سيد ماجد مجدلاوي
“يتولاكم في آخر الزمان لكع بن لكع “*
هنأ الرئيس السوري بشار الأسد الشعب الفسطيني بالنصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة“،وذلك اثناء استقباله “للمارشال” الفلسطيني خالد مشعل في قصر الرئاسة السورية .
لا أعرف اذا كان الرئيس السوري يرى بانتصار حماس طريقا لتحرير الجولان ، وربما الاستمرار لتحرير القدس .. وكل فلسطين .
حسب معادلة عسكرية بسيطة ، ما تملكه سوريا من قدرات عسكرية ، يتجاوز حماس وحزب الله ، المنتصر الالهي السابق ، بأكثر من 100 الف مرة على أقل تقدير.
اذن المشكلة العسكرية يا عرب انتهت . اذا انتصرت حماس انتصارا الهيا ربانيا ، فنصر سوريا سيكون نصرا نفتقد من ايجاد تعابير انتصار الهية غير مستعملة بعد لوصفه . ولكن لا بأس .. المهم ليس وصف النصر انما تحقيقه ، وانا على ثقة ان حماس وحزب الله سيتنازلان عن وصف انتصارهما بالالهي والالهي الرباني لمصلحة صلاح الدين الأيوبي البعثي الجديد .
اذا انتصرت البندقية بفشكاتها وقوة عزيمة رجال حماس ، على أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط والخامسة في العالم ، وهزمتها ، فالنصر العربي بات بقرار لم يعد يحتمل التأجيل.. لا يحتاج الى تضامن عربي ، لا يحتاج الى تنسيق بين الجيوش العربية ، لا يحتاج الى أسلحة ضخمة ومساوية لأسلحة العدو ، يحتاج الى بطل عربي جديد بشخصية الرئيس السوري ، الذي صار يعرف أسرار النصر ، ليدخل موسوعة القادة العرب العظام التي تملأ تاريخنا مجدا وفخرا ، فيجدد ما مضى ، ونستعيد بفضله ايام صلاح الدين قهر الغزاة وحرر الأوطان ، والمعتصم الذي جرد جيشا هائلا عندما صرخت امرأة عربية “وامعتصماه” ضيقا من الغزاة المعتدين . وغني عن القول ان صرخات نساء غزة من بني صهيون تجاوزت حرقة ومرارة صرخة تلك المرأة العربية من أيام المعتصم . وصرخات أطفال غزة التي تمزق نياط القلب .. وقد دقت ساعة العمل يا بشار!! دقت ساعة الانطلاق.. ومعك حلفاؤك من مارشالات حماس وفيلدمارشالات حزب الله .
هل ستسمحون للغزاة بفرض الحصار على غزة .. وتكتفون مرة أخرى بالاستنكارات والشجب والتضامن وصرخات وابشاراه واحماساه وانصرالله ؟
السفن الحربية الفرنسية تحركت لمنع تهريب الفشك لغزة ..ومنع تهريب الصواريخ التي تسقط في المناطق المفتوحة .. بهدلتنا لا ردها الله !!
وسفن الاسطول الأمريكي ستوقف كل سفينة ايرانية محملة بالأسلحة لغزة ، وربما تشمل رؤوس نووية ايرانية ، حتى لا تهزم اسرائيل وتحرر فلسطين بأيدي حماس. .وتخسر فرصة عمرك يا بشار.
لا لم تعد الحرب هزائم عربية منذ طل علينا الشيخ حسن نصرالله . صارت حروباتنا كلها انتصارات.. حتى حرب 1967 التي سماها جمال عبد اناصر ” نكسة “ قد غدرنا بهذا التعريف ، فهو لم يستوعب ان احتلال اسرائيل لآراضينا هي هزيمة نكراء لها… وان تدمير جيوشنا وأسلحتنا بضربة جوية ، هو نصر عظيم سيعلمنا كيف نخبئ هذه الاسلحة ونجعلها صالحة للاستعراضات . والتعريف الصحيح لحرب 1967 هو ما أطلقه وزير خارجية سوريا في ذلك الوقت اذ سماها “انتصارا عربيا” .
