يقول محللون ومراقبون سوريون، إن دمشق تعمل في الآونة الأخيرة، خصوصا أثناء تزايد الأزمات، بمبدأ «افتح صفحة واتبع مصالحك». ويستشهد أصحاب هذا الرأي، بالعديد من المواقف السورية في التعاطي مع هذا المبدأ في أزمات عدة اخيرا. ويقول سامي مبيض، الباحث المتخصص في التاريخ السوري الحديث، «على عكس ما يعتقد البعض بأن سورية سعت إلى الخلاف السوري مع دول عربية عدة في المنطقة، إلا أن دمشق كانت دوما تؤيد أي تقارب عربي يزيد من وحدة الأمة وفق الشعار الذي ترفعه عن التضامن العربي».
ويضيف مبيض، الذي يلقى قبولا بين طلبة جامعات القطاع الخاص في سورية، وهو واحد من أساتذة هذه الجامعات، «سورية كانت تبحث منذ عام ألفين عن مزيد من الأصدقاء وتخفيف الأعداء».
وعما إذا كان من الموافقين على مبدأ «نفتح صفحة» صرح مبيض: «نعم إلى حد كبير، لكن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الدول بطبيعة الحال هي ليست بنفس المستوى، أعتقد أن سورية كانت وما تزال تقول إنها تريد أن تكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة».
ويقول مبيض، الذي يرأس تحرير مطبوعة سورية شهرية تصدر باللغة الإنكليزية: «الخلافات مع السعودية فرضت من الخارج، والملفت للنظر هو أن المصالحات العربية حصلت في اليوم الأخير من رئاسة الرئيس السابق جورج بوش كما أنه قبل دخول بوش إلى البيت الأبيض لم يكن هناك خلاف سعودي – سوري».
وكانت المستشارة السياسية والإعلامية في القصر الرئاسي السوري الوزيرة بثينة شعبان، أعلنت في وقت سابق، إن «المبادرة السعودية اتجاه المصالحة العربية فاجأت سورية، لكنها كانت مفاجئة سارة»، وأكدت في الوقت نفسه أن «الأمور تأخذ بعض الوقت».
ويرى محللون إن «أكثر الملفات التي يلتقي فيها السعوديون والسوريون هو الجانب الأبرز في الملف العراقي حيث تنحاز دمشق إلى عروبة العراق رغم علاقتها الإستراتيجية مع طهران… الأمر الذي تصر عليه الرياض أيضا فيما يبدو أن الحالة المصرية – السورية تبدو الخلافات فيها مختلفة في الأدوار والرؤى وربما في المصالح والتقديرات كلا لمكانته ومصالحه الإقليمية».
ويقول المدير العام السابق للتلفزيون السوري عبد الفتاح العوض: «أعتقد أن فلسفة السياسة السورية تقوم على التلاقي أكثر من التباعد فيما بين الأقطار العربية وأكثر مما تقوم على الاختلاف حيث أن الاختلاف في الرأي لا يمنع من الحوار الذي يفسح مساحة أوسع في التلاقي». ويضيف أن «رغبة سورية في أن تكون في موقع السياسة الواقعية، لكن ذلك ليس على حساب المبادئ أو المصالح العليا». ويعتبر الإعلامي السوري أن دمشق «اتعظت منذ القمة العربية في الرياض».