حســـين حســـن التلســيني
أجـالسهـــــــا
في الأعمــــاق أحاكيهــــــا
أبــــــوحُ لهـــــــــا
بحرفيــــن يـفـيـضـــــان
بـألـوان فراشـــــــــات الأمل
وهي لاتـــــــــدري
******
أودِّعهــــــــــــــــــــا
وفي الأعمـــــــــــــــــــــــاق
أجنحـــــة جـمــرات الحُبِّ
تـحـرقُ أحشـــــــــائي
وهي لاتــــــــــــــــــــــدري
******
في كُلِّ يـــــــــــــومٍ
تزورُ عينيهـا حدائـقُ الأزهـــــــار
وفي كُلِّ عــــــــــــــــــامٍ
تحيلُ عطرها ، وسِحْرَها ، وسِرَّها
إلى غمامةٍ مخضرةٍ بالأمطارِ
وتزيحُ عن دربهما
لسعات العلةِ ، والعوسج
وتنحرُلمقدمهما
أزهــارَ السوسـن، والبنفســــــجِ
وتدفعُ لهمــــا الجزيــــــــة
تـلو الجزيــــــــــةِ
طواعيــــــــــــــــــــــــــةً تدفعُ
وزيـــــــــــــــادةً تدفعُ
لاخوفاً ، أو هرباً من طعنةِ المديـــــةِ
بل رداً لضيــاء جميلهـمـا
فمن سوادهما
تعلمتْ أبجديــــةَ الحُسْــــــــنِ
ومن رشاقــــةِ رموشهما
تعلمتْ لغةَ الرقصِ ، والرشاقـةِ
وأصبحتْ ملاذاً لعشـاقِ الأناقـــةِ
******
مَرَّةً سألتُ قافلةَ الحنـــــاءِ
لِمَ تشميــنَ خدود حبيبتي الحسناءِ
شَمَّ العاشقِ لزهرةِ النرجسِ
لِمَ تفرحيـن بهـا
فَرَحَ الغارسِ بثمار الغرسِ
لِمَ تطوفيــنَ حولهــا
طَوْفَ الكواكبِ حول الشمسِ
وتـغـضـيـــــــــنَ الطرْفَ
عن خدود بقيــــةِ النســــــــــــــــاءِ
في بلادِ الجوزِ ، والجمالِ ، والصفــــــــاءِ
لِمَ تـحـاصريـــنَ خصْرهـــا
برفيـفِ الحُبِّ ، والحنـــانِ ، والأشــــــــواقِ
قبــــل الدخـــولِ
وقبــــــــل النـــــــــــــومِ
بيـــن دفءِ رموشِ الأســــــــــــــــواقِ
******
حبيبتكَ هي الأرضُ ، والنسـيمُ ، والغمــامُ
هي الليـلُ، والنهــارُ، والحَمَــامُ
في صدرهــــــــــا
يــــولدُ الحبُّ ، ويـكـتـمــلُ
وَمِنْ إيقــــاعِ كعبـيــهــــــا
شــــراكُ الآهِ تـشـتعلُ
وَمِنْ سـواد عـينـيـهـــــــــا
بـــــلادُ اللهِ تـكـتـحــلُ
بيـن جدائـــــل شعرهــــــــا
وبيـــــاضِ نَحْرهــــــا
ورمــــانِ صدرهــــــــــــــــــا
تنـــــــــــامُ العطـورُ
وتبــــــوحُ بِسِــــــــــــــــــرِّها
وتخضـــرُّ الســــــــــطورُ
وتـفـيــــــضُ بسـحْرهــــــــــــا
ولولا خدودهــــــــــــا
لمـــا زَهَوْتُ يــــومـــــــــــاً
بـلـونــي الأحمــــر
لمــا غــازلـتــنــــي
هـالــةُ عرس هذه الشــــــــــــــــقراءِ
أو ذاك الفــــــارس الأســــمر
******
أحبهـا ، والقلبُ يجري نحوهـــا
ويـجـري ، خلسـةً يـجـري
وهي لاتــــــــــدري
ويُعَشِّشُ في أعمــــاقهــــــــا
كما يُـعـَشِّشُ الـهـزارُ
في بلادِ القَطْرِ ، والثلجِ ، والعطرِ
أحبهـــــــا دون أنْ أدري
هي في شبــــــــــــاكِ أيِّ نبيٍّ
تضـــعُ سنـــــــابلَ القمحِ
وتُــرفـرفُ بـأجـنـحــةِ الصُّبـــــــــــــحِ