أوباما يعيد سيرة سلفه الأرعن في دعم إسرائيل!
بقلم : زياد ابوشاويش
أبدى كثير من المراقبين والساسة العرب وبشكل خاص ممثلي الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة قلقهم من خطاب التنصيب الذي ألقاه أوباما في البيت الأبيض بعد أن ملأ الدنيا طولاً وعرضاً بوعوده حول إقرار العدالة وتمثل قيم الحرية والمساواة التي نادى بها كل الإصلاحيين الأمريكيين من البيض والسود على السواء وفي طليعتهم الزعيم الأمريكي الأشهر مارتن لوثر كنج، والنضال من أجل إنهاء كل أشكال التمييز والعنصرية التي يمثلها كيان الدولة العبرية في التعامل مع الشعب الفلسطيني. لقد أمل العرب من وجود رئيس أسود في البيت الأبيض من أصول إسلامية )أقله من جهة الأب والجد( توافر عناصر جديدة في السياسة الأمريكية تصلح ولو قليلاً من الظالم والعسف الذي ألحقته إدارة بوش الصغير بالعديد من بلدان وشعوب منطقتنا العربية والعالم وفي المقدمة قضية الشعب الفلسطيني الذي لا زال يعاني الظلم على يد الأمريكيين منذ النكبة دعماً للكيان الصهيوني بالمال والسلاح المتطور، ومنعاً لتطبيق القانون والشرعية الدولية على هذا الكيان عبر استخدام الفيتو عشرات المرات لإفشال أي قرار يعطي الفلسطينيين بعض حقهم في أرضهم ووطنهم.
إن مساواة الضحية والجلاد كما ورد على لسان الرئيس الأمريكي الجديد واستمرار الالتزام بأمن اسرائيل كأولوية للسياسة الأمريكية يعني بوضوح أن دور الولايات المتحدة لن يخرج عن سياق السلوك المعتاد في دعم اسرائيل ظالمة أو مظلومة، وأنه سيكون من شبه المستحيل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه بحدودها الدنيا في ظل الوساطة والدور الأمريكي الذي يراهن عليه بعض الواهمين من أصدقاء أمريكا ومن سلطة رام الله التي لا نعرف لماذا سارعت للترحيب بتعيين جورج ميتشل مبعوثاً للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط .
ورغم قدرات السيد ميتشل وبراعته السياسية المشهودة فإن سقف تحركه حدد في خدمة استكمال العدوان على غزة عبر تأكيد رئيسه على تطبيق واستكمال الحصار المفروض تحت عنوان تجفيف موارد حماس على كل الأصعدة ومنع تهريب السلاح لغزة على حد زعمه.
إن خطاب السيد أوباما حول الشرق الأوسط يمثل تراجعاً ملفتاً عن كل دعاواه حول تحقيق العدالة وتعديل صورة بلاده في العالم وخاصة بلدان العرب والمسلمين الذي زعم أنه يتطلع لتعاون مثمر معها.
لقد جاءت إشارة الرئيس أوباما لبعض دول الإقليم في سياق تنفيذ خطة الحصار لمنع وصول السلاح لغزة، وحتى مصر الدولة العربية المعنية أكثر من غيرها بالأمر فقد تناول دورها الإقليمي في إطار يخدم العدو ويساهم بإكمال ما بدأه في العدوان الوحشي على غزة.
وفي أول ظهور لوزيرة الخارجية الأمريكية بعد خطاب التنصيب أعادت السيدة كلنتون سيرة سلفتها رايس بتقديم الدعم لكل ما تفعله اسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني ولتبريره.
لقد خيب السيد أوباما وخارجيته آمال كل من راهن على تغير ولو بالحدود الدنيا في موقف أمريكا تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وانتظر الجميع أن يجتهد الرئيس الأمريكي الجديد في إصلاح ما دمرته الإدارة السابقة من سمعة أمريكا وقدرتها على تسويق دورها الإنساني المزعوم فلم يسمعوا ما أملوا فيه، وفي الشأن المتعلق بفلسطين والسلام العادل في المنطقة فإن انتظارهم على ما يبدو سيطول، وعلى من يعنيهم الأمر أخذ كل ما سبق في عين الاعتبار اليوم وفي المستقبل.