يبدو اننا لم نكن نميز بين النصر والهزيمة . الآن تعلمنا .. تدمير مدننا ودكها بحرا وجوا وبرا على رؤوس نسائنا وأطفالنا وجبلها بالدم الطاهر للشعوب العربية المنكوبة هو انتصار ..
تدمير الفرن الذري العراقي وتعريض المنطقة لاشعاعات ذرية قاتلة هو حكمة عسكرية عربية تمخضت عن زج العراق في حروبات تعلم شعبه الصبر والكف عن البكاء لأتفه الأسباب .. لأننا شعوب من كثرة بكائنا لم نعد نعرف هل نبكي سعادة بحكامنا أم نبكي حزنا على مصائبنا.
. قتل وجرح الاف اللبنانيين وتدمير البنى التحتية للبنان وتدمير قرى كاملة ، هو انتصار الهي أحرز فيه حزب الله تحرير عدد من الأسرى في سجون الصهاينة.. وجلب قوات دولية لتقف بالمرصاد لمنع الصهاينة من قطف الزعتر والخبيزة والعكوب والفقع من أراضي مزارع شبعا.وهزمت اسرائيل .
تدمير اسرائيل للفرن الذري السوري والتحليق فوق قصر الرئاسة جعل حاكم دمشق يصدر انذاره الرهيب ” سنرد في الوقت المناسب “. وتورطت اسرائيل!!
وجاء الرد الأول في غزة …
فقتل وجرح الاف الفلسطينيين ودمرت غزة بكل بناها التحتية ، واعادتها صحراء لا تسكن لسكن انسان ، وهذا هو نصر الهي رباني وهزيمة نكراء لاسرائيل.. تعود شعبنا على شظف العيش استعدادا للدمار القادم الذي لا يبقي حجرا على حجر ولا طفلا في حضن امه.. بل دماء وأكوام من اللحم المشوه ،يصورها تلفزيون الجزيرة ، على خلفية صورة الشيخ اسماعيل هنية وهو يعلن الانتصار الرباني القادم على اسرائيل.
ويخطب الشيخ حسن مهنئا زملائه المنتصرين . مهنئا الامهات الباكيات بأن فلذات أكبادهن
يمرحون ويلعبون في الجنة مع الحسن والحسين. ويطمأن من ظل حيا من الآباء ان لا يقلقوا ، فالشهداء لا يموتون .. بل يعودون من جديد للتساقط في شهادة جديدة في انتصار مدعوم مباشرة من يد الله.
يمرحون ويلعبون في الجنة مع الحسن والحسين. ويطمأن من ظل حيا من الآباء ان لا يقلقوا ، فالشهداء لا يموتون .. بل يعودون من جديد للتساقط في شهادة جديدة في انتصار مدعوم مباشرة من يد الله.
وينتقد حضرته أنظمة التهاون العربية .. وعلى رأسها النظام المصري .. نظاما خائنا ترك غزة تحترق لوحدها ، ولم يحرك مارك ساكنا لمواجهة العدو الصهيوني ودحره مرة والى الأبد .. وقد فاتني ان أسأل شيخنا المارشالي، لماذ لم ينتقد حضرته سوريا وبشارها يوم حرب لبنان الثانية عام 2006 التي لم تحرك ساكنا هي الأخرى وأقعدها الرعب من انقاذ لبنان من التدمير الاسرائيلي المبرمج والشامل لحياة الشعب اللبناني وأرواح ابنائه ؟ ام ان ما يجوز لدمشق لا يجوز للقاهرة ؟
الويل لمن يقول ان حماس هزمت .. حماس باقية وتذبح أعداء الله وأعداء الوطن .. من عناصر فتح الخائنين ، وتعرضهم عراة الا بما يستر عورتهم .. هذا هو مصير رجالك يا عرفات .. هذه هي فلسطين التي حلمت عليها ، بيتا لشعب حر ، فنم مطمئنا هادئ البال .. حماس سترسلهم لك جماعات جماعات لتسري عليك وحدتك وليشاركك رفاقك في البكاء على مستقبل فلسطين.. هناك حيث لا نسمعك !!
*- لكع : رجل لكع، أي لئيم، وقيل: هو العبد الذليل النفس.