في غزة والضفة هي مؤشر ونتيجة طبيعية لاعترافات الرئيس المنتهية ولايته واللاشرعي .
ويبقى السؤال قائماً وبعد ما قدم في هذا المقال هل نحن بحاجة الآن إلى منظمة التحرير ؟؟ أم نحتاج إلى أطر اخرى تتمشى مع التطور في حركة الصراع مع العدو الصهيوني ؟
بقلم/ سميح خلف