السيف أصدق أنباء من الكتب
د.كمال متولي
فلسطين قضية كاد أن يضيّعها أهلها وعشيرتها وجيرانها والعالم بعد ذلك ظهير! نعم علي مر عقود من الزمان تعالج قضية فلسطين معالجة خاطئة تحولت من هجرة غير شرعية الي وعد بوطن الي قرار تقسيم للأمم المتحدة الي بقايا وطن بعد المد السرطاني للإستيطان والتحويل الديموجرافي علي أرض خص بها قرار التقسيم أهلا غير عابثين ديموجرافيا.
بعد ان اقتطع النصيب الأكبر من أصلها لدخلاء عليهم! منذ البدايات الأولي للمواجهة العسكرية هزم العرب للتمزق والتشرذم والخيانة علي حساب القضية بدءا من تعيين الملك عبد الله قائدا للجيوش العربية سنة 1948 وقد كان ملكا للملكة الاردنية الهاشمية عندما بدأ ذلك تشرشل وزير المستعمرات الذي ولاه امارة شرق الاردن سنة 1921 واعترف بذلك نظير موافقته علي الوقف عن مساندة اخيه فيصل بعد أن اسقط الفرنسيون حكم لفيصل لدمشق, وفي مايو سنة 1946 والإجتماع التأسيسي لجامعة الدول العربية اعلن نفسه ملكا علي المملكة الأردنية الهاشمية وقد حصلت علي استقلالها. مما يذكر أن تشرشل استثني امارة شرق الأردن من الفقرة الخاصة باقامة وطن قومي لليهود.
أقول عندما اختير الملك عبد الله قائدا عاما للجيوش العربية يعاونه جالوب في قيادة الجيوش العربية قد سحبوا الأسلحة من الفلسطينيين بحجة عدم تعارض نيرانهم مع نران الجيوش أمروا اللواء فؤاد صادق قائد الجيش المصري بالانسحاب الي بيت حانون وبيت سنيد عندمل قطع اليهود الطريق عليهم ورغم أن المقاتلون من المتطوعين الا أن الجيوش العربية كانت تأتمر من جالوب وعبد الله بحكم التشكيل الذين يأتمروا بجلوب كانوا قد أعادوا فتح الطريق للجيش المصري؛ انما هي كانت أوامر بريطانيا يأمر جلوب بتنفيذها!وكانت هذه بداية المحن والتي منها أنه لم يصدر قرار مجلس الأمن فيها الا اذا كان اليهود بحاجة اليه وفرا وفيغير ذلك من الأحوال لا يصدر قط؛ وفي سنة 1949 بأريحا أعلن الملك عبد الله ضم الضفة الغربية للمملكة!
ودارت الأيام وازداد العرب تشرذما وزادت الغرائز سلطانا وتحكما وحب السلطة مجبنة مبخلة فالإستسلام للدفئ والاستئثار بالسلطة زينة الدنيا ومتعارضتان مع القيم التي تتنحي معها شخصانية الارادة والانفراد بها. تكصوا الي الأصبع والأصبعين والخصام والوئام وعاصر العالم ما لم يشهده من قبل وتجاوب مع الصورة فعجل بفرض الحصار البحري علي المقاومة الفلسطسنية حتي يحول بينها وبين قطعة سلاح! سارع العالم بتأمين الجاني رابع جيش في العالم في مواجهة المجني عليه والذي تعرض لمذابح وتدمير لم يأتي به هتلر والنازية العنصرية المجنونة حرصا منهم علي ألا يخدش القتيل القاتل وهو في نزعه الأخير..فدخلت وحداتهم العسكرية المياه الاقليمية والمجني عليه محاصر للإبادة والمعابر مغلقة!
أمور لايقبلها أو تقرها إنسانية… أما والأمر كذلك فلم يعد أمام الشعب الذي تعددت مرات نحر أجياله وتدمير ممتلكاته إلا أن يحرر نفسه بيده بعيدا تماما عن الوسائل والسبل التقليدية من بني وطنه ومن أهل قوميته وهذا حاله جاءوا جميعا بالنتيجة صفرا ولم تذرف عليه دمعة بل تطوعوا هم لإعادة اعمار المجني عليه وبعض تعويضه والجاني غير غارم !!!
من هنا أتصور أن بداية التحول بيد الشعب يتخذ قراره ويحميه بدءا من اختياره الحر لمن يمثله واثقا في أمانته عاقدا العزم علي بديلين لا ثالث لهما إما موت وإما شهادة وهو علي كل الأحوال ميت حتي ولو لم يتصدي مطالبا بحق مشروع. لا يهم التنظيم حتي لا يلاحق والارادة أهم وأبقي مقتنعا بكلام جورج ميتشل المبعوث الرئاسي الأمريكي والذي يعكس سرعة اختياره صبيحة حلف اليمين أسبقية المشكلة عند أوباما؛ أقول مقتنعا بقناعة ميتشل أن صانع المشكلة انسان وحلها علي يده, فليتدبر موازين خصمه قوته وضعفه بادءا بالضعف فيجد أن هذا الضعف الشديد منحصر في دمه وأمنه؛ رماد ابناء ثمن غالي جدا ولتأمين هلع ابنائه وعدم فرارهم عائدون من حيث أتوا كذلك, وهو لا يملك من الأسلحة الا أدناها وأضعفها فليركز عليها معتمدا علي نفسه؛ كل رجفة للعدو مكسب له وكل اعتماد له علي نفسه دون حاجة الي صديق ولو قرب أو توحد معه في دين أو عرق أو جوار يزيده قوة ويزيد عدوه ضعفا وقد شهد العالم تطورا في أساليب القتال الفعلي علي الأرضوفي التجديد والتعامل بكفاءة مع جديد العدو. يجز كل طرف عضه لأصبع عدوه ومن يصرخ أولا يسلم للآخر؛ هذا هو لب الموضوع وما ضاع حق وراؤه مطالب مناضل, فليكن هذا هو حجر الزاوية في حل القضية وما تحرر شعب في العالم الا عن طريق حروب التحرير أي
ا كان شكلها؛ وليضرب الشعب الفلسطسني عرض الحائط بكل دعوة انهزامية ترتكز علي الحل الناعم فقط فهو ضد الحق تماما وقد ثبت علي مر التاريخ ومع هؤلاء بالذات وهم قوم مطل انعدام جدواه والضياع.
