أيّها المبارك العاهر .. المعبر سيفتح .. و النصر صبر ساعة
عدوّان قاما بهذه الحرب التي كان هدفها المدنيين … النظام المصري أولاً .. و الكيان الصهيوني ثانياً … و إن كانت الحرب وفق المفهوم العسكري .. تقوم لفرض واقع على الأرض يكون هدفه الرضوخ لمطالب المنتصر .. و أنّ ترتيبات التفاوض تكون بعد أن تضع الحرب أوزارها ، و خروج الطرف المهزوم رافعا رايته البيضاء .. فإنّ الأمر كان ملتبساً في حالة الحرب على ” غزّة ” ..حيث قام الكيان الصهيوني بهذه الحرب أصالة عن نفسه ، و نيابة عن النظام المصري ومن خلفه السعوديّة ، و عربان الاعتدال ، و قام النظام المصري بدور المفاوض أصالة عن نفسه ، و نيابة عن الكيان الصهيوني ، و من خلفه غرب متواطيء تدعمه أمريكا …و أيضا و في الحالتين لم يتمكن هذان العدوّان من فرض شروطهما .. فلم تستطع إسرائيل إخراج المقاومين الفلسطينيين بالرايات البيضاء .. و ان كان يستحضرنا هنا خروج بعض عناصر امن سلطة المقاطعة ” باللباس الداخلي ذات يوم ، و الذي لم يستطع جنود الكيان الصهيوني الخائفين على حفّاظاتهم ممارسته هنا “، كما أنّ مصر لم تستطيع فرض شروط الكيان الصهيوني على هذه الفصائل …. و هذا في أدنى الحدود يعني أنّهما لم يحققا أي انتصار ….
و الآن ، و بعد عملية معبر كيسوفيم .. فإنّ الآلة العسكريّة الصهيونيّة .. عادت لخرق وقف إطلاق النار الذي تم من طرفها ، و بعلميات ردّ محدودة التأثير على المدنيين .. و التصريحات الناريّة لن تقدم أو تؤخر .. مع تسارع اقتراب موعد الانتخابات الصهيونيّة ، و التي تشير استطلاعاتها الى تراجع ” ائتلاف كاديما ، و العمل ” … و تقدّم ” الليكود و من يأتلف معه من أحزاب عنصريّة ” .. و هذا يعطينا مؤشر بسيط عن طبيعة النصر الذي تدعيه العصابات الصهيونيّة في ” كاديما ” و التي قامت بالشق العسكري من الحرب على غزّة .كما يقودنا إلى فهم كذبة النصر الصهيوني تعليقات المحللين ، و المراسلين العسكريين لصحافة الكيان الصهيوني .. و التي صوّرها احدهم كما يلي : « إنّ وقف إطلاق النار يعيد حماس إلى السلطة في غزة رغماً عن أنوف أولمرت ، و وزير الدفاع إيهود باراك، و وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، والرئيس المصري حسني مبارك». طبعا هنا أضاف حليفي كيانه الرئيسين ، و لم يكن يغمس من قناتهما ..وأضاف : إنّ «الحرب عمقت الانقسام في العالم العربي، إلا أن حماس عززت شرعيتها في العالم العربي بل وفي تركيا أيضاً. كما عمقت الحرب الفجوة بين غزة ورام الله». و طبعا هنا يقصد الانقسام في ” النظام الرسمي ” فالعالم العربي ما عدا ” كتّابين الخليج المتصهينين .. و الكتّابين اللبانينين ، و الفلسطينيين المتسعودين ” لا يختلفون على حقّ الشعب الفلسطيني في أرضه المغتصبة ، و حتميّة زوال اسرائيل .
يتبقى لدينا الطرف المفاوض .. أي النظام المصري .. و هو يستميت في محاولته فرض الشروط الصهيونيّة .. على المفاوضين من فصائل المقاومة .. لاكتساب نصر سياسي للكيان الصهيوني بأثر رجعي .. و هو لن يتحقّق ، و المسألة هي في الوقت .. و إلى متى ستستمر عملية كسر العظم سياسيّا .. و التي تظهر أنّ ” عظم الفصائل ” عصيّ على الكسر و كل ما يدور حول .. تهريب السلاح ، و اطلاق الصواريخ .. هو كذبة كبيرة يقوم بها المفاوض ” الصهيو – مباركي ” من أجل استعادة ” شاليط ” و التي يعوّل عليها ” اولمرت ” لكسب الانتخابات يظهر هذا الأمر ذات المحللون الصهاينة ” لا يوجد بيت في إسرائيل لم يرغب في أن يسمع بأنه في اليوم الذي يتوقف فيه النار، سيعاد شاليط إلى الديار. لشدة الأسف، لا سبيل لضمان حصول هذا». وأضاف «البشرى السيئة هي أن حماس لم تضعف بما فيه الكفاية كي تخفض الثمن. هذا هو التقدير الذي بلوره وزراء المطبخ السياسي استناداً إلى ما لديهم من مادة. وفي الواقع فإنّ النظام المصري لا يملك إلاّ ورقة ” المعبر ” و هذه الورقة ستحرق رغما عن أنف ” المبارك ” و سيخرج بنفسه ليعلن ذلك حتى يكتسب شرف ” فتحه ” و ليداري سوءة نظامه المتصهين .
إنّ مأزق الطرف الذي يقود الآلة العسكريّة يظهره تحليل معلّقه : “على افتراض أننا لن نخرج غداً لاحتلال غزة من جديد، ما الذي يمكننا أن نقوم به ضد الفلسطينيين ولم نفعله حتى الآن؟».. كما يظهر مأزق الطرف المفاوض صمود ” الفصائل ” و إصرارها على مطالبها .. و التي أكّدها ” خالد مشعل ” في احتفالات نصر غزّة في الدوحة .
إنّ اطلاق ” كتائب الأقصى ” لصاروخها ، و الذي باركته ” فصائل المقاومة ” و ” عبوة كيسوفيم ” .. تثيران الكثير من الأسئلة حول ما يروّج عن ” نصر الكيان الصهيوني ” ، و ما يروّج ” عن هزيمة المقاومة ” .. فتمسّك بإغلاق معبرك أيّها ” العاهر ” …. سيكسر المقاومون ” عظم ” مفاوضيك …