مع بدء جورج ميتشيل، مبعوث الرئيس أوباما في الشرق الأوسط، جولته في المنطقة عبرت منظمات وكتاب مؤيدون للاحتلال الإسرائيلي في أمريكا عن عدم ارتياحهم لاختيار ميتشيل، متهمين المبعوث الأمريكي بـ”عدم إدراك” أبعاد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك عبرت المنظمة الصهيونية الأمريكية عن “انزعاجها” من اختيار جورج ميتشيل، الذي ساهم في إحلال السلام في أيرلندا الشمالية، كمبعوث للرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط.
وانتقد مورتون كلاين، رئيس المنظمة، ميتشيل لكونه “يعتقد أن كلا الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) على خطأ” وأن “المستوطنات هي المشكلة الرئيسية، وليس رفض العرب الفلسطينيين لإنهاء الإرهاب” على حد تعبيره.
ومن جانبه قال الكاتب الأمريكي المتشدد دانيال بايبس، وهو من أبرز الكتاب الأمريكيين المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي، إن ميتشيل ولجنته التي تشكلت في أبريل/نيسان 2001 لدراسة الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين “كانت غير واعية بالقضية التي بين أيديهم”.
وتابع بايبس، في مدونته على الإنترنت تعقيبا على اختيار ميتشيل، إن القضية “ليست العنف أو المستوطنات اليهودية أو القدس، إنها على العكس، معارضة العرب المستمرة لقبول وجود دولة يهودية مسيطرة”.
وأضاف بايبس، الذي دعا إسرائيل سابقا إلى “سحق إرادة الفلسطينيين”، أن الحل الحقيقي في رأيه “لا يكمن في إعادة الأطراف بأسرع وقت ممكن إلى الدبلوماسية، ولكن بأن يُزرع لدى الفلسطينيين إدراك بعدم جدوى استخدامهم العنف ضد الدولة اليهودية”.
وتجدر الإشارة إلى أن بايبس، وهو أحد أبرز صقور تيار اليمين المتطرف في المحافظين الجدد، يتبنى عادة وجهة نظر اليمين الإسرائيلي المتشدد.
وكان بايبس قد قال في شهادة له أمام الكونجرس في فبراير 2007 إن “نجاح إسرائيل في سحق إرادة الفلسطينيين في القتال سوف يكون أفضل شيء يحدث… فالفلسطينيون في حاجة إلى أن يشعروا باليقين في الهزيمة كي يصبحوا شعبا طبيعيا”.
وفي تصوره لحل النزاع قال بايبس إن “الإسرائيليين يجب عليهم في النهاية، كي يبقوا، أن يعودوا إلى سياستهم قبل عام 1993، بترسيخ أن إسرائيل قوية وصارمة وثابتة، وهذا يمكن تحقيقه من خلال الردع…”
وكان اختيار أوباما لجورج ميتشيل قد قوبل بارتياح كبير لدى العديد من الأوساط الأمريكية حيث عبرت صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست ويو إس إيه توداي في افتتاحياتها خلال الأيام الماضية عن ترحيبها باختيار ميتشيل.
كما رحبت أيضا باختيار ميتشيل منظمات يهودية وإسلامية أمريكية، ومن بينها منظمة جي ستريت اليهودية، ومنتدى السياسات الإسرائيلية، ومنظمة أمريكيون من أجل السلام الآن، والتي تعد الذراع الأمريكي لمنظمة السلام الآن الإسرائيلية، ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير”.