ا كان شكلها؛ وليضرب الشعب الفلسطسني عرض الحائط بكل دعوة انهزامية ترتكز علي الحل الناعم فقط فهو ضد الحق تماما وقد ثبت علي مر التاريخ ومع هؤلاء بالذات وهم قوم مطل انعدام جدواه والضياع.
قد يكون لكارتر وهو عضو جماعة دولية من حكماء السلام مع نيلسون مانديلا وكوفي عنان وديزموند توتو رأي في أن تكون مقاومة حماس مقاومة غير عنيفة للاحتلال علي غرار المهاتما غاندي في الهند والقس مارتن لوثر كنج في الولايات المتحدة, ومع احترامي لاجتهاده الا أن الامر جد مختلف لأن غاندي كان يتعامل مع امبراطورية عظمي لها ضوابطها وكنج لم يكن محتلا انما جزء من نسيج مجتمع بني علي العنصرية والاضطهاد ونحن بصدد عصابات كل تاريخها ضياع,وتشرد,عاش منبوذا محتقرا من خارجه ومتصارعا داخله ذو ميول سادية تتلذذ من تعذيب الأخرين.
نصيحة لاحبائنا في المقاومة الاسلامية وغيرها من فصائل النضال أن تبدأ مطالبها ونضالها من أجلها بدءا من قرار التقسيم الذي يتعين التوعية العالمية به لتعي الأجيال المخدوعة لمن الحق في الأرض وقد افسد الاعلام الصهيوني المهيمن المتسلط الوعي العالمي وضلله! تعترف حماس باسرائيل بدءا من قرار التقسيم وما بعده من قرارت دولية وهذا هو الحد الفاصل بين الحق المشروع في طرد المحتل والدفاع عن النفس والعمل الارهابي فإن التزمت بالقرارات الدولية فقد تمسكت بحق معلوم مشجعة كارتر وغيره, يتعين مساعدتها وأعتقد أن هذه قد تكون أول خطوة اقتراب من ادارة أوباما يبني عليها وتساعد الادارة الجديدة علي الوصول الي حل يكون اكثر قبولا من الجميع فتقوم الدولتان قيصريا.
ونصيحة أيضا لأحبائنا من دول الجوار وأعضاء جامعة الدول العربية لنتذكر أنه كانت هناك اتفاقية الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي تعني في تكليفاتها العامة المرسلة اتخاذ التدابير في حالة خطر الحرب الداهم وأنها تتعاون فيما بينها علي دعم مقوماتها العسكرية وتعزيزها, أي أن أي عمل في هذا المجال التزام وليس منّه وأنه لا يعني بحال من الأحوال التدخل في الشأن الداخلي خاصة إن كان مجيء الفرقاء المتخاصمون الي السلطة تم من خلال طرق شرعية اتسمت اجراءاتها بالشفافية وبشهادة العالم؛ وأنه مهما كان الخلاف بين الفرقاء فلا يعني الانضمام لأجنبي أو متحدثا من ثوبه؛ خاصة العدو إن هذا الإنضمام يأتي علي حساب الفريق الآخر؛ والتراب واحد والدم واحد… فلنراجع أنفسنا.
ونصيحة لأحبائنا من من الساميين أنه قد جري العرف وليد المنطق علي أن حيازة جاوزت الخمسة عشرة عاما دون منازع تكسب حق الملكية فما بالنا بزعم جاوز الخمسة آلاف سنة تكونت خلاله تجمعات بشرية وكيانات سياسية مستقرة ألا يكون محاولة انتزاع الأرض منها ضد طبيعة الأشياء دونه الشهادة أعلي درجات التضحية وتتدفق الدماء بحورا لا تخدم أي طرف, فلماذا لاتحقن الدماء ويتولي الحكماء وضع تصور قابل للتنفيذ أقرب ما يكون الي قرارات دولية …. نريح ونستريح.
وأخيرا نصيحة لأحبائنا ممن يملكون ناصية الأمور في العالم ومن حولهم في الشرفات, تذكروا أن لكم مصالح حيوية في المنطة تتأثر تأثرا بالعا بل إن العالم كله يقع أمنه الخارجي والداخلي تابع من توابع الإستقرار في المنطقة, …فلماذا لا نتجرد لحسم النزاع بيدنا … ونحن نملك؟؟؟
يحزنني وأنا أكتب المقال أن أعترف بغفلة حسنية عندما كتبت مقالي “السلام خيار أزلي” المنشور في مجلة أكتوبر عدد 1137 -18/10/1998 متوهما أنه بعد أن صار لهم كيان سياس وتعترف بهم أكبر دولة عربية من خلال كامب دافد قد يتصلح حالهم ويتساوون مع اسوياء العالم ادراكا.